11‏/08‏/2012

قصة قصيرة : عندما يقتل الحب

بقلم: لقاء هادي الصوفي 
فتحت له الباب واستقبلته باستحياء، تفضل بالجلوس. 
..شكرا لك 
نظر اليها ونظرت اليه..كان بالنسبة لها حب من النظرة الاولى.
فاتحها بموضوع الزواج ..وافقت على الفور، رغم وجود بعض المعوقات التي كانت تقف في طريق هذا الزواج.
مرت الاشهر وكبر الحب يوما بعد يوم ....
.متى يأتي يوم الزفاف كي أقر عيني بوجودك في بيتي يا زوجتي الحبيبة..
هذا هو اليوم الذي كنا بانتظاره... الام توصي ابنتها..ابنتي الغالية ..اوصيك ان تكوني له كما كنت انا لوالدك...كوني له أمة..يكن لك عبدا..كوني له ارضا..يكن لك سماءا..احفظيه في ماله، وعرضه، ودينه..
حسنا يا امي سوف اكون كما يريد ان شاء الله..فهو زوجي وحبيبي وصديقي ورفيق عمري.
دخلت عش الزوجية فكان اجمل مما توقعت، مرت الايام والاشهر والحب يكبر ويكبر، كانت لا تستطيع ان تفارقه لحظة، تعلقت به كما يتعلق الطفل الرضيع بأمه، وكذلك هو تعلق بها، ولكن شاءت الاقدار ان يفترقا لبضعة أشهر كان فراقا مرا، عانت منه الزوجة المسكينة ولكنها التحقت بزوجها الغالي في البلد الذي هاجر إليه.. وكان هذا اللقاء حلوا بقدر ما هو مر بفراق أهلها ولكنها كانت تقول لا بأس فأهلي سوف يتعودون على فراقي فأنا لا استطيع ان اترك زوجي وحده يعاني الغربه، سوف اكون معه في اي وقت وفي اي مكان، شاء من شاء وابى من ابى.
مرت السنوات ورزقا بالاطفال..وهي تعاني من الغربة وصعوبة فراق الأحبة...
الزوج -حبيبتي انت عمري، انت هبة الله لي، لا اعرف كيف اجازيك على مشوارك معي، وعلى وقفتك معي، فأنت الزوجة الحنونة والصابرة التي عوضتني عن حنان امي وابي واخواني، فجزاك الله عني خير جزاء..سوف اكون الزوج المخلص والوفي، والاب الحنون لك الى اخر يوم في حياتي، وقد عاهدت نفسي ان اجعلك سعيدة قدر ما استطيع وان لا ادع عيناك الجميلتان تبكي بسببي..أعاهدك. 
مرت السنوات الزوجة مشغولة بتربية الاولاد والزوج اصبح شيء مرموق في المجتمع..وكما يقال وراء كل عظيم امرأة...كانت هي من تهيء له اسباب النجاح، وكان هو مقدرا لها ويذكر معروفها دائما..
لكن عندما تتدخل شياطين الانس والجن، هنا تقلب الموازين...اصبح الزوج مشغول بطلب الرزق..وهذا دفعه للغياب عن البيت لأيام، والزوجة المسكينة نائمة في العسل..لأنها واثقة من زوجها ومن حبه لها، ومن عهده الذي عاهدها به، اصبح الزوج يتغير شيئا فشيئا.
الزوجة.. لماذا لم تتأتي الى البيت ؟..الزوج انا مشغول...لماذا انت جالس في غرفة المكتب الى وقت متأخر؟ انا مشغول بطلب الرزق..حسنا يا زوجي الله يعينك.
شكوك الزوجة المحبة التي طالما كانت تقول له انا منك وانت مني، انا وأنت روح مقسمة على جسدين، ها هي الزوجة تبدأ تحقيقها، كيف ابدأ؟؟.
سوف ابدأ بموبايل زوجي ..ها هي تقر أ الرسائل الواردة، والمرسلة، بل حتى المسودة،تتفاجىء بأشياء لم تكن بالحسبان، يكشفها الزوج..يضع رقم سري على الموبايل...
لم تيأس الزوجه دخلت الى عالم التواصل الاجتماعي وبالأخص الى الفيس بوك تعرفت الى اناس ورأت ما خطه زوجها من اشعار وحكم واقوال وصور، رأت ما افرحها من زوجها وما أحزنها ما اضحكها وما ابكاها!! ما اسعدها وما احزنها، رأت ان زوجها الحبيب الذي كان يقول لها انت اول وآخر حب في حياتي قد تغير، اصبح الزوج الرومانسي؛ رومانسي فقط على الفيس بوك!!!.
يقرأ الاشعار ويخط الكلمات الجميلة المؤثرة التي طالما كانت الزوجة بانتظارها، وأصبحت صداقاته اغلبها من النساء، يحل مشاكل هذه، ويمازح تلك، و...الخ.
الزوجة المسكينة تعترض تمانع هذه خيانة لي..لطالما كنت تقول لي انت الحب الاول والوحيد..ما جرى يا زوجي الحبيب؟!! فأنا احبك حبا لاتصفه الكلمات...ماذا جرى كي تعاملني بهذه الطريقة؟!! هل نسيت انك عاهدتني امام الله ان تحافظ عليّ وعلى مشاعري، لماذا هذا التعامل الجاف معي....؟.
الزوج انا بحاجة الى امرأة مثقفة امرأة جميلة ممشوقة القوام عيناها ملونتان واسعتان شعرها ذهبي وبشرتها بيضاء جميلة،انت كنت لي الزوجة ولكني اريد العشيقة والحبيبة..ودخولي على النت وصداقاتي مع الاناث هي مسألة لا بد منها، فهذا هو واقع التواصل الاجتماعي وخصوصا النت، وانا استمتع عندما اتكلم مع أنثى.
الزوجة تصدم برفيق دربها ولكن غريزتها وفطرتها بحب التملك والغيرة على زوجها لم تدعها في سلام.
الزوجة... اذن كما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف..الزوج موافق. 
هنا كان للشيطان الدور الاكبر وصلا الى طريق مسدود ...
الزوجة تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم تدخل غرفتها تجلس على السرير تحتضن ملابس زوجها وتقوم بشم رائحته وهي تبكي بدموع حارة، تحاور نفسها وتقول حبيبي لا تقتل هذا الحب الذي بيننا، لا تنسى ما كان بيننا من مودة ورحمة، ولا تنسى اني هبة الله لك كما كنت تقول لي.
الزوج يفكر ويفكر كيف اترك زوجتي من اجل نزوات الدنيا الزائفة؟!!.
كيف اترك المرأة التي ساندتني وتركت اهلها بسببي وصبرت على الحلو والمر، كيف اترك من كانت تطعمني نصيبها من الطعام وتقول انها شبعانه؟ كيف اترك من كانت وما زالت تحبني اكثر من روحها رغم كل شيء ورغم كل ما فعلته بها؟.
لا لا وألف لا.. لن اتركك يا حبي فأنا على العهد القديم وسوف اكون لك كما كنت لي وكما عهدتني دائما..
الزوج يدخل الى الغرفة مسرعا حبيبتي لقد عدت اليك احبك يا عمري فأنت حبي الاول والأخير ..
ما بك لماذا لا تتجاوبين معي يا .....؟!! يفاجىء الزوج بأن المسكينة قد فاضت روحها الى بارئها..وقد رسم الحزن كلماته على وجهها..وملخص هذه الكلمات..احبك يا زوجي الحبيب وسوف اظل احبك رغم كل شيء الى اخر يوم في حياتي. احبك.

هناك تعليق واحد: