06‏/02‏/2014

مانديلا رمز الحرية

توفيق ريكاني 
رغم صغر سني نسبياً، قياساً إلى السنوات الكثيرة التي يحتسب بها عمر الإنسان، إلا إنني تعلمتُ كثيراً في هذا العمر، وتعرفتُ على شخصيات وأبطال وعظماء ممن غيروا التاريخ، بل صنعوا التاريخ، وأصبحوا نجوماً في سماء الإنسانية. عندما نقرأ التاريخ، ونقلب صفحات الماضي، سنرى أناساً كثيرين، ولكن لا نرى إلا بعض الإنسانيين بمعنى الكلمة.. قبل أيام فقدت الإنسانية والعالم شخصاً مهماً، وإنساناً قلما نجد مثله في هذا الزمن، ألا وهو (مانديلا)، وما أدراك ما مانديلا؟ ذلك الرجل الأسود الذي أضاء الدنيا بإنسانيته وخلقه ونضاله من أجل الحرية والسلام.. عندما كنت أقرأ حياة هذا الرجل، كنت أشعر بالأمل والسعادة،لأنني كنتُ أقول في نفسي: عندنا شخص عنده
صفات الإنسانية، ويدافع عن المظلومين والفقراء. كم كنت أتمنى أن تعيش عمراً آخر يا سيدي مانديلا لكي تخدم الإنسانية، وتحصل على جائزة نوبل للسلام مرات عديدة، وتناضل ضد الظلم أزمنة مديدة، بالرغم من أنك لست بحاجة لجائزة، لأنك كنت الجائزة والهدية إلى البشرية.. أنا حزين لأنك تركتني وحيداً في عالم لا يعترف بالإنسانية، ويأكل القوي فيه الضعيف، ولكن هذا قضاء الله وقدره يا سيدي مانديلا، ولا راد لقضائه.. لقد عشت حياة حزينة، وحملت هموم العالم والفقراء على ظهرك، لقد كنت فعلاً إنساناً.. صدقني يا مانديلا، العالم الآن كله حزين عليك، وقد لبست الأرض ملابس سوداء، حزناً عليك يا قديس الحرية.. لقد تعلمت منك أن أسامح من قتل في داخلي طفولتي، لقد تعلمت منك أن أرسم دروب الحرية بسنوات عمري، مثلما كنت ترسم دروب الحرية بسنوات عمرك، أيها القديس!.. أناشد العالم والقوى العظمى والدول المتطورة والمتكبرة، أن تحذو حذو (مانديلا) في بناء الحرية والسلام، والدعوة إلى رفع الظلم، ونشر المحبة بين الدول والشعوب، أناشدهم باحترام مناهج وأفكار رجلٍ عاش ثلث عمره في السجن من أجل السلام.. 
نعم لقد ذهبت، ولكنك بيننا، ولا يستطيع إنسان عنده بعض من الإنسانية أن ينساك.. وداعاً يا مانديلا أيها الرجل النظيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق