02‏/09‏/2015

آخر الكلام/ الإسلام الذي نريده!

محمد واني
لا أجمل ولا أروع من الإسلام، لو طبق على الواقع، ببساطته، وسماحته، وأفكاره الإنسانية، دون تدخل من السياسة، أو المفاهيم، والفلسفات البشرية المعقدة، التي اكتوت بنارها مجتمعات وعوالم كانت زاهرة. نحن أحوج ما نكون إلى إسلام من النوع البريء، النافذ إلى أعماق القلب والروح، ليخفّف عنا أعباء الحياة المعقّدة التي نعيشها، ويُنير طريقنا، ويأخذ بأيدينا، ليُخرجنا من النفق المظلم الذي وضعنا أنفسنا فيه، ويضعنا على بَرّ الأمان، كما فعل الرسول وأصحابه الكرام مع مجتمعاتهم بتجرُّد وإخلاص، وفي سبيل الله، وفي سبيل الارتقاء بحرية الإنسان وحقوقه، لا في سبيل إحراز المناصب، والوصول إلى السلطة السياسية، أو لتكديس الأموال من السحت الحرام. إسلام يبنـي ولا يهدم، يبشّر ولا ينفر. إسلام
مسالم وطيب، يوقر الكبير، ويوفر له حياة كريمة، ويحترم الصغير، ويسهر عليه، ويضعه على جادة الصواب. إسلام كما أنزله الله، وأمر به [رحمة للعالمين]، وليس نقمة للعالمين، كما نراه ونلمسه في إسلام بعض الأحزاب السياسية، والحركات والمنظمات الإرهابية، التي تدّعي الإسلام، وتتكلّم باسمه، وهي لا تمت إليه بصلة، ولا تختلف عن العصابات والأحزاب المجرمة، الخارجة عن القانون، بشيء..
لم تتدهور أحوال المسلمين، ولا انحدرت إلى الهاوية، إلا عندما أدخل الجانب القبيح من السياسة في الإسلام، وشكلت على أساسه أحزاب وشيع متنافرة، ومتنازعة، تتقاذفها الأحقاد والضغائن، وتحرّكها الأهواء والأطماع، وقد يصلُ الخلاف فيما بينها إلى الاقتتال، وتكفير بعضها البعض.
إذن، أين الأنموذج الإسلامي القدوة، عند هذه الأحزاب والحركات التي تدّعي الإسلام، وتمثله؟ هل الأنموذج الأمثل في الذبح بالطرق البشعة التي يمارسها (داعش)، أم بسبـي النساء، وعرضها في سوق النخاسة؟ أم في العلاقة المتدهورة بين الجماعات السلفية، وبين حركة الإخوان المسلمين، والتي سمحت لتلك الجماعات (السلفية) بالتآمر مع الانقلابيين، لإزاحة (الإخوان) عن سدة الحكم، فقط من أجل إفساح الساحة السياسية لنفسها؟ أهكذا إسلام نريده أنموذجاً طيباً للعالم، ولمجتمعاتنا؟! بئس الإسلام هذا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق