رئيس التحرير
لم
يشهد (العراق) استقراراً سياسياً مستداماً، في تاريخه الحديث، إلا في فترات متقطعة
وقصيرة.. أما بعد التغيير الكبير، الذي حدث تحت مظلة القوى العالمية الكبرى، وبتدخل
عسكري مباشر منها، في عام 2003، والذي دشن فصلا جديداً مختلفاً، في تاريخه المعاصر، حيث تصدر (شيعة العراق)
سدة الحكم، وأخذوا زمام الأمور بأيديهم، بعد أن كانت طوال قرون ماضية بيد (سنته)!..
فقد أصبح المشهد السياسي العراقي أكثر دراماتيكية ومأساوية، بعد أن ارتجى العراقيون
أن يكون فاتحة خير لهم، ولبلادهم، باعتبار أن ثمة (معارضة) ديمقراطية، قد تصدرت السلطة،
بعد نظام استبدادي، عانت منه الأمرين. وبحكم أن هذه المعارضة – من
جهة أخرى- تتكون، في غالبيتها، من قوى إسلامية معروفة، (سواء السنية منها، أم الشيعية)، وهو ما يعطي – حسب توقعات وانتظارات الناس - ضمانة أكبر لنزاهة الحكم، وعدالته، وديمقراطيته!.. ولكن الذي حدث على أرض الواقع، كان على العكس تماماً،
فقد شهد العراق بعد عام 2003، أسوأ فترات حياته: السياسية والاقتصادية
والاجتماعية و.. ولا نحتاج إلى الإطالة في ذلك، لأنه أمر معروف للجميع!جهة أخرى- تتكون، في غالبيتها، من قوى إسلامية معروفة، (سواء السنية منها، أم الشيعية)، وهو ما يعطي – حسب توقعات وانتظارات الناس - ضمانة أكبر لنزاهة الحكم، وعدالته، وديمقراطيته!.. ولكن الذي حدث على أرض الواقع، كان على العكس تماماً،
هذا
المشهد العراقي البائس، هو المسمار الأخير في نعش (العراق الحديث)، الذي تشكل على عين
النظام العالمي في حينه، وكان من ثمرات اتفاقية (سايكس – بيكو) المعروفة.. فلم يعد
(العراق) وطناً لقوميات متآخية، بل أصبح مقاطعات تتنازعها طوائف متصارعة: (الشيعة في
الجنوب، والسنة في الوسط، والكورد في الشمال). ولعل الفساد المستشري في أجهزة الحكم،
وفقدان العدالة الاجتماعية، وانتشار الفقر والبطالة، فضلا عن التوجه المذهبـي الذي
يحظى برعاية رسمية، وحملات الانتقام المذهبـي ضد المكون السني، ورموزه وتراثه، كل ذلك
قد زاد في شقة الخلاف بين (السنة والشيعة)، وخاصة بعد تزايد المعارضة المسلحة (السنية)،
التي توجت – في النهاية - بظهور (داعش)، واستيلائها على مساحات شاسعة من العراق- السني
(إن جازت العبارة)..
أما
على الجانب الكوردي، فإن الكورد لم يتوقفوا يوماً، منذ عام 1992، عن تثبيت دعائم الكيان
السياسي المتمثل في (إقليم كوردستان)، وتعزيز مصادر قوتهم.. ولعل تجربتهم الجديدة، في عراق ما بعد 2003، قد زادتهم إحساساً
بضرورة الانفصال، وتكوين كيان سياسي مستقل لهم، وهو ما تؤكد الأيام والأحوال ضرورته،
وواقعيته، يوماً بعد يوم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق