11‏/08‏/2012

السعادة في ذاتك

إسماعيل رفندي
تأملت كثيرا في قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له) رواه مسلم.
إذا هذا هو سر السعادة والنجاح والاطمئنان في الحياة أمام المصائب والأزمات.
كثير من الناس يسألون: كيف نجعل الإيمان مصدراً للسعادة؟.
أقول لهم: هذا هو المقياس، قول الحبيب يوضح لك بكل وضوح، أنك تملك في قلبك ومع روحك وفي أعماق ذاتك وباطنك إيمانا، كما يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم بإمكانك أن تجعل الإيمان مصدرا أساسيا للسعادة، او بمصطلح التنمية البشرية وفق التصور الإسلامي والعلمي، السعادة في قلب، فانظر كيف تتعامل معه؟..
إذا لا تبحث بعيدا ولا تذهب بعيدا،لأن السعادة في قناعاتك، وكيفية تعامل ذاتك معها ومع الحياة، لان هناك من يجعل الشكر والصبر مصدرين للشقاء يصاب بالغرور في مواطن الشكر ويفقد التوازن في مواقف الصبر، هكذا يفسرها ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "التقوى إن يُطاعَ فلا يُعصى، وان يُذكرَ فلا ينسى، وان يُشكرَ فلا يُكفر". واليك أخي القارئ محاور أساسية في كيفية جلب السعادة للدنيا والآخرة:
ـ مراقبة الوقت : لان الإنسان يشعر بالسعادة او الشقاء في وقت ما، كما أن سوء استغلال الوقت يؤدي الى عادات خاطئة جدا، ومن ثم يعكر مسيرة السعادة.. إذا فمراقبة الوقت وفق معايير سليمة واستثمار جيد وبرمجة مفيدة تأتيك بثمرات لا تُحصى من السعادة والتفوق والإنتاجية.
ـ التدريب على الصبر : ليس للإنسان خيار آخر ، لان أي خيار آخر عدا الصبر يؤدي إلى نتائج سلبية أو غير مرغوبة، أي إما الغضب وفقدان السيطرة على الذات، وإما الانتقام والوقوع في شباك النفس والشيطان.
ـ التعامل الجميل في مواطن الشكر: حين تأتي النعمة والتوفيق أو القبول والامتياز أو المكافئة والتأييد فلا بد من الشكر، والشكر لله ثم للناس، ولاشك أنه بالشكر تزيد النِعَم .{لئن شكرتم لأزيدنكم}.
-العاطفة والأحاسيس العاطفية والخلايا المكلفة: توفير العاطفة موجودة في دماغنا وفي أعماق ذواتنا، لذا لابد من دفعة صادقة وقوية لظهورها او الظهور بها، واستثمارها في ميادين ومجالات الحياة ومع الآخرين، ولابد من توسيع دائرتها من الأسرة والى أوسع دائرة إنسانية لمعرفة حقيقتها ولأداء حقوق الآخرين..
ـ تحسين مراجعة الروابط والعلاقات: كما يقولون الإنسان اجتماعي بالطبع، اي لا يوجد إنسان لا يملك علاقات قريبة او بعيدة، لذا فمن الأفضل ان مراعاتها والقيام بمراجعتها مع اي كان، وتطويرها مع الايجابيين والحد منها مع السلبيين، حتى نستطيع استثمارها في أحسن أوجهها.
ـ الاهتمام المتوازن بالصحة: اي وقف معايير طبية في كافة مجالات الحياة، اي متابعة كل جهاز على حدة، مثل الجهاز الهضمي والتنفسي والتناسلي .. الخ وتجنب الإفراط في اي مجال كان، وفي إعمال العقل والى الجوانب النفسية والى التغذية الصحية.
ـ التعبد الصادق : لا يأتي التعبد بخيرٍ أوبنتائج جيدة إلا إذا كان صادقا وبأداء ممتاز، لان في كل عبادة فوائد كثيرة ولا يمكن الحصول عليها إلا حين أدائها أداء حسناً وبشكل صحيح ودقيق .
ـ النظرة الصحيحة للمال: صحيح أن المال مهم، وهو عصب الحياة، ولكن الأهم هو إدارة المال بصورة جيدة ومشروعة بين الأخذ والعطاء، وتتجنب من آفاته وسلبياته لراحتك وسعادتك..

هناك تعليق واحد: