تقرير: سرهد أحمد
شدد
الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني، الأستاذ صلاح الدين محمد بهاء الدين،
على خصوصية الاتحاد الإسلامي في العمل السياسي المعارض، مؤكداً قناعة الحزب
الراسخة بالمشروع الإصلاحي لا غير.
وقال
الأستاذ الأمين العام: "نأمل أن يكون رئيس الإقليم الجديد رئيساً لكل
الكوردستانيين، وأن يوظّف مكانته السياسية وقدراته الدبلوماسية لتحسين الوضع
السياسي والإداري، وإعادة تنظيم العلاقات وتطويرها مع بغداد، ومع دول الجوار
أيضاً".
وأكّد
الأستاذ الأمين العام: "سندعم رئيس الإقليم الجديد على مستوى الاتحاد
الإسلامي، وعلى المستوى الشخصي".
وشدّد:
"نحن خارج الحكومة، ولنا خصوصيتنا في العمل السياسي المعارض، نؤمن بالإصلاح
لا بالانقلاب، ونحن ضدّ الفوضى والتخريب تحت أيّ مسمّى كان".
وشهد
الوضع السياسي في الإقليم تعقيداً، لخلافات بين الحزبين الحاكمين على جملة من
القضايا بما فيها مسألة انتخاب رئيس الإقليم، وتشكيل الحكومة الجديدة.
وتداركاً
للموقف، دعا الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني، الاتحاد الوطني
والديمقرطي الكوردستاني، الى إيقاف التصعيد الإعلامي بينهما، لتجنيب الإقليم مخاطر
لا تحمد عقابها، والبدء بحوار.
ولفت
الأستاذ الأمين العام في رسالة وجهها، الأحد 2حزيران/ يونيو 2019، إلى مستجدات
الأوضاع في العراق والمنطقة قائلاً: "التهديدات الناجمة عن الصراع على
المصالح بين الدول، وفي ظل الحالة الراهنة، وبينما ينتظر مواطنو كوردستان
الاستقرار بانتهاء المعاناة وإعادة تنظيم المؤسسات الدستورية والوطنية - للأسف- فإذا
بالواقع مغاير تماماً..! إذ إن التهديدات
الداخلية القائمة تقف عائقاً بوجه أي تحول، ومبعث لإشاعة الحيرة والقلق بين الناس
من عدم وجود أي أفق للحوار ومعالجة المشكلات".
وتابع:
"القيادة السياسية الكوردستانية، وخاصة المسؤولين في الحزب الديمقراطي
الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، عليها اتخاذ مواقف مسؤولة، حيث لا وقت
لمثل هذه التهديدات والانقسامات، فالأوضاع المعقدة في الإقليم والمنطقة، تقتضـي
تنحية خلافاتكم جانباً، والإسراع في الاتفاق ومعالجة المشكلات عبر الحوار، وعدم
تغليب لغة الحرب، وعدم السماح بتعطيل المؤسسات الوطنية، حتى لا تكونوا - بخلاف
ذلك- مرغمين على قبول تدخلات الآخرين من أصحاب المصالح، حينها سيتعرض الإقليم
وتجربته السياسية إلى التقهقر والعودة إلى مربّع الاقتتال والانقسام، وهيمنة الخوف
على الواقع المعيشي".
وزاد:
"هذه مسؤولية تاريخية لا يمكن تجاهلها، فالوضع السياسي العراقي ومستجدات
المنطقة واتجاهات الأحداث على الساحة الدولية؛ لها مؤشرات خطيرة، كما أن العراقيل
التي تضعونها أمام بعضكم البعض داخلياً، ستؤدي بمجملها إلى الإضرار بنا جميعاً،
والإضرار بشعبنا ومستقبله".
وناشد
الأستاذ الامين العام قيادة الحزبين: "إيقاف التصعيد، وإعلان قرار الاتفاق
سريعاً، حتى لا تتعقد الأوضاع أكثر، وحتى لا تتفاقم المشكلات وتنحو باتجاه منزلق
خطير، فمسؤولية السلطة في كوردستان ملقاة على عواتقكم.. إذ لا يحق التلاعب بمصير
قضية شعبنا العادلة والتجربة السياسية القائمة، من خلال اتخاذ الأخطاء السياسية
ذريعة للانتقام المتبادل".
وشدد:
"علينا الاضطلاع بواجباتنا الأخلاقية والوطنية، من خلال خفض سقف المطالب
الحزبية، وأن نضع وحدة الصف والاستقرار الأمني وشرعية المؤسسات والمصالح الوطنية
العليا؛ فوق كل اعتبار، وقبل كل ذلك علينا احترام دماء الشهداء وتاريخنا
النضالي".
وفي
الختام عرض الأستاذ الأمين العام وساطة الاتحاد الاسلامي الكوردستاني، قائلاً:
"مع محافظتنا على مكانتنا كمعارضة، نعلن استعدادنا للاضطلاع بأي واجب يسهم في
تنظيم البيت الكوردستاني وينتج عنه وحدة الصف والموقف، فمسؤوليتنا جميعاً أن نناضل
لأجل كوردستان آمنة ومستقرة".
في
المقابل استجاب الحزبان الحاكمان في الإقليم، لنداء الأمين العام للاتحاد الإسلامي
الكوردستاني، الداعي لإيقاف الحرب الإعلامية المستعرة بينهما، واتجه الطرفان نحو
تغليب لغة التهدئة والحوار مرة أخرى.
وتجلى ذلك في مشاركة وفد من الاتحاد الوطني الكوردستاني
في مراسم تأدية رئيس الإقليم المنتخب اليمين القانونية، وما تلا ذلك من لقاءات
وخطوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق