11‏/08‏/2012

السلاح النووي واقتصاديات الشعوب

بقلم - عمر طه ياسين
للدين دور مهم في رفض العنف الذي يتطلب التسلح بكل أنواعه ومنه التسلح النووي؛ لكن الدين بدأ يأخذ مسارا آخرا غير الدعوة الى الفضيلة والخير والتسامح! بدأ يسيس بواسطة رجال الدين على اختلاف دياناتهم والقبول بالتسلح بالرغم من دور الدين الأساسي في رفض العنف وإشاعة السلام .
واليوم تخشى البلدان المتحضرة على وجودها في هذا العالم المتصارع؛ فقد بدأ العلماء ودعاة السلام والمنظمات الإنسانية يطالبون بإفراغ دولهم من السلاح النووي لما فيه من مخاطر جسيمة على شعوبها، وأول من أطلق هذه الدعوة العلماء الألمان الذين يتمنون أن يعيشوا بسلام وطمأنينة في وقتنا الحاضر، إذ بدأ العالم يتوجه فيه نحو العنف والقتل والدمار الشامل، وقد بدأ المفكرون والعلماء في زمننا يسعون الى إيجاد البدائل للطاقة النووية كالطاقة الكهربائية وبأقل قدر ممكن من الاستهلاك وذلك لتوفير الطاقة واستخدامها لأغراض مختلفة تحتاجها بلدانهم خوفا من دواعي التلوث التي يمكن أن تصل ببلدانهم الى الهاوية.
ورجال الدين الذين يعتبرون القدوة الحسنة والمنقذين لحالة التفكك التي تعيشها الشعوب قد تركوا مهامهم الرئيسة وراحو وراء تصريحات السياسين لينعموا بالتالي بالمال والحظوة والسلطة السياسية كأمثالهم في القرون الماضية زمن البابوية!! متناسين حقوق الشعوب بالحياة الحرة الكريمة الآمنة.
ولا ينسى العالم كارثة تشرنوبل التي هلك فيها الكثير من الضحايا لا لشيء إلا لأغراض سياسية واهية، وما الحرب الباردة إلا عقدة خوف واستنزاف لأموال الشعوب بلا طائل، فبدلا من الترسانات العسكرية ومنها النووية التي كلفت قوت شعوب لأجيال عديدة وتسببت في الفقر والمجاعات والتي أدت الى تفكك وضعف أخلاق البشر السامية في لهثهم وراء لقمة العيش بأية وسيلة مهما كان الثمن! والانخراط في مجالات التجسس والسرقة والتزوير والخيانة العظمى ومن ثم الخيانة الزوجية! والمشاركة في المعارك السياسية والعسكرية؛ كل هذا أدى الى تفكك شعوب الأرض وعودتها الى شريعة الغاب وفقا لقانون وضعي اصطنعه تجار الحروب هو البقاء للأقوى وليس البقاء للأصلح .
ومع تصاعد سحب الدخان النووية من مفاعل هيروشيما الياباني والذي صاحبته المزيد من الاشعاعات النووية التي تهدد حياة اليابانيين بسبب أثرها على مياه الشرب والبيئة الزراعية والحيوانية؛ وتأثيراتها المشعة بشكل خطير خصوصا على الأطفال، كل هذا دعا اليابانيين الى رفع أصواتهم عاليا مطالبين حكومتهم بإفراغ اليابان من المفاعلات النووية وما هذه المطالب إلا نتيجة لما أفرزه الخوف المتجذر من المصير المظلم والمجهول .
كما بدأت مطالبات أخرى من حكومات ومطالبات شعبية متعددة ومنظمات إنسانية لإفراغ مناطق عديدة من العالم من السلاح النووي سعيا للعيش بسلام وأمان بلا ضرر ولا تلوث بيئي لأجل الحفاظ عل الانسان والبيئة؛ لكن تأبى الكثير من الحكومات والأنظمة المستبدة في المنطقة إلا المضي في برامجها هذه في محاولة لإيهام شعوبها ان الطاقة النووية، والسلاح النووي وسيلة لحماية الامن القومي، وتحقيق توازن القوة مع اعداء مفترضين، لكن الحقيقة ان مضار الامر اكثر من فوائده.
اذن هو العالم يسير نحو الهاوية والدمار بسبب طغيان الدول العظمى المالكة للأسلحة النووية المدمرة وإصرارها على اقتناء هذا السلاح المدمر للمدنية والحضارة التي سعى الانسان الى بنائها منذ الاف السنين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق