16‏/08‏/2012

من الحركات التي ساهمت في صناعة الثورة المصرية حركة 6 ابريل تحت أضواء الحوار


القاهرة – سمر سيد
ثورة 25 يناير المصرية الشعبية السلمية التي اسقطت احد اعتى الانظمة الدكتاتورية في الشرق الاوسط، انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الموافق 21 صفر 1432 هـ،اختير هذا اليوم ليوافق عيد الشرطة المصرية واختارته عدة جهات من المعارضة المصرية 
والمستقلين، من بينهم حركة شباب 6 أبريل، وحركة كفاية، وكذلك مجموعات الشبان عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك و تويتر والتي من أشهرها مجموعة «كلنا خالد سعيد» و«شبكة رصد» وشبان الإخوان المسلمين، جاءت الدعوة لها احتجاجًا على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة، وكذلك على ما اعتبر فسادًا في ظل حكم مبارك.
وقبل ذلك بعام ونصف قامت حركات المعارضة ببدء توعية أبناء المحافظات ليقوموا بعمل احتجاجات على سوء الأوضاع في مصر وكان أبرزها حركة شباب 6 أبريل وحركة كفاية وبعد حادثة خالد سعيد قام الناشط وائل غنيم والناشط السياسي عبد الرحمن منصور بإنشاء صفحة كلنا خالد سعيد على موقع فيس بوك ودعا المصريين إلى التخلص من النظام وسوء معاملة الشرطة للشعب.
أدت هذه الثورة إلى تنحي مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 (الموافق 8 ربيع الأول 1432 هـ).
في هذا التحقيق تسلط مجلة الحوار الضوء على هذه الحركة الشبابية، ومراحل تأسيسها، والاتهامات والتحديات التي واجهتها ولازالت تواجهها.

6 ابريل النشأة والتأسيس
حركة شبابية مصرية تأسست وانطلقت عام 2008 وهي الحركة التي دعت على الإنترنت للإضراب العام في 6 أبريل 2008 لمواجهه غلاء الأسعار؛ ومن أجل رفع رواتب الموظفين، وهذا كان تزامنا مع اضراب المحلة و الذي كان أول عصيان مدني شامل ثوري ضد نظام مبارك.
تتشكل الحركة من مجموعة كبيرة من الشباب المصري من جميع التيارات "اسلامي، ثوري، يساري،يميني ،ليبرالي" وهي اول سابقة توافق وطني في التاريخ المصري الحديث بين هذه التيارات، حيث يعملون جميعا على تنحية الخلافات السياسية والعمل على التوافق الوطني نحو كل ما يؤدي الى الدفاع عن حقوق المواطن المصري (سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا).
وكالمعتاد تعرضت هذه الحركة هي واعضائها لكثير من الاتهامات التي طالتها ومنها اتهامات بتلقي أموالا وتدريبات من الخارج، واتهام أعضائها بانهم (جماعة فوضوية) تسعى للتخريب وإسقاط الدولة، وطالتها سلسلة اتهامات تخوينية من جميع الاتجاهات.
وأدت الخلافات بين اعضاء هذه الحركة نفسها والتى اسسها (احمد ماهر) الى انقسامها الى قسمين؛ القسم الثاني تحت أسم "6ابريل الجبهة الديمقراطية" اسسها (طارق الخولي) الذي انشق عن الحركة ومعه 5000 عضوا من الحركة واتخذت نفس اسم الحركة مع اضافة "الجبهة الديمقراطية" للاسم فقط، وبدأت الحركة المنشقة عن جبهة "احمد ماهر" الاساسية برمي الاتهامات على الحركة متهمة أياها بتلقي الاموال من الخارج وسوء الادارة وعدم وجود الديمقراطية داخلها، وهذا ادى في وقت من الاوقات الى تشكيك الشارع المصري في الحركة، ونتيجة لاختلاف القيادات انضم العديد من اعضاء حركة 6 ابريل الاصلية الى الجبهة الديمقرطية اعتراضا على قيادة "احمد ماهر" لها وهذه الاتهامات كانت اكبر واهم الاسباب الاساسية التي تسببت في تشكيك بعض الناس في حركة 6 ابريل.
الآن وبعد مرور 4 أعوام على تأسيس الحركة وانقسامها والتهم الموجهة اليها مجلة "الحوار" تحاول في هذا التحقيق الوقوف على جميع محاور المشكلة، ومعرفة رأي المؤيدين والمعارضين للحركة من الشباب في الشارع المصري، ووقفة مع المؤسس الاصلي للحركة "المهندس احمد ماهر" ليرد على الاتهامات مثل التمويل الخارجي والتدريب في الخارج، واشاعة الفوضى والاتهامات التي وجهت لأعضاء الحركة حول صفقات أجريت بين الحركة و الأخوان مقابل دعمهم للدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة وكان أولها ترشيح أحمد ماهر للجمعية التأسيسية للدستور ووعود بحقائب وزارية لأعضاء الحركة. 

رأي الشباب المصري بحركة 6 ابريل 
هذه بعض آراء الشارع المصري بالحركة :
-يقول "مصطفى فارس طالب في كلية التجارة: حركة 6 ابريل تكونت لكي تعارض النظام فقط؛ وبسبب هذه الحركة خسرت كثير من العائلات ابنائها في المواجهات التي حشدوا، ومن المفروض ان دم الشهداء يقتص من حركة 6 ابريل!.
ويضيف ورأيي انهم مجموعة شباب عملاء لا يعرفوا معنى الوطنية وعندهم استعداد لتغيير اي مبدأ لهم امام مصالحهم الشخصية وهذا ظهر عندما رشحوا مرسي وهم على خلاف دائم مع الاخوان من بداية الثورة وهذا يؤكد وجود صفقة بينهم وبين الاخوان!.
-"منى ابراهيم" مدرسة لغة انجليزية 24 سنة تقول: الحركة تريد الخير والعزة والاصلاح لمصر؛ ونحن دائما نهاجم الشيء الصحيح وهذه الحركة ظلمت مثل كل الشرفاء امثال البرادعي والشيخ حازم ابو اسماعيل، من قبل الاعلام والفلول وكارهي الثورة الذين يتهمون حركة 6 ابريل بالعمالة والتخريب! وغالبية هؤلاء خبثاء متلونون يزعمون أنهم مع الثورة وفى نفس الوقت يهاجمون من كانوا سببا فيها وشاركوا فيها من أول يوم بدعوى خوفهم على الوطن وعلى الثورة! ولكن حركة 6 ابريل اثبتوا انهم بالفعل شباب خائف على البلد وكل مايهمهم هو المصلحة وهذا ظهر عندما رفضوا تأييد الفلول وأعلنوا تأييدهم للدكتور مرسى في الانتخابات الرئاسية بالرغم من انهم على طول الخط معترضين على افكار وسياسية الاخوان.
-وترى "ايه فتحي " خريجة اداب لغات شرقية 22 سنه: أن الحركة فوضوية؛ فدائما ما تثير الشغب في الشارع المصري وهم حركة عميلة لاتريد الخير للبلد ولاتريد ان تهدأ الامور، وفي اي مشكلة صغيرة يصرون على الاعتصامات والتصادم مع قوات الشرطة والجيش، والهتافات المهينة لقادة المجلس العسكري، الى جانب تحريضهم على دعوات ضد الجيش حامي البلاد فهم يخططون لإسقاط هيبة الجيش المصري لتعم الفوضى.
-الشاب "محمد غمراوي" طالب هندسة يقول: الحركة وطنية اصيلة ويكفي انها اول حركة شبابية حقيقية تحركت واعترضت على النظام القديم الظالم في عز قوته، وهي حركة مرنة جدا تتقبل جميع الاراء المعارضة، وقد مل الناس هذه اللعبة السخيفة، لعبة اتهام كل المعترضين على أخطاء وكوارث "العسكري" بأنهم عملاء يريدون هدم الجيش، ويريدوا تخريب البلد فهم من رموز الثورة ويجب ان نقر جميعا بذلك.
بعد هذه الاراء الشبابية التقت مجلة "الحوار" مع اكبر معارض ومنشق عن الحركة. 
فقد ظهرت خلافات وانشقاقات داخل الحركة، وظهر كيان منبثق من الحركة وأخذت نفس اسم الحركة مع تغير بسيط تحت اسم "6 ابريل الجبهة الديمقراطية" يقودها "طارق الخولي" وهو المتحدث الإعلامى باسمها.
في البداية تحدث الخولي عن اسباب انشقاقه قائلا:
انقسام الحركة يرجع إلي سببين رئيسين؛ أولها وأهمها على الإطلاق هو التمويل من الخارج، وسفر بعض الأعضاء للتدريب في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما رفضته الجبهة الديمقراطية لاعتباره مدخلاً لتشويه صورة الحركة عن طريق تلقي تمويلات وما إلى ذلك، والسبب الثاني عدم إجراء انتخابات داخلية في الحركة حتى يتم تقويم الأمور على أساسها والعمل على أسس سليمة، كان ثمة عناد من بعض الأعضاء في هذه النقطة بالتحديد، وهذه الأسباب كانت كفيلة لانقسام الحركة فمعظم الأعضاء المنتميين الآن للجبهة الديمقراطية هم من مؤسسي حركة شباب 6 أبريل منذ بدايتها، ولكن احمد ماهر تنكر لأصدقائه المؤسسين، وهو لم يؤسس هذه الحركة وحده! ومن المعروف ان الجبهة الديمقراطية هي التي قامت بالعمل الميداني وضحت كثيرا من أجل ثورة يناير، ومن يقول ان الجبهة الديمقراطية تأخذ تبرعات من الخارج فهذا افتراء وكذب، فهي تعتمد في التمويل على اشتراكات الأعضاء وتبرعات رجال أعمال ومواطنين.
وعن المعلومات التي ترددت عن وجود مبادرة لعودة حركته لصفوف 6 ابريل مرة اخر يقول الخولي، "هذا كلام لاصحة له فانا لا اسعى لذلك ابدا".
احمد ماهر يرد علي الاتهامات*
لتحقيق التوازن بين الرأيين التقت الحوار "أحمد ماهر" منسق حركة 6 ابريل، وأتاحت له الفرصة للرد على الاتهامات، فكان معه هذا الحوار.
-يقول حركتنا ظلمت كثيرا؛ والآن بدأت تسترد مكانتها فهي وبدون غرور من أبدع الحركات الشبابية، وهي من دعت للثورة، وغايتنا الوحيدة هو الصالح العام لبلدنا دون أى أهداف خفية أو مصالح شخصية، وأصبحت الآن قوة سياسية فاعلة وقريبة من دوائر اتخاذ القرار، فهي من اشهر الحركات التي لها القدرة على حشد الجماهير الآن في مصر، لذلك تجد لها الكثير من الاعداء ومرددي الشائعات، وظاهرة اتهام الحركة بالخيانة والعمالة تمت من قبل وسائل الإعلام الفاسدة التابعة للفلول في محاولة لهدم الحركة، وأعتقد أننا أكثر الحركات السياسية التى تم تخوينها من قبل أعلى الجهات السيادية في الدولة دون دليل! كما تم تنظيم حملات تشويه منظمة لأعضائنا وأهدافنا الوطنية، لذلك نحن نرفض مبدأ التخوين سواء جاء من قبل السلطة أو الحركات السياسية الأخرى أو الأفراد رفضا تاما لأن التشويه أو إلصاق تهم الخيانة على الغير ليس بالامر السهل فهو يؤثر على شعبية الفرد أو الحركة لدى المجتمع، وتكون سبل الصد لهذه الحملات صعبة وتعطل من تحقيق أهدافها الطبيعية لإظهار الحقائق، وهذا ما حدث معنا، فبخلاف العمل على تحقيق أهداف الثورة نضطر إلى عمل حملات سياسية وإعلامية لإظهار الحقائق والرد على التهم الملصقة بنا لاستعادة ثقة الشارع، والحمد لله اعتقد الآن ان الحركة استطاعت ان تعيد ثقة الشارع فيها مرة اخرى.
- ويؤكد "ماهر أن ما حدث من "طارق الخولي" يعد تخريبا للحركة وقد تم فصله وفصل عدد من المنتمين للحركة لقيامهم بترويج شائعات حول تلقي الحركة تمويلا خارجيا، وسفر عدد من أعضائها لغرض التدريب في الخارج، فهؤلاء قاموا بتجميع أنفسهم وضموا اخرين إليهم مكونين ما يسمي ب"6 ابريل الجبهة الديمقراطية" وهو ما يعد سرقة للاسم، ويضيف "ماهر" أن الجبهة الديمقراطية وممثليها لا تمثل 6 ابريل التي نشأت منذ عام 2008 في أي شيء على الاطلاق وتعمل علي تشويه الحركة.
وعن تمويل الحركة يقول "ماهر" لم نحصل على أي تمويل لا من الخارج ولا من الداخل، وكل مصروفاتنا من جيوب أعضائنا ومنذ لحظة تأسيس الحركة وحتى الآن لم نعتمد على أي مصدر من مصادر التمويل سوى تبرعات واشتراكات اعضاء الحركة ونرفض التمويل الخارجى بكل أشكاله علما ان الحركة ليس لها مقر الى الآن.
وعن الاتهام الموجه للحركة بوجود صفقة بين 6 ابريل وبين الاخوان والتي على اساسها تم دعمهم للدكتور مرسي قال "احمد ماهر":
لم نعقد اي صفقة مع الأخوان ولم يعرض علينا مناصب وزارية وترشحت لتأسيسية الدستور من الأحزاب المدنية فقط وليس من جماعة الاخوان المسلمين،وموقفنا من دعم "مرسي" كان وطنيا وليس طمعا في منصب؛ وقد عرض عليّ التعيين في مجلس الشعب وعرضت حملة شفيق منصب نائب الرئيس عليّ ورفضت، وما تردد حول ترشيح قيادات من الحركة لتولي مناصب وزارية و ما تم تداوله في وسائل الإعلام بخصوص ترشيحي لتولي منصب وزير الشباب غير حقيقي على الاطلاق، وإن طرح رسميا علينا أي منصب سنتشاور مع أعضاء الحركة حول ذلك ولا نرى قبول أي منصب خيانة ولكننا نرى أن دورنا الأهم هو مراقبة الأداء الحكومي، ويشير ماهر"الى ان كل ما تردد من إشاعات حول إبرام صفقات بيننا وبين الاخوان عاري تماما عن الصحة والاتهامات التي طالتنا صيغت من نفس الأشخاص الذين اتهمونا من قبل بالعمالة وتلقي تمويلات خارجية، وحركة 6 إبريل علاقتها جيدة بالجميع وأي تغيرات في مواقفنا مرهون ببحثنا عن المصلحة الوطنية وليس من أجل مصالح شخصية، وسبب دعمنا لمرسي انه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كان هناك أكثر من مرشح للثورة وطالبنا مرشحي الرئاسة الثوريين بالتوحد في فريق رئاسي واحد منعا لتفتيت الأصوات في مواجهة مرشح الفلول؛ ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، فقررت الحركة التزام الحياد بين مرشحي الرئاسة وعدم دعم مرشح بعينه ووجهنا حملاتنا إلى مناهضة مرشح الفلول في الانتخابات الرئاسية، وأكدنا أننا في حالة الإعادة بين أي من مرشحي الفلول وأي مرشح آخر سندعم الأخر في الرئاسة، وعندما وصل إلى جولة الإعادة الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي كان الاختيار صعب لأننا ضد شفيق قلبا و قالبا ولا نعترف بترشحه للرئاسة؛ وفي نفس الوقت نختلف أيدلوجيا مع جماعة الاخوان المسلمين، ومن واقع شعورنا بالمسئولية بدأنا في عقد اجتماعات متواصلة مع مختلف القوى السياسية وخاصة من التيار الإسلامي لبحث المشاورات حول تعهدات والتزامات الدكتور مرسي للقوى الوطنية، وكذلك تشاورنا مع الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي لاستشارتهم والسماع لنصائحهم، وكان اختيار الحركة منحصر بين مقاطعة جولة الإعادة أو دعم الدكتور محمد مرسي لإسقاط الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة، إلا أن دعم شفيق لم يكن مطروحاً على مائدة مفاوضاتنا فنحن نقف ضد الدولة العسكرية وعودة النظام السابق قلبا وقالبا، وحسبنا تقديراتنا على جانبي المكسب والخسارة وعبر استفتاء داخلي للحركة قررنا بالأغلبية دعم الدكتور محمد مرسي ولم ندعمه لشخصه أو لأننا ننتمي لجماعة الاخوان المسلمين، أو وفقا لصفقة أجريناها، وإنما من واقع خوفنا على الثورة وإسقاط مرشح الفلول ووقف إعادة إنتاج النظام السابق، الكثيرون كان لديهم لبس في أيدلوجية الحركة السياسية! ودعمنا لمرسي أثبت أننا حركة وطنية مستقلة تخاف على الوطن، فالحركة لاتتبع اي جهة او حزب او شخص ولدينا أيدلوجية "ليبرالية" ولدينا فكر ومنهج في السياسة والاقتصاد والدستور فيها المشترك والمختلف مع التيارات الإسلامية والقومين واليساريين والليبراليين، مضيفا؛ ان موقف الرأي العام والتيارات الإسلامية تغير من الحركة بعد أن اعلنا دعم مرسي والسبب ان هناك خطة ممنهجة تقودها جهات أمنية ضد حركة 6 إبريل، والشارع تأثر بهذه الحملة وكان لديهم سوء فهم، والتيارات الإسلامية التي اتهمتنا بالعمالة والتخوين والتمويل تغيرت وجهة نظرها بعدما عقدنا اجتماعات معهم ودعمنا محمد مرسي، وقد علم الجميع أن أجندتنا وطنية وأتوقع أن يتغير موقف الأخوان المسلمين منا إن انتقدنا مرسي أو خالفناه سياسيا.
وعن علاقة المجلس العسكري مع الرئيس محمد مرسي وقدرته علي انتزاع صلاحياته من المجلس العسكري يؤكد ماهر اننا سنعاون الرئيس محمد مرسي على انتزاع صلاحياته كاملة من المجلس العسكري، وإذا الرئيس مرسي قبل أن يكون سكرتيرا تنفيذيا للمجلس العسكري فسنحاسبه على أي تقصير وسنمارس الضغط السياسي عليه، فدعمنا لمرسي لا يعني الموافقة على كل قراراته .
وعن رأي علم الاجتماع بظاهرة الثقة وانعدامها من حين لآخر لدى الشعب المصري في حركة 6 ابريل استطلعنا رأي الدكتور "مراد الفخراني" استاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة؛ حيث قال:
إن ما يحدث فى مصر الان ظاهرة طبيعية أفرزتها حالة الحرية التي يعيشها المجتمع المصرى بعد اكثر من 30 عاما من القهر وغياب الحريات والتعبير عن الرأي، وكل فئة من حقها التعبير عن رأيها مادام بطريقة سلمية وهذا شيء جيد وتعبير عن صحوة المجتمع بعد مرحلة قهر طويلة جدا، ومن الطبيعي ألا يوجد إجماع على شخص أو مؤسسة أو حركة او رأى فكل شخص يأخذ الكلام من وجهة نظره، وتغيير اراء الناس كل يوم في حركة مثل 6 ابريل يعد امر طبيعي نتيجة ما يراه من مستجدات ومشادات كل يوم من تجدد في الاخبار والأحداث والاتهامات في وسائل الاعلام.
وعن حالة التخوين والفوضي التي تسود الان في مصر يشير الدكتور "الفخراني" الى اننا لو راجعنا تاريخ الثورات فى العالم لوجدنا أن ذلك شيء طبيعى فكل الثورات تتبعها حالة من الفوضى والتخوين وعدم وضوح الرؤية نتيجة لاختلاف التوجهات والآراء وهو امر طبيعى جدا فى هذه المرحلة التى تمر بها مصر حاليا، وذلك لعدة أسباب منها؛ أن مصر فيها الكثير من الاتجاهات والمصالح المتضاربة، كما أن كل مرحلة من المراحل الانتقالية تكون مثل الموج الهادر وتظل كذلك حتى تظهر قيادة يرضى عنها الناس لكى تهدأ ألأمواج، فضلاً عن أن حرية الرأى والتعبير التى نمر بها الان جديدة على مجتمعنا فقد تعودنا على البعد الواحد فى التفكير وسماع صوت واحد لايعلوا فوق صوته أحد، فقد كان هناك جهة واحدة تتكلم والشعب يستمع، ولكن بعد الثورة لأول مرة نبدأ فى التفكير؛ وأصبح هناك حرية للتفكير، ومستحيل أن نجد شعبا بأكمله له فكر واحد وبالتالى أصبح هناك تباين فى الاراء والاتجاهات وهذا شيء طبيعي، ولكن الغير طبيعي هو حالة التخوين التى تسود بين التيارات المختلفة في مصر دون أدلة واضحة، وإذا كان هناك أشخاص غير موثـوق فيهم فيجب التحقيق معهم لكي يدينهم القضاء أو يبرأهم كما أنه من الطبيعي فى بلد يوجد فيه هذه الحالة من القلق والتوتر أن نجد أصابع داخلية وخارجية تحاول اللعب بمقدراته! وهذه الظاهرة تعتبر نوع من تباين ألوان التعبير عن الاراء والتوجهات لدى قطاعات مختلفة من المواطنين لكل منهم مطالبه وتوجهاته وطموحاته، كما أنها تعبير عن الاختلاف فى الاراء والمعتقدات وهذه الظاهرة التى ظهرت في حياتنا والتى تحمل اراء متضاربة ومتناقضة يتسم بعضها بالتجاوز من حيث المحتوى لأفكار متطرفة نسبيا أو مطالب غير واقعية، كما أنها تحتوى على بعض التجاوزات فى أسلوب التعبير الذى يتعدى على حرية الاخرين وهذا يعتبر امرا غير مقبول تماما، والحل هو أن يتعود الجميع على "ثقافة الاختلاف" وتقبل الاخر والرأي والرأي الآخر، ونرى أن ذلك يتطلب مرور بعض الوقت مع التجربة الجديدة للثورة ويجب ان تتعلم الاطراف المختلفة وباقي قطاعات المجتمع وخصوصا الشباب على ابداء الرأي بدون رمي الناس بالاتهامات جزافا بلا سند ولا دليل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق