07‏/02‏/2014

بصراحة: بين ارادة الشعب ومصالح الكتل السياسية


صلاح سعيد امين
كما هو متوقع، منذ الإعلان عن نتائج انتخابات برلمان إقليم كوردستان الأخيرة، والتي جرت قبل أكثر من أربعة شهور، فإن تشكيل الحكومة الجديدة تأخر إلى حد غير معقول، ولا يعرف أحد سوى الله (عز وجل) إلى أي مدى ستمضي مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بين القوائم الفائزة، وفي أي نقطة زمنية ستتشكل الحكومة!
وقد طالب الجميع أثناء الحملات الانتخابية، بل تضرعوا إلى الناخبين، لكي يمنحوهم أصواتهم ويوصلوهم إلى كراسي الحكم، ووعدوا أيضاً بتحويل الإقليم إلى جنة الله على الأرض!.

وقد ذهب الشعب بحماسة إلى مراكز الاقتراع، واختار هؤلاء المحترمين، ووضع أمانة إدارة الإقليم في أعناقهم، ولكن هؤلاء يتنافسون الآن على أخذ أكبر جزء من كعكعة السلطة، بدل أن يفكروا في مصالح الناخبين الذين أوصلوهم إلى البرلمان! إن التفكير الآن يجب أن ينصب على الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، من أجل أن لا تتأخر الميزانية العامة، التي ترتبط بحياة المواطنين مباشرة، وتؤثر بشكل كبير على مستوى حياتهم في كل المجالات، فضلاً عن تثبيت الحالة السياسية في الإقليم، والتي يؤدي عدم استقرارها إلى تعطيل الاستثمار في كل القطاعات الحيوية في المجتمع. ومن المعلوم أن الاستقرار الاقتصادي مرهون إلى حد كبير بالاستقرار السياسي وعدم الفوضى.
ولكن: هل نسيت الكتل الفائزة شعاراتها التي طرحتها أثناء حملاتها الانتخابية؟ وهل نسيت هذه الكتل أنها طبلت ليل نهار للدفاع عن سيادة القانون، وحماية مصالح المواطنين، وأقسمت أن تكون مخلصة للشعب والوطن؟ هل المضي نحو تشكيل الحكومة الجديدة يشبه مشي السلحفاة؟ 
إن على الكتل الفائزة في الانتخابات أن لا تنسى أنها على أبواب انتخابات جديدة، وأن الشعب سيقول كلمته، وسيأخذ بعين الاعتبار كل ما هو غير معقول مما جرى ويجري منذ انتخابات الحادي والعشرين من أيلول من العام المنصرم وحتى الآن.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكر الجميع على هممهم العالية، وعلى وفائهم لناخبيهم المخلصين، وعلى تقديمهم المصالح الشعبية الضيقة على المصالح الحزبية الواسعة! اصبروا وصابروا فإن الحكومة ستتشكل، ولو بقي من العمر القليل، ولكن المهم هو سلامتكم، ودمتم بخير..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق