04‏/01‏/2015

كلمة العدد// أمنيات العام الجديد

رئيس التحرير
ومضى عام آخر، والأحداث تسير ببطء نحو وجهتها، حسب سنن كونية – حضارية، لا تجامل ولا تحابي..
منذ اندلاع ثورات الربيع العربي أواخر عام 2010، والمنطقة التي تحيط بنا، تغلي بنار ثورات وانقلابات وأحداث دموية عنيفة، وهي لا تني تزداد اشتعالا ودموية، يوما بعد يوم، وليس هناك في الأفق القريب ما يدل على استقرار الأوضاع فيها..
ورغم ذلك، ورغم بحر الدماء الذي يحيط بنا، ورغم التغيرات الدراماتيكية التي لا تستقر على حال، فإن بصيص الأمل لا يزال موجودا..
عراقيا، تخطى العراقيون مرحلة حساسة وحرجة من عمر التجربة السياسية الجديدة، بعد 2003، عندما تمكنوا من تجاوز مرحلة كادت أن تؤسس لدكتاتورية جديدة.. ولا يزال ثمة الكثير مما يجب تخطيه،
للوصول إلى مرحلة آمنة، بعيدا عن الدكتاتورية والطائفية والفساد..
كوردستانيا، تجاوز الإقليم مرحلة خطيرة، عندما صمد في وجه أخطر التحديات التي واجهته على مدى العقدين الماضيين: هجوم خارجي شرس، تمثل في عصابات إجرامية مسلحة، تحمل راية الدين، وتقاتل باسمه.. وهجوم آخر، جاء ممن يفترض أنهم الشركاء في الوطن، عندما أعلن أصحاب السلطة في (بغداد) الحرب الاقتصادية على الإقليم، بقطع موازنته، وابتزازه ماليا..
وإذ اجتاز الإقليم هذين الخطرين، وهو اليوم أقوى ما يكون، فإن ذلك لا ينفي أن ثمة تحديات وأخطار أخرى لا تزال قائمة.. وهي معروفة لا نحتاج إلى سردها، منها ما يأتي من الشركاء في الوطن (سنة وشيعة)، ومنها ما هو خارجي يحتاج إلى مزيد من التكاتف الداخلي، والحنكة السياسية، لمواجهته، وتحويل مساراته إلى صالح الإقليم ومستقبله..

وما هي بأمنيات في مطلع العام الجديد، ولكنها قراءات للواقع، تعي تعقيده وتشابكه، وتدعو إلى الوعي بالسنن الكونية، وعدم السقوط ضحية تجاهلها.. فالأحداث تجري، والخبير من عرف كيف يتعامل معها، ويوظفها لصالحه.. ونحن إذا لم نكن ممن يصنع الأحداث، فلنكن ممن يجيرها لتكون معه لا عليه..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق