د. مصطفى عطية جمعة
تُعَدّ علاقة المسجد بالسياسة والسلطة
من القضايا الشائكة والدائمة في المجتمع المسلم، قديمه وحديثه؛ لأنها ترتبط بأمرين
أساسيين: الأول: كون المسجد - منذ نشأته وإلى يومنا - موطن أداء الشعائر، وتعلم
العلم الديني، والاستفتاء، وتلقي الخطاب الإسلامي المباشر من الدعاة. والثاني:
وجود السلطة في المجتمع، سواء كانت سلطة عادلة أو ظالمة، وحاجتها دائماً إلى دعم
سلطانها بخطاب ديني مصاحب لتوجهاتها، في مقابل جماعات معارضة ومذاهب مختلفة، ضد
السلطة الحاكمة، وتحتاج إلى تأصيل من المنظور الديني، وتأثير لدى الناس، وهذا لن
يتحقق إلا عبر المساجد والتجمعات والأندية.
تثار القضية الآن، وعالمنا العربي والإسلامي يعيش أجواء عديدة، فالشعوب
أضناها الاحتلال، ثم الاستبداد، وتتوق للحريات والديمقراطية، وتأمل في وجود سلطات
نزيهة منتخبة، تكفل لها حياة كريمة، وتحسن إدارة موارد
الوطن، وتقيم الحريات،
وتحفظ حقوق الإنسان، ويكون هناك نواب. فلا نهضة مع شعب مقهور مكبل. ولن يتقدم شعب،
ويستغل موارده، إلا بوجود رقابات مسبقة، من نواب منتخبين في مجالس تشـريعية،
ومحلية، وسلطة
قضائية. مما يستلزم وعياً لدى المسلم، بوصفه مواطناً في الدولة، يحدّد اختياراته فيمن
سيمثله في المجالس التشـريعية، وسيتابع أداءه، وسيراقب تنفيذ خطة السلطة. وفي حالة
غياب بعض حقوقه، أو حرياته، سيطالب بها. أي لا بد أن يتسلح بثقافة سياسية تستمد
معينها وقيمها من الدين. وسيوفر المسجد له – مع مصادر أخرى – هذا الوعي، بشكل حي
ومباشر، لأن المسجد يتحقق فيه ما لا يتحقق في مصادر المعلومات الأخرى، إنه موطن
العبادة، والنقاش، والإفتاء، وجهاً لوجه مع إمام المسجد ورواده.
ومن هنا، تأتي أهمية أن يناقش دور المسجد في عصـر التحولات الديمقراطية،
وثورة الاتصالات، في مجتمعات عربية ومسلمة، تراوحت توجهات حكوماتها ما بين تيارات
علمانية أو تقليدية، وتعدّد تكوين نخبها ما بين ثقافة تقليدية متوارثة، وأخرى
غربية وافدة، وثالثة جمعت بين الثقافتين، ما بين التزام بالإسلام، عقيدة وأخلاقاً
وسلوكاً، والرغبة في إحياء شعائره، وبين التسلّح بالعلوم والفنون العصرية، في
مجتمع يتوق للتقدم والنهضة.
الأمر في مجمله يثير أسئلة وقضايا، تحتاج إلى فتاوى ونقاشات، فلم يعد عقل
المسلم مسلّماً بكل ما يتلقاه، بل يحتاج إلى نقاش فاعل، لن يجده إلا مع إمام
المسجد، وعلماء الدين، الذين يقيمون حلقات دروسهم، ويقدّمون علمهم، في أروقة المساجد،
فتتجدد وظيفة المسجد، ويتعاظم دوره العلمي والاجتماعي، وأيضاً السياسي، فلن يكون
كهنوتياً، كما أريد به من بعض المتغربين، ولن ينتهج نهجاً معتاداً، كما رغب
التقليديون، ولن يخضع لأهواء ذوي السلطان، وقادة التيارات السياسية والمذهبية،
وإنما سيكون مستقلاً، يقدّم العلم مجرّداً، يضيء الدرب لأهل الحي والقرية والمدينة
والعاصمة، غير سامح لأي مستغل أن يعتلي منبره، ولا صاحب هوى أن يتخذه سبيلاً.
سيكون نهجنا، المستخدم في هذه الدراسة، قائماً على الوصف في دراسة القضايا،
وعرض آراء المفكرين والباحثين، بغية استنباط رؤية جامعة مشتركة. أما النقاش، فهو
أشبه ببندول الساعة، يؤصّل الأمر شرعياً، ويعرض ما توصلت إليه الدراسات المعاصرة،
موضحاً التحديات، عارضاً للتغيرات الاجتماعية والفكرية، غير متقيد بقطر ما، ولا
مثل محدد.
فإننا نرى أن الظروف التي تمر بها الدول العربية
والإسلامية، وإن اختلفت مواقعها وظروفها، ولكن الهموم متقاربة، والقضايا مشتركة،
والأمل يحدو الجميع في المزيد من تحقيق الآمال، مستلهمين بهدي الإسلام، تواقين إلى
أن يخرج من الجدران إلى الحياة، وذلك ضمن أطر عامة، بغية الوصول إلى نقاط وضوابط،
تجعل رسالة المسجد في عصـرنا حيّة بناءة، وتلزم إمام المسجد بتحصيل ثقافة عميقة
متجددة، غير منحاز لهوى أو سلطان.
المسجد عبادة وتعلم وتلاق :
المسجد بيت الله تعالى، المكان المختص بعبادة الله سبحانه، ففيه يتوجّه المسلم
بالعبادة والدعاء والرجاء، عملاً بقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا
تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}([1])،
وفي الآية تأكيد على إخلاص النية لله تعالى بين جدران المسجد، فلا مجال للشرك
بالله، على نحو ما يذكر ابن كثير، حيث كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم
وبيعهم يدعون لغير الله ويشركون، وهذا تشريف للمسجد بإضافته إلى الله سبحانه
وتعالى([2])،
فشدّدت الآية على إخلاص النية والقصد عند إتيان المساجد، كونها الملتقى الروحي
والتعبدي للمسلمين أينما سكنوا، وأينما تواجدوا.
ولأن صلاة الجماعة في المساجد تثاب
بسبع وعشـرين ضعفاً عن صلاة الفرد، فإن الكثيرين يهرعون إلى المساجد، نشداناً
للثواب المضاعف، وأملاً في الاستزادة الروحية والعلمية. والمساجد مكان أيضاً لأمور
تعبدية تفيد عموم المسلمين: فتجوز القسمة فيها للأموال، ويجوز وضع الصدقات فيها
على رسم الاشتراك بين المساكين، ويجوز حبس الغريم فيها، وربط الأسير، والنوم فيها،
وسكنى المريض فيها، وفتح الباب للجار إليها، وإنشاد الشعر فيها، إذا عري عن
الباطل([3]).
فعلينا أن نقصد المسجد أينما حللنا، أو رحلنا،
مصداقاً لقوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ، وَأقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد وَاْدعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ
تَعُودُونَ. يَبَنِى ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا
وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْـرِفُواْ إنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفينَ}([4])،
فإقامة الوجه تعني التوجه إلى بيت الله تعالى في مكة المكرمة([5])،
وأن نعمل لربنا مخلصين له الدين والطاعة، دون أن نخلط عملنا بشـرك، ولا شريك([6])،
فالتوجّه للكعبة المشرفة، في دلالة على الوحدة في القبلة، مثلما تجمعهم وحدة في
العقيدة. فعندما يقف المسلمون في المسجد للصلاة، متّحدي القبلة والقلب، متوّخين
الإخلاص، راجين الفوز برضوان الله، فهم يدخلون في حالة من التلاقي البشري على مدار
اليوم، ومع حركة الشمس والقمر والليل في الكون.
ومعلوم أن الإسلام لم يغيّر معتقدات الشعوب التي آمنت به ديناً فقط، وإنما
قام بإعادة تشكيل الحياة الاجتماعية كلها، بما في ذلك أنماط السلوك، وأنساق القيم،
والعلاقات القائمة بين الناس، ورؤيتهم للعالم، وتعاملهم معه. وقامت على دعوته
وشريعته خلافة زاهرة دامت أكثر من ألف عام.
فدين الإسلام – حسب التصور العلماني في بحوث
الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع – ليس نشاطاً يحدّد العلاقة بين الإنسان والخالق،
وإنما هو أسلوب حياة، ويتجاوز المسلمين أنفسهم – كأفراد – ليوحّدهم كمجتمع. وما الاختلاف
في المجتمع المسلم، وتعدّد الفرق والمذاهب، ووجود ديانات أخرى، إلا دليل على حرية
العقيدة والعبادة([7]).
وأن المجتمع المسلم - على امتداد تاريخه - كان حارساً لحريات هؤلاء، وفي حالة
الجهل الاجتماعي بأحكام الإسلام في التعامل مع الديانات المخالفة، وتسييد الرأي
والمذهب الواحد، يتعاظم التعصب، ويشتد المقت.
ربما نجد بين أظهرنا بعض المتهاونين بالدين، ممن مال إلى "العلوم
العقلية، ورأى أنها أحق بالفضيلة، وأولى بالتقدمة، استثقالاً لما تضمّنه الدين من
التكليف، واسترذالاً لما جاء به الشـرع من التعبّد والتوقيف.. فالعقل يمنع أن يكون
الناس هملاً أو سدى، يعتمدون على آرائهم، وينقادون لأهوائهم المتشعبة... ولو تصوّر
هذا المختل أن الدين ضرورة في العقل، وأن العقل للدين أصل، لقصّر عن التقصير،
وأذعن للحق، ولكن أهمل نفسه، فضل وأضلَّ"([8]). وهو ما
يصدق على من اتخذ علوم الغرب، وفلسفاته العقلية والمادية، منطلقاً له، مقصياً
الدين عن حياته وفكره، فتكون النتيجة استحكام الهوى، والمنفعة، والنظرة المادية،
في الحياة، ومع الأحياء.
إننا لا يمكننا فصل التجربة الحضارية الإسلامية بين ما هو ديني و غير ديني،
فالإسلام ثقافة وحضارة معاً، ونظام قانوني شامل، ونسق اقتصادي، وطريقة للعمل،
وأسلوب للحكم والإدارة. وتستمد مظاهر السلوك اليومي معينها وإرشادها من شريعة
الإسلام([9]).
ولن يجد المسلم إلا المسجد، وإمامه، كي يتعلّم أمور دينه ودنياه، خصوصاً لدى الشرائح
الاجتماعية البسيطة والفقيرة.
نذكر هذا، في ضوء الهجمة الإعلامية الشرسة، التي تطارد المسلم، في صباحه
ومسائه، والتي أثّرت بالسلب أكثر من الإيجاب، والكل يعلم أن ما يُبَّث إعلامياً في
حاجة إلى مزيد من الضبط والتمحيص. فكثير من المعلومات والمفاهيم والقيم المبثوثة
في الإعلام، فيها كثير من المغالطات والمخاطر، غير بريئة من التوجيهات السياسية
والفكرية، مما أدى إلى تضـرّر الحياة الفردية والجماعية للمجتمع المسلم، جرّاء التوظيف
غير الراشد لحرية التعبير. في حين أن حرية التعبير في المنظور الإسلامي واسعة
المفهوم، تقوم على مبدأ تحرّر الفرد من سلطة أمثاله من البشر، بل من كل المخلوقات،
ومن كل صور النقص التي ترد عليه، كالخوف والذل، لأنها مقيدة بالعبودية الخالصة لله
تعالى، ملتزمة بتعاليم الإسلام وضوابطه، وفي التصوّر الإسلامي القائم على الخير
والصدق والاعتدال والمصلحة، مع تفصيل في الحالات الفردية، وعلاج لها([10]).
فالإسلام يجعل المسلم مستمتعاً بحياته، في ظل المباحات الشرعية الواسعة
والشاملة، وصور الانتفاع المختلفة بما في الكون من طاقات ومخلوقات، ضد ما يسمّى
حرية التعبير في الفكر الغربي، التي يشوبها الغموض والغبش، وفيها مغالطات ومزالق
تتناقض مع مفاهيم الإسلام، وهو قاصر عن تقديم حلول إيجابية للجسد والروح معاً([11]).
وهنا يأتي دور المسجد، بوصفه البيت الأول للمسلم، لأنه يشكّل مركز ترابط
الجماعة المسلمة، وهيكلها المادي الملموس، فلا تكتمل حياة أيّ جماعة مسلمة تتعايش
في مكان ما، إلا بوجود المسجد بين بيوتها وأبنيتها، يتلاقون فيه للعبادة
والاستفتاء في شؤون الدين، وأيضاً للتحاور والتلاقي، ودعم الروابط بينهم، والبعض
يفضّل أن يكون المسجد موطناً لتباحث شؤون الجماعة المسلمة، سواء كان شأناً
اجتماعياً أو أسرياً أو سياسياً، فالمسجد ضرورة دينية واجتماعية، وأيضاً سياسية،
بالنسبة لكل مسلم على حدة، وأيضاً للجماعة كلها. فهو بيت الله، وبيت الجماعة، وبيت
الفرد، على حدة([12])،
وهذا ما جعله موطناً فريداً، يجد الفرد فيه مكاناً لصلاته، وأيضاً لخلوته الروحية،
وملتقى مع أفراد الحي، ووجهاء القوم.
لقد تميّز المسجد في الإسلام، منذ إنشائه، بأمور عديدة، فقد كان على رأس
المباني التي شارك الرسول (صلى الله عليه وسلم) بنفسه في إقامتها، فكان ينقل الحجارة
مع الصحابة ليرغّبهم في العمل.
والمسجد – من حيث الكثرة العددية – هو
البناء الأكثر انفراداً في تاريخ وواقع الإسلام، وتتوقف رقعته على عدد مرتاديه في
الحي، والمدينة. لذا تنوّعت المساجد تنوّعاً بيّناً في المساحة والشكل، والتخطيط
والعمارة، واعتبر - عند غالبية الباحثين في تاريخ العمارة الإسلامية وفنونها - أفضلَ
المنشآت على الإطلاق التي يتجلّى فيها التعرّف بصدق على نشأة فن الهندسة والتخطيط
والبناء والزخرفة عند المسلمين، ثم متابعة تطور العناصر المعمارية المختلفة خلال
العصور المتتابعة، مثل العقود والأعمدة والتيجان والدعائم والقباب والمقرنصات
والمآذن، ووحدات الزخرفة الإسلامية النباتية والهندسية والحيوانية([13]).
وكان الخليفة بنفسه، أو من ينوب عنه من أهل العلم والفضل، هم وحدهم
المؤهلين لإمامة المسلمين في الصلاة في المساجد الجامعة، خاصة في يوم الجمعة.
فيمكن القول إن إطلاق صفة (الجامع) نتيجة اجتماع أهل المدينة المسلمين لأداء هذه
الفريضة، وسماع خطبتها([14])،
مصداقاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ
اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}([15]) .
واتخذ المسجد – بوصفه ملكاً للجماعة المسلمة كلها - أغراضاً عديدة، فقد كان
داراً للقضاء، وكان القضاة – في بداية عهد القضاء في الإسلام - يجلسون في المسجد
يصدرون أحكامهم، وعلى أعوان الدولة الواقفين خارج المسجد التنفيذ. فكأن القاضي يعد
المسجد عنواناً لاستقلاله، واستقلال أحكامه القضائية، وابتعاده عن سلطان الحاكم.
وبعضهم كان يأبى أن يأخذ راتباً من الدولة، ويحتسب عمله وجهده عند الله تعالى([16])، مما
جعل الناس يشعرون بالأمن والطمأنينة لحياد القاضي، وأجلّوا المسجد، وجالسيه،
ومتقاضيه.
وهناك من المستشرقين من يرى أن لفظة (المدينة) آرامية الأصل، ويطلق على
المكان الذي يكون فيه القضاء. وهذا يعني أن المدينة - في الأصل اللغوي السامي، ثم
العربي - يعني أنه مركز حضري يحوي بيت العبادة، ويجتمع فيه المؤمنون للصلاة الجامعة،
ويصدر فيه قاضي الجماعة أحكامه([17]).
كما صار المسجد معهداً للعلم والتعليم، وتشهد مساجد العواصم الإسلامية
الكبرى بأن كبار علماء الإسلام تعلموا وعلّموا بين جدرانها، وكثير منهم كانوا
يترفعون عن الأجرة أو الرواتب والعطايا من الحاكم، مفضلين استقلالهم المادي الذي
يدبرونه من أعمال خاصة بهم، وأملاً في المثوبة الربانية، وهذا زاد من احترام الناس
لهم، وساعد على نشر العلم ([18])،
لأن المساجد مدارس مفتوحة لمن شاء من العامة والخاصة في الجماعة المسلمة .
لذا حرص المخطط المعماري المسلم على أن يكون المسجد الجامع في قلب (وسط)
المدينة الجديدة أو معسكر الجيش أو الحي، وبجانبه دار الإمارة وبيت المال([19])،
وهذا يدل على كون المسجد معلماً محورياً في حياة المجتمع، ليس للصلاة فقط، وإنما
لسائر شؤون القضاء والتعليم والتلاقي اليومي وخطبة الجمعة.
مما دفع بعض المستشرقين إلى تشبيه المسجد الجامع في المدينة الإسلامية بـــ(الأجورا
/ الفورم) (مركز التجمع والحكم) في المدينة اليونانية والرومانية؛ ولا يعني أن
المسلمين قد اقتبسوا من اليونان والرومان مثل هذا التخطيط، بل العكس، ففكرة وجود
الجامع في قلب المدينة فكرة إسلامية عربية بحتة، تأسياً بما فعله الرسول (صلى الله
عليه وسلم) في (يثرب)، حين بنى مسجده ومساكنه فيها لدى وصوله وبداية استقراره ([20]).
علماً بأن المساجد الجامعة تعددت وكثرت، في المدينة الواحدة، بحكم زيادة
عدد السكان، وصعوبة استيعابها لكل أهل المدينة، وفي المقابل كثرت المساجد الصغيرة
والزوايا، تسهيلاً على المسلمين عند أداء فرائض الصلاة اليومية([21]).
[2] ) تفسير القرآن العظيم ، للحافظ
أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ، تحقيق: سامي بن محمد السلامة ، دار طيبة
للنشر ، الرياض ، 1422هـ ، 2002م ، ج8 ، ص244 .
[3] ) الجامع لأحكام القرآن (تفسير
القرطبي)، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، دار الفكر، بيروت، ج19 ، ص23 ،
تفسير سورة الجن .
[5] ) جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن
غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1 ،
1420هـ ، 2000م، ج12، ص380 .
[6] ) السابق، ج12 ، ص381 .
[8] ) أدب الدنيا والدين، أبو الحسن
علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي، تحقيق: مصطفى السقا، سلسلة التراث، الهيئة
المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2009م ،
ص73 .
[10] ) حرية التعبير بين المفهوم الشرعي والمفاهيم المعاصرة، د. محمد
بن عبد الله بن إبراهيم الخرعان، بحث منشور في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية،
مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت، العدد (48)، 1422هـ ، 2002م ، ص355، 256 .
[12] ) المساجد، د. حسين مؤنس، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد (37)، ص30.
[13] ) المسجد في الإسلام، د. محمد
توفيق بلبع، بحث في مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،
الكويت، سبتمبر 1979م ، ص18، 19.
[14] ) السابق، ص56.
[20] ) السابق، ص42 .
[21] ) السابق، ص58 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق