03‏/07‏/2015

كلمة العدد// تطبيق الشريعة

رئيس التحرير
الإسلام عقيدة وشريعة، بل إن الشريعة إذا أطلقت شملت العقيدة أيضا، وبذلك فإن الشريعة تعني الدين كله، بما أنها تشمل العقائد والقيم والأخلاق والأحكام التي جاء بها الإسلام، كما قال الإمام (ابن حزم): " الشريعة هي ما شرعه الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في الديانة".. وعلى هذا الأساس نتساءل: لم برزت المطالبة بـ (تطبيق الشريعة)، في ظل واقع حال المسلمين، وتاريخهم، الذي يشير بلا مواربة إلى أن الشريعة – بهذا المعنى- لم تكن في يوم من الأيام معطلة، حتى نطالب بتطبيقها؟.. فلم يزل المسلمون – كمجتمعات وأفراد – يؤمنون بعقائد الإسلام، ويحملون قيمه، ويتخلقون بأخلاقه، فضلا عن التزامهم
وعملهم بأحكامه!!.. وكل ذلك بشكل نسبـي بالطبع، إذ إن مسألة التطبيق هي جهد بشري، لا يرقى إلى الكمال، ويظل محكوما بعوامل الزمان والمكان، ومؤطرا بالاجتهاد البشري.. نعم لقد حدث انحراف كبير، على مستوى السلطة والحكم، قل أو كثر، يتجلى أكثر ما يتجلى في بعض الأحكام والحدود، فضلا عن الابتعاد عن قيم الإسلام الكبرى في العدل، والشورى.. فهناك الثلمة الكبرى في جدار الشريعة، إذا جاز القول..
إن الشريعة بمعناها العام، لم تتعطل في يوم من الأيام في عالم المسلمين، حتى نطالب اليوم بتطبيقها.. صحيح أن درجات هذا التطبيق، ومدياته، تفاوتت قوة وضعفا، بين حين وآخر، ولكن الشريعة في مبانيها الكلية، كانت حاضرة على الدوام في حياة المسلمين، وحواضرهم.. ونحن إذ نقول هذا لا نرمي إلى تزكية أنظمة الحكم، أو الدفاع عن (إسلامية) الدول الموجودة اليوم في عالم المسلمين، فتلك مسألة متروكة للشعوب أنفسها، التي تستطيع عن طريق الأساليب (الديمقراطية) دفع هذه الأنظمة، والدول، إلى التعبير عن إرادتها، وتطلعاتها..
في هذا العدد، تنشر (الحوار) ندوتها الثانية، التي أقامتها تحت عنوان (تطبيق الشريعة بين الأمة والدولة)، وفيها يطرح هذا الموضوع بقوة، مبتغين من وراء ذلك فتح باب الحوار حول هذه القضية المحورية في حياة المسلمين، ومجتمعاتهم.. آملين أن يكون هذا الجهد إضافة جدية إلى ميدان لم يزل ينتظر الكثير من البحث والنظر، خاصة أن هناك جهات عديدة ظهرت إلى السطح، هنا وهناك، تدعي (تطبيق الشريعة)!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق