11‏/08‏/2012

المدارس العراقية تحاول استيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال صفوف التربية الخاصة بإمكانات متواضعة

تحقيق- سهـــى عـودة
من هم الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟ 
يُشير مصطلح الاحتياجات الخاصة إلى الطفل الذي يختلف عن الطفل العادي أو الطفل المتوسط من حيث القدرات العقلية، أو الجسمية، أو الحسية، أو من حيث الخصائص السلوكية، أو اللغوية أو التعليمية إلى درجة يُصبح ضرورياً معها تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات المساندة لتلبية الحاجات المختلفة لديه.
ما مقدار الاختلاف الذي يُعتبر معه الطفل ذا حاجة خاصة؟. 
نظرة التربويين، تتمثل في اعتبار الطفل كذلك إذا كان وضعه يتطلب تعديل أو تكييف البرنامج التربوي والممارسة المدرسية لتلائم ظروفه الصحية، وهم الأفراد الذين ينحرف أداؤهم عن أداء الأفراد العاديين، أي عن الأداء العادي الطبيعي أو السوي؛ يكون فوق المتوسط أو دون المتوسط بشكل ملحوظ وإلى المدى الذي يجعل الحاجة إلى البرامج التربوية الخاصة لهؤلاء الأفراد حاجة ضرورية.
وتعتبر العناية بذوي الاحتياجات الخاصة من الامور الهامة للغاية في المجتمعات المتحضرة التي ترعى حقوق الانسان؛ وللدولة التي ترعى مواطنيها، ولا يخلو مجتمع في العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وللعراق في هذا المجال خصوصية جعلت هذه الشريحة من الشرائح منتشرة بشكل واسع؛ بسبب ظروف الحروب المتعاقبة والظروف السياسية الحرجة التي مر بها العراق في مختلف المراحل، فالخوف، وانتشار الامراض النفسية، والفقر، وغيرها من العوامل؛ بيئة ملائمة لنمو هذه الطبقة وتكاثرها! ومما يؤسف له انني لم اعثر على اي احصائية تحصر عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق على اختلاف مستوياتهم،وهو ما اشار إليه مسؤول منظمة الصحة العالمية في العراق (سيد جعفر حسين) ان المنظمة تعمل الآن على اعداد احصاءات حول عدد المعاقين في العراق، حيث "لا توجد لدينا احصائية حول عدد المعاقين ولكن تخمينيا يبدو ان العدد كبير، ونحاول الان جمع المعلومات عن الذين لديهم بشكل من الاشكال الاعاقة ولذوي الاحتياجات في العراق".
للتعرف على ظروف هذه الشريحة من المجتمع كان لمجلة الحوار هذا التحقيق في مدينة نينوى ثاني اكبر مدينة بعد العاصمة بغداد، حيث قمت بجولة في احد المدارس، والتقيت الكادر التدريسي، وعرجت على مديرية التربية والتقيت ببعض المسؤولين فيها.
صفوف التربية الخاصة تستقبل الأطفال الذين يعانون من بطء التعلم؛ أو ممن يعانون من صعوبة النطق أو الخجل الاجتماعي، وكذلك ضعف السمع، أو حالات زرع القوقعة، أو ضعف البصر، والطفل البطيء الحركة، الى جانب حالات التوحد البسيطة، وحالات خاصة من العوق الفيزيائي، وهذا أيضا يعتمد على طلب الأهل وموافقتهم، وكذلك الأطفال الذين لديهم انخفاض في مستوى الذكاء أو التخلف العقلي البسيط.
ويتم فتح صفوف التربية الخاصة في المدارس إذا توافر وجود معلمة للتربية الخاصة وطلاب يتراوح عددهم من 6 إلى 14 طالب وهذا مايجعل مديرية التربية توافق على فتح صف خاص في مدرسة معينة حيث أنه ليست كل المدارس مشمولة بنظام التربية الخاصة.
عندها يقوم المعلم المختص بتشخيص الحالات التي تستوجب تحويل التلاميذ إلى صفوف التربية الخاصة حيث يتم نقلهم بعد فترة معينة من الصفوف الاعتيادية الى الصفوف الخاصة، ويعتمد تشخيص التلميذ على معايير تتعلق بحركته داخل الصف، تقبله أو استيعابه للمادة، أو يتم نقل البعض منهم بعد تكرار رسوبهم في صف معين، ويقوم المشخص بالتعرف على الحالة النفسية للطفل معتمدا على دراسة الحالة الاجتماعية والأسرية له، كما يتم التعرف على حالته الصحية أو إذا ماكان يعاني من مرض معين مثل مرض القلب أو غيره، بعد ذلك تستمر كتابة الملاحظات اليومية التي يقوم بها معلم الصف المختص؛ وكذلك التقارير الشهرية، والتقارير التي يقدمها المعلم المسؤول عن التشخيص وتحديد من هم بحاجة لشمولهم بالصفوف الخاصة. 
كل ذلك بدوره يساعد كثيرا اللجان الطبية التي تأتي فيما بعد لتقوم بالكشف على التلاميذ ليتم تحويلهم وبشكل نهائي بعد قرار اللجنة الطبية الى صفوف التربية الخاصة. 

عدم تقبل الأهالي 
جل من قابلتهم من معلمي ومعلمات الصفوف الخاصة أكدوا لي أن تقبل وموافقة أهالي الطلاب ممن يقطنون المناطق الشعبية أسهل بكثير من موافقة أهالي المناطق المترفة حيث يعانون وبشدة مع الأهالي ممن يعتبرون من الطبقات الراقية اجتماعيا وخاصة أساتذة الجامعات الذين يخشون نظرة المجتمع الدونية والمتخلفة لصفوف التربية الخاصة، الامر الذي دفع بعض إدارات المدارس إلى التحايل على العوائل من أجل ضمان سلامة سير عملية التعليم وبالتالي إنجاح هذه الشريحة من الأطفال! عن طريق أخبار الأهل بأن هذه الصفوف مخصصة فقط للطلاب بعد رسوبهم السنة الأولى وليس لأنهم حالات خاصة آو يعانون من خلل أو اضطراب ما في الفهم والسلوك!!!. 
هذا ساعد كثيرا على تزايد أعداد التلاميذ في الصفوف الخاصة، وساعد أيضا على فتح هكذا نوع من الصفوف في مدارس مختلفة على مستوى المدينة. 
الست (سهيلة) كانت أول من تحدثت معها في سياق هذا التحقيق؛ وهي معلمة في مدرسة قبة الصخرة؛ تمارس وظيفتها كمعلمة صف خاص منذ 20 عاما، وهي مسؤولة عن تشخيص حالات التلاميذ لأربعة مدارس ضمن رقعة جغرافية محددة.
تقول: "لقد واجهت الكثير من الحالات؛ وعارضني والد أحد الطلاب لدرجة أنني كنت أشك أنه لو امتلك بيده بندقية لكان قد صوبها نحوي لاني شخصت ابنه ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة!!!". 
تضيف "ولم يكن يملك أي وجه حق في معارضته خاصة أن ابنه كان سريعا ومشتت الحركة والتصرف، وبطيء الفهم، ويفتقر إلى متابعة الأهل، وقد قام بنقله لعدة مدارس وفي كل مرة يتم فيها تشخيصه كطفل يحتاج لصف خاص مما اضطر الوالد في نهاية الأمر للرضوخ والموافقة على انخراط طفله في صفوف التربية الخاصة! ولكن بعد ثلاث سنوات من ضياع العمر والجهد.. السبب الأكبر في معارضة الوالد كان اعتقاده بأن صفوف التربية الخاصة لاينتمي اليها إلا الطلاب فاقدي العقل أو ممن يطلق عليهم (المجانين)!!! لدرجة أنني قمت بإدخاله لتلك الصفوف ليتأكد من خلو الصف من الطلاب المجانين آو المتخلفين عقليا .

المعلم (علي نزار) وهو من خريجي كلية التربية الأساسية في الموصل تحدث قائلا: 
" تتحمل بعض اللجان الصحية المسؤولية في تشويه صورة صفوف التربية الخاصة؛ حيث تسمح تلك اللجان وبسبب الفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية بإدخال حالات صعبة كالصم والبكم أو حالات التخلف العقلي الشديد ضمن الصفوف الخاصة وهذا له بالغ الأثر في منع الأهالي لانضمام أطفالهم ضمن طلاب الصف الخاص".
ويتابع "خوف الأهالي من أن البطاقة المدرسية للطفل يتم الإشارة فيها أن هذا الطالب ينتمي إلى صف التربية الخاص؛ وهذا ماجعلنا نلغي تسمية الصفوف الخاصة ونحول تسميتها إلى صف عادي خوفا وحرصا على مشاعر الأهالي وخاصة أنهم يخشون نظرة الانتقاص والازدراء التي يعانيها أطفالهم من المجتمع".

عوامل مؤثرة على الطفل 
الحالة النفسية للأسرة أو الأم تؤثر جدا على حالة الطفل الصحية والدراسية، فالعائلة العراقية تعاني الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية؛ وهذا له بالغ التأثير على الطفل في العائلة، خاصة أن نسبة لابأس بها من الأطفال يعانون من اليتم الأبوي ما أدى الى تحول المرأة العراقية البسيطة الى معيل لعائلتها خاصة إذا كانت الأم إنسانة بسيطة محدودة الثقافة ولاتملك شهادة دراسية تعينها على كسب عيشها مما يضطر أغلب النساء للعمل في خدمة البيوت والمدارس والدوائر الحكومية.
(عبدالله) طفل والدته تعمل في تنظيف البيوت، ووالده كحارس في إحدى المدارس، رأيت والدته تجره وتضربه لتدخله باب المدرسة فطلبت منها أن تضم (عبدالله) في الصف الخاص، وماهي إلا يومان فقط لأجد أن الحالة النفسية للطالب قد تغيرت للأفضل فأصبح عبدالله هادئ النفس والأسلوب؛ إلا انه كان يحاول الكذب للهرب من إنجاز فروضه المدرسية متذرعا بحجج واهية، وهذا أيضا يعزى الى إهمال الأهل أيضا في متابعته في انجاز دروسه وواجباته؛ ولكي أجعله ينجز فروضه ويتغلب على وضعه الأسري الذي يعانيه قمت بتحفيزه بطريقة محببة من خلال هدية بسيطة آو تقبيله وحضنه وتوفير الحنان الذي يفتقر له، هذا ماقالته لنا الست (عالية). 
وتضيف: "بالإضافة إلى انه هناك العامل الوراثي والذي يشكل سببا لابأس به من أسباب بطء الفهم والتعلم لدى الأطفال، وقد وضعنا يدنا على حالات مشابهة لأخوات وأخوة يتشاركون نفس الصفوف الخاصة؛ كذلك الضرب الذي من الممكن أن يتعرض له الطالب في المدارس، وهنا تتجلى مسؤولية المعلم بالكامل عن معاناة الطفل وحالته النفسية والصحية". 
(عبد المحسن) طفل يتشارك مع والدته المقعد الدراسي طوال العام حيث أنه يمتنع عن حضور المدرسة إلا برفقتها طوال اليوم الدراسي.
أم عبد المحسن امرأة شابة بسيطة الثقافة؛ أم لأربعة أطفال بالإضافة لعبد المحسن وهم من العوائل التي نزحت إلى الموصل من أحدى القرى المجاورة للمدينة؛ تقول: 
"إن طفلها متعلق بها شديد التعلق وهي تحضر معه كافة محاضراته ودروسه منذ بداية السنة الدراسية وتشاركه نفس المقعد الدراسي!" مؤكدة أنها "خائفة جدا على مصير طفلها ما دفعها لسؤال إحدى جاراتها حيث أكدت لها أنه سوف يترك أمر تعلقه بها بعد أن يصل الصف الخامس أو السادس".
وعندما حاولنا إقناع عبد المحسن أن تنتظره والدته خارج الصف أخذ بالبكاء والصراخ وتمسك بها لمنعها من الخروج تحت أنظار معلمة الصف وزملاءه التلاميذ.
إذا جهل الأهل لكثير من الأمور والمشاكل النفسية التي يتعرض لها الطفل مثل عقدة (الكترا) أو (أوديب) وعدم متابعتهم، أضف لذلك عدم وجود أخصائي نفسي أو اجتماعي في المدارس كل ذلك من شأنه أن يزيد الأمر سوءا في حالة التلميذ لدرجة أن المشكلة البسيطة قد تتحول لمعاناة تلازمه طوال حياته.

تنمية وبناء الثقة لدى طلاب الصفوف الخاصة
وبالعودة إلى الست سهيلة التي تحدثت عن بناء الثقة في نفس التلميذ قائلة:
"النشاطات والممارسات التي يقوم بها التلميذ داخل الصف كالقفز واللعب والتوجه نحو السبورة عدة مرات مهمة جدا، كل هذا من شأنه أن يساعد على تحفيزه وقدرته على تحسين أدائه في كتابة الواجبات وانجاز الفروض ويشجعه على كسر حاجز الخجل الاجتماعي والتعود على الاختلاط مع الصفوف الأخرى والطلاب الآخرين:.
وتابعت قائلة "هذا ما يدفعني لان أشاركهم في فترة الغداء وفي ألعابهم التي يجلبونها من منازلهم من اجل تنمية الثقة بالنفس، وأعزز علاقتي بهم لبناء ثقتهم بالمجتمع من خلال الحوار والكلام، حيث لا أفرق بينهم وبين الآخرين إلا من حيث الاجتهاد والأخلاق؛ ولا أنسى أيضا تعليمهم أساليب وممارسة عادات النظافة وغسل اليدين والاستخدام الصحيح للتواليت الصحية". 
ثم أضافت مبتسمة: إن احتكاكي بهؤلاء الأطفال ساعدني جدا في تنمية قدراتي وتحسين أدائي لمتابعتهم والتعرف على حالاتهم أكثر وأكثر والتشخيص الصحيح بيسر وبخبرة علمية؛ حيث أن الاختلاط والتمازج بين طلاب الصفوف الخاصة مع الصفوف الاعتيادية أثناء الدروس اللامنهجية أو الدروس الأخرى غير درسي الرياضيات واللغة العربية ساعد كثيرا في تحسين حالة الطالب وكسر حاجز الخوف والخجل وخاصة أننا نمنع معلمات الصف العادي من محاولة عزلهم عن بقية طلاب الصف العادي".
وهذا ما أكده الأستاذ (احمد نوفل) معلم تربية خاصة للصف الأول في مدرسة الاغادير حيث قال: 
"الحالة النفسية للطالب ولربما الوضع الأسري ووجود أطفال آخرين غيره في الأسرة لربما يسبب له حالة نفسية خاصة وبالتالي يؤثر على مستوى وسرعة تقبله وفهمه للمواد الدراسية" وأردف قائلا "أتعمد المزج بين طلاب وطالبات الصف نفسه فمثلا أجلس (أروى) وهي تلميذة نشيطة وذكية بجانب (طليع) الذي يعاني من إعاقة فيزيائية ليست بالقليلة؛ بالتالي فإنها تساعده في ترتيب الكتب أو حتى أن تبري له القلم". 

المشاكل والمعوقات التي تواجه صفوف التربية الخاصة 
أسوأ ما وقفت عليه في المدارس التي زرتها كان البناء والأثاث؛ وأفضل مافيها كان معلميها الذين اشتكوا من انقطاع التخصيصات التي كانت تصرفها وزارة التربية لهم كمعلمي صفوف خاصة والتي انقطعت بعد عام 2003.
حيث أن طالب الصف الخاص لايلقى أي رعاية خاصة في اغلب المدارس من حيث توفير الوسائل التعليمية المختلفة كالنشرات المدرسية أو السبورات الشخصية وسائل العرض والألعاب والألوان ووسائل الرسم ومقاعد الطلبة وغيرها من الوسائل والتي من شأنها أن تساعد أكثر على استيعاب الطالب وزيادة وعيه وسرعة فهمه للمواضيع؛ بل إن الصفوف تفتقر لأبسط أساليب التدفئة والتبريد.
وفي هذا السياق قالت الست (أحلام) مسؤولة شعبة التربية الخاصة في مديرية تربية نينوى: 
"إن عدم وجود صفوف كافية في بناية المدرسة يشكل عائقا كبيرا أمام فتح صفوف للتربية الخاصة في مدارس المحافظة، كذلك عدم تقبل الأهالي وممانعتهم وخشيتهم الدائمة من نظرة المجتمع والأقارب التي تنتقص من وضع الطفل المنتمي للصف الخاص". 
وأكملت حديثها بالاشارة إلى أن " صفوف التربية الخاصة تفتقر إلى أثاث والى غرف خاصة ذات ألوان وبهجة؛ فطالب الصف الخاص يكون بحاجة إلى الوسائل التوضيحية التعليمية وورشات عمل؛ نحتاج إلى أجهزة حواسيب خاصة. إن هذه الشريحة تمتلك من المواهب التي هي بحاجة إلى صقل وإظهار ليتم الاستفادة منها مستقبلا؛ فالتلقين بات في هذا الزمن لايكفي لوحده في نظام التعليم، لذلك طالبنا الوزارة بصرف ميزانية خصيصا للتربية الخاصة منفصلة عن ميزانية المديرية العامة لتربية المحافظة ونحن بحاجة لمبلغ (ملياري دينار) وماوصل الينا (خمسون مليون) وهذا لايلبي الحاجة الملحة لتحسين وضع صفوف التربية الخاصة .
وتابعت الست احلام "يتراوح عدد مدارس التربية الخاصة بنحو (115) مدرسة موزعة مابين مركز المدينة وخارجها، وهناك نحو (1725) طفل ينتمون للصفوف الخاصة في هذه المدارس مع وجود (224) معلم ومعلمة يمارس التعليم في هذه الصفوف، ونحن في حالة توسع ونقوم بدراسة فتح مدارس أخرى للتربية الخاصة، لذلك نريد رفد التربية الخاصة بمعلمين ولأجل ذلك قمنا بطلب (60) معلما ومعلمة من ذوي الاختصاص (خريجي كلية تربية أساسية) حصرا فأغلب معلمينا هم معلمين اعتياديين لاتدفعهم إلا رغبتهم وحبهم لهذه الشريحة من الأطفال خاصة انه لم يردنا كتاب رسمي من الوزارة يذكر أن هناك مخصصات لهؤلاء المعلمين؛ ولربما بحث البعض من هؤلاء المعلمين عن الأجر في ممارسة التربية والتدريس لهؤلاء الطلبة.
أضيف بدوري لحديث الست (أحلام) أيضا أن عدم وجود صفوف تكميلية لطلاب التربية الخاصة في الوقت الحالي مشكلة كبيرة، فالطالب بعد تخرجه من الابتدائية لربما يتسرب من المدرسة أو يتم قبوله في معاهد التأهيل المهني والتي تستقبلهم من عمر 12 آو 13 إلى عمر الـ50 وللأسف هذه المعاهد بحاجة لوحدها لملف أو بحث لما تعانيه من أهمال وسوء الخدمات .

التعليم الموازي 
حاصل هذه المسألة قالت الست (أحلام): "من خلال زياراتنا التي قمنا بها للمدارس في المحافظة طلب منا الأهالي القيام بفتح صفوف تكميلية أو مايسمى بالتعليم الموازي، حيث ظهرت بعض الحالات في مدارسنا للطلبة ممن أكملوا أو سيكملون الدراسة الابتدائية وهم يرغبون بإكمال دراستهم المتوسطة ولايمنعهم إلا العمر، وقد ظهرت هذه الحالة في مدرسة أور في الحمدانية وكما ظهرت في بعض المدارس في مركز المدينة، لذلك أرتأينا من الوزارة أن تسمح لنا بفتح صفوف (السابع والثامن والتاسع) في نفس مدارسنا ليكمل طلبتنا هذه الصفوف وبالتالي يحصلوا على شهادة تعادل المتوسطة، وستكون دراستهم أشبه بالمهنية خاصة أن فيهم الكثير من الطلبة الذين يملكون موهبة الرسم على الزجاج والسيراميك، ونحن نرغب بفتح ورش للنجارة في المدارس، وما يسهل ألأمر بفتح هكذا صفوف أن معلمينا سيكونون من خريجي كلية التربية الأساسية وهذا سيساعد على تدريس مواد الدراسة المتوسطة (كالفيزياء والكيمياء) وغيرها. 

دور الأعــــلام 
الأستاذ (زيد أحمد سليمان) معلم تربية خاصة يعزو جهل الناس بالمعنى الصحيح للصف الخاص إلى الإعلام ويقول:
"يتبادر إلى الأذهان عند ذكر الصف الخاص أن هؤلاء الأطفال ماهم إلا أطفال معاقين أو يعانون من تخلف عقلي؛ بل أن هناك الكثير من مدراء المدارس لايعرفون ماهي التربية الخاصة وماهي الفئات المنتمية لتلك الصفوف، بل البعض منهم يمتنع عن فتح صفوف تربية خاصة في مدارسهم وهذه المشكلة سببها الإعلام، نحن بحاجة الى صحافة إلى إعلام وبرامج تثقيفية؛ وبوسترات؛ وإعلانات لتعريف الناس بماهية التربية الخاصة بالشكل السليم الذين يضمن لهذه الشريحة تعليماً ورعاية بشكل صحي.
ويرى أيضا "أن الإعلام هو من يغيب التربية الخاصة عن خطته العملية فانا برأيي أن الإعلام الخارجي بامكانه التعاون مع الإعلام التربوي فنحن نملك فضائيات لابأس بعددها. 
أما ألأستاذ (أحمد) فيضيف لذلك :
"أن معلم التربية الخاصة يعاني من التهميش وعدم الاهتمام من قبل إدارة المدرسة فلطالما لم يهتم بحضوره ضمن الاجتماعات الداخلية للكادر التدريسي وهذا بسبب النظرة الضيقة لطالب الصف الخاص، فهناك بعض المعلمين والمعلمات يقومون بتهديد الطالب إذا لم يلزم الهدوء بنقله للصف الخاص وهذا كله بسبب تقصير الإعلام في إزالة النظرة السلبية المأخوذة عن الصف الخاص.
تذكر لنا الست (أحلام) حول هذه النقطة: "رافقنا الإعلام التربوي هذه السنة في أغلب المهرجانات والاحتفاليات للتربية الخاصة والتي أقيمت في محافظة نينوى خلال أسبوع التربية الخاصة، وقد ركز الإعلام على نتاجات التلاميذ، وكذلك قمنا بعمل ورش وتم عرض أعمال ونتاجات الطلبة الموهوبين كاللوحات الفنية والرسم على الزجاج والنشرات المدرسية؛ وأنا بدوري أرحب بأي تعاون يتم بيننا وبين الإعلام".
وأردفت قائلة: "أن الانفتاح على المؤسسات الإعلامية والصحفية سوف يؤدي الى الانفتاح على المحافظات الأخرى خاصة أننا بحاجة إلى تبادل خبرات مع محافظات القطر أو مع الدول التي فيها نظام للتربية الخاصة ويتم ذلك عن طريق الوزارة ليتم بالتالي تنظيم وإرسال وفود (معلمين ومشرفين ومسؤولي التربية الخاصة) للمحافظات أو الدول. 

ختـــاما" ضمن زياراتي للصفوف الخاصة أقول أمانة لم تكن حركات الأطفال فيها أي نوع من الغرابة بل كانت حركات اعتيادية تشابه كثيرا حركات وتصرفات الأطفال الاعتياديين، لم يكونوا إلا أطفالا يملؤهم النشاط والحركة المستمرة، وقد علقت صورة بعضهم في ذاكرتي، أذكر منهم الطفل ((أحمد)) الذي كان بطيء الحركة نوعا ما بسبب مرض القلب الذي جعله لايملك حماس الطفولة الدائم للحركة، أما (ميس) فكانت هادئة جدا لاتتكلم إلا قليلا لكنها ما تلبث أن تقف وتجلس عدة مرات ولها عينان تشعان ذكاءا. 
هذا غيض من فيض في مدارسنا؛ ويبقى التعليم جزءا مهم جدا وحساسا في المجتمعات فهو أساس لتقدمها أو تخلفها وهذه الشريحة من المجتمع معنية بهذه النهضة التعليمية التي ننشدها.

هناك 7 تعليقات:

  1. بنت عمرها ثلاث سنوات لا تنطق عندها رخاوة هل يوجد مدارس لنطق

    ردحذف
  2. انا ادرس في بريطانيا عن التربية الخاصة والتعليم الشامل ...هنا الحال مختلف تمام وهنالك اهتمام كبير بل واجبار لكل المدارس على ان تكون مهيئة لاستقبال الطلاب مهما كانت اختلافاتهم وفروقاتهم (جسمية ، ذهنية، دينية، عقلية، ... الخ) الكل له الحق بالتعلم وجميع القوانين تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة .
    ان شاء الله يسير العراق وفقا ما يجري بالعالم الخارج ويخرج من القوقعة المغلقة واتمنى ان تتغير نظرة المجتمع لان السبب دائما يكمن وراء المجمتع ، اذا لم يتغير المجتمع فلن نجد معلم تربية خاصة يؤمن بما يقوم به، ولن يؤمن الطالب بما له من امكانيات وماله من حقوق، ولن تؤمن العائلة العراقية يبحقيقة الصفوف الخاصة وما هي اهميتها لمجتمعات العالم وبقة الشعوب ، فلا ينقص ذوي الاحتياجات الخاصة سوى مزيدا من الجهد المكثف من قبل معلم محترف وقليل من المثابرة من الاهل ومدرسة وبيئة تحتضنهم بدلا من ان تنتقص منهم وتلومهم على شيء لم يقترفوه وانما ولدو للدنيا ووجدو انفسهم بهذه الكيفية.

    ردحذف
  3. هل يوجد مدرسة أو صف متخصص للأطفال المعاقين فى مدينة بغداد في السيدية وهل يندرج الطالب فيها من مرحله إلى اخرى

    ردحذف
  4. هل يوجد مدرسه للمعاقين أو يعانون من تخلف عقلي
    في مدينة دهوك ارجو الرد

    ردحذف
  5. هل يوجد مدرسه للمعاقين أو يعانون من تخلف عقلي
    في مدينة دهوك ارجو الرد

    ردحذف
  6. عندي ولد ..منغولي...لكنه ذكي واريد ان يدرس فهل هناك مدرسه حكوميه في الرصافة لاستيعابه....ولكم الشكر

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبتي اسمهه متلازمة داون ونعم توجد مدرسه حكوميه يوجد فيها صف خاص في الرصافه بمنطقة حي سومر والكثير من المدارس الاهليه في شارع فلسطين ومركز لتدريس وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة الصليخ والكثيررر

      حذف