03‏/10‏/2016

مؤتمر في الشيشان يثير حفيظة المرجعيات الإسلامية لأهل السنة

تقرير: الحوار
المؤتمر المنعقد بالعاصمة الشيشانية (غروزني) لمجموعة من الوجوه الدينية المثيرة للجدل، أثار حفيظة المرجعيات الإسلامية الكبرى لأهل السنة والجماعة في العالم.
المؤتمر عقد للمدة من 25-27/8/2016 تحت عنوان (من هم أهل السنة)، بدعم من (رمضان قادروف) القائم بأعمال رئيس جمهورية الشيشان الخاضعة للحكم الروسي، وشارك فيه مجموعة من الوجوه الدينية المعروفة والمثيرة للجدل، يتصدرهم (أحمد الطيب) شيخ الجامع الأزهر، و(شوقي علاّم) مفتي مصر الحالي، و(علي جمعة) مفتي مصر السابق، وهي شخصيات داعمة لسلطة الانقلاب التي يقودها (عبدالفتاح السيسي)، وكذلك (الحبيب علي الجفري) داعية يمني صوفي، و(عبد الفتاح البزم) مفتي دمشق، بالإضافة إلى ما يقرب من مئتي مشارك من مختلف الدول.

المؤتمر حاول انتزاع صفة (أهل السنة والجماعة) من (السلفية والوهابية) و(جماعة الإخوان المسلمين)، واعتبرها فرقاً طائفية دخيلة على السنة، زاعماً أن (أهل السنة والجماعة) هم فقط أتباع الفرق التالية: (المحدثين والصوفية والأشاعرة والماتريدية).
مجريات المؤتمر من حيث الشخصيات المشاركة  فيه، والبيان الصادر عنه، أحدثت جدلاً وردود أفعال واسعة، فقد وصفه العلاّمة الشيخ (يوسف القرضاوي) بمؤتمر ضرار، على غرار مسجد الضرار الذي أقامه المنافقون في المدينة أيام الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).    
وقال الشيخ القرضاوي في بيان: "إن المؤتمر بدلاً من أن يسعى لتجميع أهل السنة والجماعة صفاً واحداً أمام الفرق المنحرفة عن الإسلام، المؤيدة سياسياً من العالم، والمدعومة بالمال والسلاح، إذا به ينفي صفة أهل السنة عن أهل الحديث والسلفيين، وهم مكون رئيس من مكونات أهل السنة والجماعة".
وأضاف الشيخ القرضاوي في بيانه المنشور في موقعه الالكتروني: "أن الأمة الإسلامية لم يعد لديها من رفاهية الوقت لإحياء الخلافات التاريخية القديمة بين مكونات أهل السنة والجماعة، بينما تئن مقدساتها وتستباح حرماتها، وتسيل دماؤها في فلسطين وسوريا واليمن وغيرها".
من جهته انتقد الشيخ الدكتور (محمد بن إبراهيم السعيدي) أحد مراجع السلفية في (السعودية)، مخرجات مؤتمر غروزني بالقول: "هو مؤتمر تآمري على العالم الإسلامي، يقع ضمن العديد من التحركات الغربية لقتل كل مظاهر يقظة الشعوب الإسلامية إلى حقيقة دينها، وإعادة العقل المسلم إلى حضيرة الخرافة، وتسلط الأولياء المزعومين وسدنة القبور وعقيدة الجبر على حياة الناس وعباداتهم".
من ناحيته استنكر الشيخ (علوي بن عبدالقادر السقاف)، المشرف العام على (مؤسسة الدرر السنية)، مجريات مؤتمر غروزني قائلاً: "في الوقت الذي كانت كلمات أعضاء المؤتمر تنال من علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة ودعاة التوحيدِ، كانت تقصف الصواريخ الروسية على رؤوس إخواننا في الشام، ولم يصدر أي شيء في المؤتمر عن جرائم روسيا الشنيعة".
الى جانب ذلك شاطر العديد من السياسيين والكتاب مواقف المرجعيات الإسلامية المنتقدة لمؤتمر غروزني واصفين إياه بالمحاولة اليائسة من الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) للضرب على وتر الطائفية والتخندقات المذهبية لإنقاذ أنظمة سياسية متحالفة معه في منطقة الشرق الأوسط.
وتواجه سياسات بوتين داخل الاتحاد الروسي انتقادات شديدة لأنها تضفي للتدخل في نزاعات إقليمية ودولية تعمق من عزلة روسيا دولياً، وتؤدي إلى استنزاف قدرات البلاد الاقتصادية والبشرية.

وعلى مستوى العالم الإسلامي، فإن الدور الروسي غير مرحب به في المنطقة، ويعد سبباً رئيساً في إدامة الصراع بسوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق