شعر: آري عبداللطيف باموكي
ترجمة: د. يحيى عمر ريشاوي
سمّوا أولادَكم باسم (مرسي)
كي يلحقَ
العارُ بالمعتقلات وأقبية الظلام..
حين يُصبح الطِّفلُ (مرسي)
تنهارُ المعتقلات وتموت..
عندما يُصبح الرّجل (مرسي)
فإنّه لا يسقطُ ولا ينحني ولا
يموت..
فمن هضابِ مصرَ
وعلى أملِ تجلِّي بدرٍ جديد
يُولد مرشدٌ آخرَ
كالقمر..
أذّنوا.. أذّنوا
حين يؤذَّن
فإنّ أرواحَ الملايين النّائِمة وسط الظلام
تروى
بدِماء الإيمان..
بقولِ لبّيك وأداء إقامةٍ
صلّوا الليلة صلاة الميّت
حتّى يتجلّى هلالُ مرسي
في جُنح الظّلام..
حين تُقام صلاةُ الجنازة
يُولد كونٌ جديد..
وتزدانُ روحٌ أخرى
بالعقيدة والمحبَّة..
في هذه اللّيلة..
فلْتُمْلأ آذانُ فراعنةِ هذا الزّمان
بأربعةِ
أحرفٍ بيضاءَ
بيضاء كباصرة للعينين..
في هذه الليلة..
اشتروا الهواء للصّدر والرئتين..
هزّوا تلابيبَ العالَم، واصرخوا
نحن لا نموت..
نحن أحياءٌ مثل (مرسي)..
اكتبُوا رسائلَ بلغةِ الكورد
وابعثوها للأهرامات..
خطّوا عليها:
أحفاد (جابان)
و(پيران) و(صلاح الدين)
لن يناموا بعد الآن..
ما بقيَ
سجينٌ واحد
مظلومٌ واحد
جائعٌ واحد..
مرسي.. مرسي
أنت رمزٌ للكورد أيضاً
وللظالمين
أبدَ الدهر
شجى..
في هذه الليلة..
ارفعُوا أيديكم بالدّعاء إلى الله
نداء التوحيد..
وهتاف الإسلام والقصاص..
ابعثوا رسائلَ إلى المعتقلات
إلى العالَم المغفّل
مستنقع الظلمِ الآسن..
إلى الفراعنة،
وإلى الـ(سي سي)
قولُوا لهم: أنتمُ الأموات..
وليسَ (مرسي)..
قولُوا: لبّيك، وردِّدُوا:
حان الآن موعدُ الصحوة
في
كوردستان، وفي مصر..
قولُوا:
ها هنا وعدٌ من الله بانبلاج (بدر)
جديد..
نادوا بأعلى أصواتِكم:
المسلمُ لا يموت.. لا يموت أبداً..
إمّا أن يرتقيَ شهيداً
أو ينام..
ها هُو اليوم (مرسي)..
في قلبِ زنزانة حالكة الظلام
حلّقَ في
الأعالي صَقْراً..
ها هو
روحٌ تسمُو إلى السّماء
يرفرفُ
للدّعوة وأداء إقامةٍ أخرى..
دعوةٌ من حلبجة إلى مصر
باسم (آل لطيف)..
و نيّة (آل
عزيز)..
بآهاتِ آلافِ
الحجرات
وبعلُوِّ مآذنِ الكورد
وقاماتِ ملايين الرِّجال..
دعوةٌ بحرُوف الدّعوة
بقواعدِ الجهاد
بشِفْرة العِرْفان
بتهليلاتِ الطّرق
الصوفيّة
بقراءاتِ السّلف
من حلبجة إلى مصر..
اللّيلة..
وبعد أربعة عشر قرناً
تحتَ نير الجهلِ ووطأة الفقر..
نُسمِّي أنفسَنا - مرَّةً أُخرى - باسمِ
(محمَّد)..
ونُسمِّي أبناءَنا (مُرسي).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق