11‏/08‏/2012

مواقع التواصل الاجتماعي تأثيرها وكيف صنعت الثورة المصرية


بعد نجاح ثورة 25 يناير، والتي كان نواتها المحرك في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا الـ"فيس بوك" الذي كان الوسيلة الرئيسية للدعوة للثورة، وحشد الشباب المصري للنزول إلى الشارع والتحرك، حتى نجحوا في تحقيق الأهداف 
الرئيسية التي خرجوا إليها، فأثبتت تلك الوسيلة نجاحها في حشد المصريين حول الثورة وكان للدور الذي لعبته مواقع ..؟؟


التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت "تويتر" و"الفيس بوك" و "اليوتيوب" اهمية كبير في احداث ثورة "25يناير" وفي احداث الثورات العربية ايضا؛ إذ حولها من مجرد احتجاجات فردية ضيقة إلى تنظيم قوى قام بدور التعبئة الإيديولوجية للثورة فانقلبت من ثورة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ثورة حقيقية على أرض ميدان التحرير، فالإنترنت الذي أسقط مبارك يعتبره الكثير من المتابعين للوضع انه أصبح الان سلاحا في يد الشعب، فحركت مواقع التواصل الاجتماعي الشباب وكونت منهم جيشا على الفيس بوك وتويتر؛ فمصر الدولة الاولى في الشرق الاوسط استخداما للفيس بوك، واشتهرت جملة تم تداولها على الانترنت وهي "الثورة بدأت علي الفيس بوك واعطاها تويتر دافعة وقادها موظف على جوجل في اشارة الي الناشط "وائل غنيم" الذي يشغل منصب مدير تسويق شركة جوجل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
 وعلي الرغم من أن معظم مواقع التواصل الاجتماعي كانت لاتهتم بالسياسة ولا تتناولها الا ان تنامي استخدامها بشكل عام جعل من الصعب تماما الفصل بين السياسة والتواصل الاجتماعى والشخصى، واصبح هناك اختلافا في سلوكيات المستخدمين المصريين على الانترنت بعد 25 يناير اذ كانوا قبل هذا "اكثر اهتماما بالترفيه والتسلية أما بعد الثورة فقد أصبح المستخدمون أكثر دراية بكيفية استخدام ادوات الانترنت ولاول مرة تعلموا استخدام المواقع الاجتماعية والبحث عن الاخبار ذات المصداقية والتركيز على ايجاد مصادر للمتابعة الحية، فمنذ ظهور شبكة الانترنت على مسرح الاحداث في العالم اصبحت نافذه حقيقة يطل منها الشباب على كل جديد في السياسة، وقد ادركت السلطات المصرية التأثير القوي لمواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الضائع! وتعاملت مع هذا الأمر بطريقتها المعتادة "المنع والقطع" وقامت الحكومة المصرية بسبب الفيس بوك وثورة الشباب بتصرف مدهش لم يخطر على بال أحد وهو قطع اتصال الانترنت كليا من يوم 27 يناير 2011 ولمدة اسبوع كامل في سابقة لتعنت الحكومة المصرية ضد الشباب ليسكت صوت الاحتجاجات لكن هذا لم ياتي بالنتيجة المطلوبة فلقد تزايدت قوة المحتجين ومافعلته تلك المقامرة الخاسرة هو نجاح ثورة "25 يناير".
شهد العقد الماضي تزايدا رهيباً في الدخول إلى الانترنت، وتزايد اعداد مستخدميه بشكل كبير؛ واكتسب الفيسبوك المزيد من الشعبية بعد الثورة المصرية، فقد أكد التقرير الذي أعده مركز معلومات مجلس الوزراء  المصري تحت عنوان "الإعلام الإلكتروني في مصر "
 أن المدونات المصرية تشكل وحدها 30.7  من إجمالي المدونات العربية و0.2% من إجمالي المدونات عالمياً، وأن عدد الصحف والمجلات المطبوعة التي لها نسخ إلكترونية علي الإنترنت بلغ  63صحيفة بنسبة 40.4% من إجمالي الصحف والمجلات المطبوعة في مصر، كما أن عدد مستخدمي الفيس بوك في مصر بلغ نحو 2.4 مليون مستخدم وترتفع نسبة الاستخدام بين الذكور بنسبة 60.6% وتبلغ بين الإناث 39.4% وهو ما يشير إلي تضاعف عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بشكل لافت ليتجاوز إلي 22 مليون شخص حسب إحصاءات وزارة الاتصالات في نهاية شهر ديسمبر من العام 2010 مقارنة بنحو 14.5 مليون مستخدم في نوفمبر  2009 و300 ألف مستخدم في أكتوبر من 1999
علاوة على دراسة أخرى أجراها أحد مواقع "face bakers" الدولي المتخصص في الأرقام والنسب الخاصة بنشاط شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، كشفت عن وصول عدد مستخدمي الموقع من المصريين إلي 4.3 مليون مستخدم بما يعادل 5.3 من السكان لتسبق مصر في الترتيب كلا من تايلاند وفنزويلا والبرازيل وتشيلي ثم تايوان وماليزيا وأستراليا وكولومبيا وإسبانيا والأرجنتين، فبعد ان أثبتت تلك الوسيلة نجاحها في حشد المصريين حول الثورة؛ وبعد نجاح مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها الكبير على الشباب في مختلف القضايا، اصبح السياسيون الآن في العالم يهتمون بتدشين صفحات لهم على "فيس بوك" يطرحون من خلالها أرائهم ويتواصلون مع الشباب، وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي علي الانترنت في جمع الناشطين وقامت بالتنسقين والجمع بينهم والترويج لرسالتهم للهجوم  على الفقر والاستبداد الذي عانى منه الشعب المصري طوال ثلاثين عاما، والهجوم على النظام البائد فتحول المدونون المصريون إلى مصدر للمعلومات، وخاصة بعد التعتيم المفروض على وسائل الإعلام حيث تمتلئ صفحات الإنترنت بمداخلات يومية لناشطين إلكترونيين، واستطاع الشباب الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي اثبات وجوده وتاثيره في الثورة، وكانت حركة "6 ابريل" اول حركة للناشطين على الفيس بوك داعين الى اضراب يوم "6ابريل" وشارك في هذا الاضراب اكثر من 71 الف شخص مصري، واثار دور الانترنت في الحركات الاجتماعية التي تحدث هذه الأيام جدلاً كبيرا حيث سهلت الشبكة العنكبوتيه على الأفراد ابتكار وتبادل محتويات عديدة وكانت سبباً في بعض الأحداث الهامة، مثل الاحتجاجات والاضرابات بعد الثورة، فمواقع التواصل الاجتماعى هى ساحة كبيرة للنقاش والجدل وتداول المعلومات.
الـ "فيس بوك" و"تويتر"، هما مفجرا الثورة عبر فضح الإنتهاكات، وتحريض الشعب ضد الظلم وممارسات النظام السابق، واستخدما آلياته فى الحشد والتواصل الى اليوم، ويشهد العالم العربي منذ بداية العام الماضي تحركات شبابية او مايطلق عليهم اسم "نشطاء الفيس بوك وتويتر" مدفعون بقناعة ورغبة قوية في التغير؛ اصحابها متاثرين بثقافة العصر وقيم الديمقراطية والحرية التي ساعدت في الانفتاح على الثقافات العالمية بتشكيلها لديهم.
لأهمية الموضوع قررت مجلة "الحوار" في هذا التحقيق الاقتراب من اشهر الناشطين المصريين الذين لهم تاثير كبير على الشباب المصري وعلي التطورات السياسية التي تحدث في مصر سواء قبل الثورة او بعدها، وكان للتحقيق ثلاث محطات رئيسية هي:
اول محطة رأي الشباب حول أهمية الفيس بوك في السياسة انطلاقا من خبرة شباب الثورة والمستخدمين للانترنت وجاءت الآراء على النحو التالي:
-آية طارق 20 سنة اعلام 6 اكتوبر 
ثورة يناير أثبتت أن الشباب هم القوة الفاعلة في المجتمع، وهم عماد الحاضر والمستقبل وكان الفضل الاول للثورة هو تجمع الشباب والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي واصبح الآن الفيس بوك ساحة مهمة لجميع الاحداث، ويحدث تغييرات هامة وعميقة فى مجتمعاتنا، واثبت أنه قادر على تحقيق نوع من أنواع التواصل الحقيقي بين الناس، وخصوصا الشباب، وأعطي كل فرد مساحته لعرض وجهة نظره من خلال التعليقات التي تكتب وغير ذلك من الأدوات التي يحتويها الفيس بوك.
 وعن الاستخدامات السياسية للموقع، تقول "اية" استفدنا من الفيس في الفترة الاخيرة في عرض البرامج الانتخابية، وتطويرها من خلال النقد البناء .
-احمد عبد التواب مدرس لغة فرنسية....
 يقول شباب الفيس بوك والتويتر خالفا تماما ما اشيع عنه بانه "جيل تافه" ينشغل بحقائر الأمور، وليس له أية علاقة بالشان العام  وبالسياسة؛ فاثبت انه قادر على استيعاب جميع الامور السياسية، وأنا افضل متابعة الأخبار من على مواقع التواصل الاجتماعي فهي افضل واسهل وسيلة لمعرفة الأخبار والناس يمكنها أن تحكم على مصداقية الاخبار. 
ويضيف: قامت الثورة من خلال نشطاء الفيس بوك وتويتر الذين عرضوا انفسهم للهلاك في عز قوة النظام الظالم، ولذلك أحب متابعة اخبارهم وأرائهم وأقتنع بما يناسبني منها وانا موجود معهم في اي وقفة احتجاجية اقتنع باسبابها.
- سارة محمود ابراهيم خريجة آداب انجليزي 
الفيس بوك هو الأب الشرعي والروحي لثورة شباب مصر واصبح احد اهم الاشياء في المجال السياسي، وسبب تواجد الشباب دائما على مواقع التواصل الاجتماعي لانه يتمتع بقدر كبير من الحرية، بالاضافة الى انه أفضل وسيلة للتواصل الاجتماعي بين الأفراد في مختلف الأعمار؛ فالشباب يعرض آرائه عبر الفيس بوك وتويتر بحرية كاملة و استخدام الفيس بوك وتويتر في المجال السياسي فهو يشعر الشباب بالانتماء وانه مشارك في الحياة السياسية التي حرم منها طوال ثلاثين عاما ووجود الناشطين معهم في نفس المواقع يساعد على تعلم السياسة وفهم مايددور في المجتمع بسهولة.
- ويرى خالد ربيع تجارة عين شمس 20 سنه
أن السياسيين هم شريحة من شرائح المجتمع فلابد لهم من مخاطبة الشباب بكل الوسائل التي يستخدمونها ويتعاملون بها لخدمة القضايا التي يعملون من أجلها، وفي الفترة الاخيرة لاحظ الجميع اهمية مواقع التواصل الاجتماعي وهذا واضح في استخدام الحكومة المصرية والمجلس الاعلى لنفس الوسيلة التي يستخدمها الشباب للتواصل معاهم رغم ان الحكومة جاء عليها يوم وقطعت النت في مصر في ايام الثورة والنجاح الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ عام فتح عيون السياسيين على أشياء كانوا ينظرون الى اهتمام الشباب بها على أنها مضيعة للوقت، وخاصة بعد ان استطاعت مواقع التواصل إشعال ثورات واسقاط انظمة لم يكن يتخيل احد انها سترحل، فضلا عن أن شريحة كبيرة من الناشطين المؤثرين يستخدمون تويتر والفيس للتواصل مع الناس، وبالتالي يلزم مخاطبتهم بلسانهم حتى يستطيعوا التأثير فيهم واصبح الفيس بوك وسيلة سهلة من أجل تحقيق التواصل مع ملايين الشباب في مصر.
- المحطة الثانية في هذا التحقيق كانت مع مجموعة من اشهر الناشطين السياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي  في مصر..
مواقع التواصل الاجتماعي سرعت قيام الثورة في مصر
يتحدث لنا في البداية؛ -محمود عفيفي مدير المكتب الإعلامي لحركة شباب 6 إبريل وعضو موسس في الحركة.
 -نشأت حركة شباب 6 إبريل يوم الاضراب العام لعمال مصنع النسيج 6 ابريل 2008 نتيجة للفساد وغلاء الاسعار، وشاركت وبقوة في ثورة يناير،فكانت الحركة احد اهم الاسباب الاساسية التى ساهمت فى هدم حكم مبارك، وسيذكر التاريخ أيضا أنها اكبر حركة سياسية تحملت اكبر قدر من التشويه والاتهامات لم تواجهها حركة سياسية أخرى مثلما تعرضت ل هذه الحركة؛ فهي حركة ولدت من رحم الشارع و كانت السبب الذى جعل رجل الشارع العادي يسمع للمرة الأولى كلمة "فيس بوك" و "شباب الفيس بوك" وكانت أيضاً الدرجة الأولى فى سلم المشاركة السياسية لجيل من الشباب، تم تهميشه وحذفه من كتاب النظام  إنها حركة ذات وزن وثقل سياسي وشعبي وتستطيع حشد الكثيرين حولها خاصة من الشباب 
لذلك يحدثنا "محمود عفيفي" عن رايه في تاثير الاعلام الاجتماعي في المجتمع المصري قبل الثورة وبعد الثورة، مالذي تغير يقول ..
بالطبع كان لها تأثير كبير في ثورة مصر، لكن نزول الناس الى الشارع لاعتراضهم على كل اشكال الظلم هو الذي أنجحها فهي ثورة شعبية قام الانترنت بتسريعها وتسهيلها، هذه المواقع ساعدت عمليا الناس على تنظيم أنفسهم، وبدون مواقع الفيسبوك والتويتر واليوتيوب كانت الثورة ستحدث ايضا ولكن متاخرة عن ذلك بكثير، وكان لدى اعضاء الحركة يقين انه سياتي يوما وتقوم الثورة لكن متي لانعلم؛ وحركة 6ابريل اول من استخدمت الفيس بوك لحشد الناس وكانت تستخدم ايضا نظام توزيع المنشورات في الشارع وتوعية الناس فالشعب المصري لايملك كله فيس وتويتر ومازلنا اللى الآن نتواصل مع الناس عن طريق تويتر والفيس واليوتيوت ..فتعرضت حركتنا للكثير من الاشاعات والأكاذيب، وكنا ومازلنا ننفيها عن طريق مواقع التواصل فهي لغة الجيل الحالي ومهما تزايدت القنوات لن يتراجع دور الفيس وتويتر فهو اسهل واسرع وسيلة لتوصيل المعلومة وهو وسيلة ناجحة بلاشك، فكان أزلام النظام البائد يجرّمون اجتماع أكثر من خمسة أشخاص واكثر من ذلك محلا للاشتباه، ومبررا للاعتقال، بينما الفيس بوك كان يجمع عشرات الالاف تحت جروب واحد، ولهدف مشترك، ودون تنظميات سرية، واثبتت التجربة عدم انفصالها عن الشباب وسهولة تحوله إلى ارض الواقع.
 وعن سر نجاح الحركة واستمررها يقول "عفيفي":
 ان سر نجاح الحركة هو عدم الاعتماد على تنظيم هيكلى معروف، وبالتالى يصعب توجيه ضربة امنية تطيح به، فلا يكاد يمر حدث سياسى إلا وأحد أعضاء الحركة فى السجن بسبب توزيع منشور او توجيه دعوة لمظاهرة. وعن راي "عفيفي"في تقنين الحركة يقول القانون المنظم للجمعيات الأهلية سيئ ويتحكم فى كل أنشطتها ويضع قيودا كثيرة عليها، وإذا حولنا حركة 6 إبريل إلى منظمة مجتمع مدنى فسنواجه اتهامات بأننا نسعى للحصول على تمويل، كما أن القانون يحظر النشاط السياسى للمنظمات التى ليس من بينها 6 إبريل وسواء الحركة قننت دورها أم لا فسيستمر الهجوم عليها، والهدف من تقنين 6 إبريل هو الحصول على الشرعية والسماح لنا بفتح فروع للحركة فى المحافظات وأن نخضع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات، وقدمنا ذلك فى مشروع القانون المنظم للحركات السياسية إلى المجلس العسكرى قبل إدخاله الأدراج كما سنقدمه للبرلمان بعد انتخاب اللجنة التأسيسية للدستور.
وعن دعم الحملة لمرشح رئاسي ينفي "عفيفي" تماما اي دعم من الحركة لمرشح معين ويقول تركنا الترشح حرية شخصية لكل عضو في الحملة ولن ندعم اي مرشح
رموز نسائية لثورة الفيس بوك
- مع بداية ثورة 25 يناير عرفنا رموز نسائية جديدة مثل "اسماء محفوظ" و"اسراء عبد الفتاح" اهم واشهر ناشطات على الفيس بوك والتويتر واليوتيوب الحوار التقت بهم لمعرفة آرائهم..
مواقع التواصل الاجتماعي المحرك الرئيسي والتنظيم الإلكتروني للثورة
- اسماء محفوظ ... اجراء فتاة مصرية وكانت ناشطة بحركة شباب 6 أبريل واستقالت منها بعد سقوط مبارك.
اشهر ناشطة سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي كان إبداعها في تسجيلها ووضعها مقطع الفيديو الشهير الذي قالت فيه انها سوف تخرج للتظاهر يوم 25 يناير، وطالبت الشباب للخروج معها، هذا الفيديو كان أشهر دعوة للمصريين وخاصة شباب الفيسبوك للتظاهر و لحشد الشباب، أسماء لاقت تشجيع كبير من الشباب الذي تحمس لها ولفكرتها وكانت على رأس مجموعه من النشطاء والمتظاهرين الذين خرجوا من منطقة بولاق الى التحرير يوم  25 يناير وأعتصمت في التحرير يومها حتى فض الأمن الاعتصام وعاودت في الايام التالية؛ وفي جمعه الغضب يوم 28 يناير قادت مظاهرة إلى ميدان التحرير وشاهدت شبابا يموتون أمامها، وكانت تبكي لكنها كانت تقول لنفسها إنها لا يمكنها أن تتراجع لأن دم هؤلاء الشباب لا يجب أن يضيع هباء، قاومت حتى نجحت مع عدد كبير من الشباب في الوصول إلى ميدان التحرير. 
وفي سؤالنا "لأسماء محفوظ" عن ردود افعال الناس تجاهها بعد اشهر فيديو لها في الثورة تقول "اسماء":
 لم اكن اتوقع رد الفعل هذا تجاه مقطع الفيديو فانضم لدعوتي أكثر من 10 الالف شخص وتحولت الدعوة الى ثورة شعبية، وكان بعض المتظاهرين يروني وسط المظاهرات ويقولون لي "انت بتاعة الفيديو"؟ إحنا نزلنا الشارع علشانك، وتأثرنا بكلامك في الفيديو جدا وهذا كان قمة سعادتي بجد وبكيت من السعادة ومن ردود الافعال الايجابية؛ وكان الفيديو بعيد تماما عن المصطلحات السياسية الرنانة فكان مجرد دعوة من فتاة تحب بلدها لحشد الناس للخروج للتظاهر ضد الظلم والوقوف ضد القهر والتعذيب والفقر والفساد والبطالة وكسر حاجز الخوف من جهاز أمن الدولة، وهذا الفيديو قد أثر في الكثيرين، وكأنوا الف متظاهر ، ثم ألفين ولم يقترب النهار من نهايته الا وصاروا بعشرات الالاف ثم مئات ثم الملايين.
 تكمل اسماء حديثها: الثورة المصريه هي اول ثورة في التاريخ تم وضع ميعاد مسبق لإنطلاقها؛ حيث تم الاتفاق بين الشباب على تسجيل غضبهم على تعذيب وقتل خالد سعيد لتقوم مظاهرات الاحتجاج و"الغضب" يوم 25 يناير ميعاد الإحتفال بعيد الشرطة المصرية تعبيرا عن عدم الرضا عن دور الشرطة في تعذيب وأهانه المواطنين. 
وعن دور الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي قبل الثورة تقول "اسماء": ساهمت قبل الثورة في عمل خطة للحشد فكان بمثابة التنظيم السري الذي تجاهلته واستهترت به قوى الأمن والدولة ظنا منهم بأنه مجرد تجمع إليكتروني فقط، فكان المحرك الرئيسي والتنظيم الإلكتروني لصفوف الشباب الذين خرجوا إلى ميدان التحرير في مظاهرات الغضب ثائرين على الاوضاع السياسية والاقتصادية التي عاشتها مصر بسبب التصرفات الخاطئة من بعض اجهزة الدولة والحزب الوطني، وتجاهلت تماما احلام وطموحات الشباب فكان مؤثر قوي للثورة وللثوار، وكان شرارة هذه الدعوة التي انطلقت إلى ميدان التحرير وشوارع محافظات مصر كافة بالملايين من الشباب والكبار والنساء والأطفال منفجرين ومعبرين عن غضبهم واحتجاجهم في يوم عيد الشرطة الذي أصبح يوما وعيدا لثورة الشباب؛ وعن دورنا كناشطين على مواقع التواصل الآن بعد الثورة هو مناقشة اي وضع جديد مع الناس عن قرب ومعرفة ارائهم والتواصل معهم باستمرار؛ واذا لزم الامر الى قيام ثورة اخرى سنقوم بحشد الناس مرة اخري والنزول الي ميدان التحرير.
وعن مرشحها الانتخابي قالت "محفوظ" انا مقاطعة بشدة للانتخابات الرئاسية لأني رفضت إجراء الانتخابات الرئاسية تحت حكم العسكر وفى ظل عدم عزل رموز النظام السابق وعدم وجود إعلام نزيه، ويجب أن لاتدفعنا نتيجة الانتخابات لتخوين البعض حتى اذا جاءت باحد الفلول خاصة ان الشارع المصري منقسم بالفعل بين الاخوان ومن يؤمنون بهم وبمشروع النهضة، وبين مؤيدى المجلس العسكرى وانصار الحزب الوطنى المنحل، فالمجلس العسكرى وفلول النظام السابق نجحوا فى تشويه صورة شباب الثورة وإلصاق تهم العمالة والخيانة بهم وكرّهوا الناس فى الثورة، هذا بالاضافة الى تشوية صورة بعض المرشحين وهذا كلة من المؤكد والمحزن انه سياتي بمرشح من الفلول.
- وكان للتحقيق وقفة ثانية مع الناشطة السياسية المعروفة اسراء عبد الفتاح لاستكمال الصورة.. 
هي شابة من الجيل الأول لنشطاء الفيسبوك واطلق عليها لقب "فتاة الفيس بوك" وكانت مرشحة لجائزة نوبل ولكن فازت بها الناشطة اليمنية "توكل كرمان" "فاسراء" تمثل طاقة وإبداع الشباب، كانت هي ومجموعه لا تزيد عن ثلاثة من الشباب اول من وظفوا فكرة تنظيم وحشد الدعوة لاحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "إسراء" كانت العقل المدبر لاول مبادرة مصرية ناجحة للإضراب العام، فرضت نفسها بقوة على الساحة السياسية عام 2008، حين قامت بالدعوة لإضراب ٦ أبريل وجاءت دعوتها للإضراب تعبيراً عن إستنكار الأحوال والمشاكل التي يعاني منها المجتمع، ساهمت بنشر الفكرة والترويج لها عن طريق عمل مجموعة على موقع الفيسبوك وصل عدد المشتركين فيه أكثر من مائة ألف مشترك في اقل من شهرين من إطلاق الصفحة؛ وتم إلقاء القبض عليها يوم 6 أبريل للتحقيق معها ووجهت لها السلطات المصرية تهمة التحريض على الشغب وظلت محتجزة حتى تم الافراج عنها في 14 أبريل 2008 ولكن وزير الداخلية المصري اصدر قرار باعتقال اسراء مرة اخرى بدون اسباب وتم الإفراج عنها في 23 أبريل 2008.
تحكي "اسراء" لمجلة "الحوار" عن تجربتها مع اشهر جروب علي الفيس بوك تقول: لم اكن اتوقع أن تنجح دعوتي لإضراب 6 ابريل 2008 على موقع "الفيس بوك" في استقطاب ٧٠ ألفا من جمهور الموقع الإلكتروني التفاعلي الأكثر شهرة في العالم، فوجئت كما فوجئت المعارضة في مصر، بأن الدعوة لاقت قبولا واسعا، كانت بدايتي السياسية مع حركة "كفاية" تحت شعار "لا للتوريث" وكانت اول حركة معارضة حقيقية في مصر، وكنت أنزل في بعض الوقفات ولم أكن عضوه مؤثره بل كنت عضوه مشاركة، وفي عام 2005 انضممت إلى حزب "الغد" بقيادة الدكتور "ايمن نور" وتعمقت أكثر في العمل السياسي، وفي عام 2008 وصلتني رسالة على هاتفي المحمول من أحد زملائي يخبرني بأن عمال "المحلة" ينوون تنفيذ إضراب يوم 6 إبريل، ضد ارتفاع الأسعار والفساد عن طريق تحويل الدعوة إلى إضراب عام في جميع أنحاء مصر، لكنني فكرت في أن تكون الدعوة عامة، وبالفعل انشات اول صفحة سياسية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باسم "خليك في بيتك"، هدفها أن يكون الإضراب في مصر كلها اعتراضا على سوء الاحوال السياسية والاقتصادية التي نعيشها، وباستخدام أدوات الشبكات ألاجتماعية طالبت المؤيدين بالتضامن مع العمال واحتجوا وكبرت المجموعة بشكل سريع لتضم أكثر من ٧٠٠٠٠ عضوا، معظمهم ليسو من قدامى النشطاء وبالفعل نجح إضراب المحلة واستجاب عدد كبير للإضراب العام وفي فجر٦ أبريل ٢٠٠٨ خرج الالاف إلى الشوارع واشتبكوا مع قوات الأمن وقتل شخصان وأصيب العشرات، واعتقل المئات وتم اعتقالي انا ايضا يوم 6 إبريل وأمضيت 18 يوما في المعتقل.
وكنت أخضع لمراقبة كاملة حتى اتصالاتي لم أكن أتمتع فيها بخصوصية، كلها كانت مراقبة من قبل أجهزة الأمن، والعذاب الأكبر هو القبض المستمر على زملائي وتعذيبهم في المعتقلات، وهذا علمني أن أكون أكثر حذرا خصوصا أن أسرتي، وبالأخص امي، كانت معترضة على ما افعلة وكانت تراني مخطئة على طول مثل اي ام تخشى على ابنتها، وكلما يتم القبض علي أو تستشعر خطر يحيط بي تحاول منعي من العمل السياسي، ولم تقتنع بانني كنت على حق إلا بعد ثورة "25 يناير".
 وتؤكد "اسراء" انه فى الوقت الحالي يوجد تقصير من قبل شباب الثورة فى التواصل مع الناس فى ظل كثرة القضايا المطروحة وهذا خطا كل الناشطين السياسين فلابد من التواصل الدائم مع شباب الفيس وتويتر لانهم همزة الوصل الدائمة والمحرك لايقاف اي خطا سياسي، وهو الذي ساعد المعارضة الشبابية على اثبات وجودها وتاثيرها خلال السنوات الاخيرة عبر استخدامها للانترنت.
وعن مرشحها الرئاسي الذي ستدعمة اسراء عبد الفتاح،تقول ساعطي صوتي "لحمدين صباحي".
كان لابد لهذا التحقيق ان يقف على ابعاد الظاهرة من الناحية الاجتماعية، لتفسيرها علميا، الدكتور "خالد منير" استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة قال للحوار:
تعد مواقع التواصل الاجتماعي الظاهرة الاعلامية الابرز في عالمنا اليوم، كونها استطاعت ان تستقطب شريحة كبيرة من فئات المجتمع، وخاصة الشباب باعتبارهم الاكثر تأثيرا في اي مجتمع بما يحملونة من طاقة وقابلية للتغيير والتطوير.
وأكد دكتور "خالد" أن مواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت جميع وسائل الإعلام التقليدية بما تحتويه من خطوط حمراء فاصبح اي مواطن عادي لديه حرية رأي غير مسبوقة في ابداء رأيه في اي موضوع، فليست لديه خطوط حمراء ويتم نقل صوته وأفكاره لكل الناس وهذا ماكان محروما منه الشباب،فكان مثلا للفيس بوك دور مهم في تشكيل الرأي العام وتحريك الشعوب وقيام الثورات، واكتشف الشباب دوره الاجتماعي وقلبوه وحولوه لوسيلة للتواصل السياسي بدل من استخدامة في وسائل الترفية فأصبحت أداة سياسية للتغيير، وهذا دلالة واضحة على أن الذي يجري اليوم هو شيء يختلف تماما عما هو مالوف؛ وفي الفترة المقبلة ستجعل التكنولوجيا الحديثة "مواقع التواصل الاجتماعي" مسؤولة عن صياغة عقول الشباب وافكارهم لانها تعتبر ساحة للتعبير عن كل مايدور حولهم من مشاكل وطموحات واحلام من خلال أفكار متنوعة تجتمع على قضية واحدة، واصبح الشباب الآن قادر على التفكير والاختيار وفقا للمعايير السليمة وبالتالي لن ينخدع بالأحاديث المفتعلة والوعود الخادعة وهذا يتضح من ردود أفعال الشباب إزاء اي موقف او وضع سياسي جديد غير راضين عنه، وفي متابعة اخبار الناشطين الذين يثقون بهم، واهتمام الشباب بوسائله التواصل الاجتماعي تويتر،الفيس بوك هو النتيجة الطبيعية التي سوف تشهدها الحياة السياسية في مصر بوجه عام خلال المرحلة المقبلة بعد أن استطاعت مجموعات من هؤلاء الشباب الفاعل والناشط إلكترونيا أن يحشدوا مئات الالاف من الشباب للنزول إلى الشارع للمشاركة في ثورة شعبية ناجحة فشلت كل التيارات السياسية على مدار اكثر من ثلاثة عقود في صنعها، والدليل على نجاح هؤلاء الشباب هو ادراك الحكومة خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على مناصبهم فقاموا بقطع الانترنت الذي يعتمد علية الاقتصاد المصري اسبوعا كاملا لتخيل النظام انه بذلك ستفشل الثورة ويعود الثوار الى منازلهم لكن جات النتيجة عكسية تماما وكان ذلك دافع قوي لنجاح هؤلاء الشباب. 
خاتمة
هكذا نجد دور مواقع التواصل الاجتماعي فاعلا في حياة الانسان المعاصر، الى درجة انه أصبح قادرا على صناعة الثورات وقيادة التغيير، فهل سنشهد في المقبل من السنوات المزيد من التغيير، والمزيد من تعاظم دور هذه المواقع في حياتنا؟.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق