03‏/07‏/2015

آخر الكلام// احترس من الإعلام!

محمد واني
لا شك أن عصرنا عصر الإعلام بامتياز، بفضله تداخل الزمن، وتقاربت المسافات، وأصبح العالم قرية واحدة، بل بيتاً واحداً، لا شيء يخفى على عيونه المراقبة، النافذة إلى أعماق الأشياء، وتفاصيلها الدقيقة، سواء في الكون الواسع، أو في داخل الإنسان، فهو المتابع الأمين لكل شاردة وواردة تصدر عنه، حتى تقاسيم وجهه، حزنه وفرحه، بكائه وضحكته، قوته وضعفه، وشجاعته وجبنه، كل شيء أصبح مكشوفا أمام وسائله الخارقة، كأنه كتاب مفتوح، يكفي أن تضغط على زر صغير، حتى يظهر لك الحقائق الغائبة كلها بومضة عين، وتطلع على صدق الصادقين، وكذب الدجالين، وفساد المفسدين، الكل يظهر على جوهره
وحقيقته..كل شيء جاهز و(مقشر مثل اللوز)، وما عليك سوى أن تمرر أصبعك الصغير على الجهاز، لينقلك إلى عالم الحقائق والاكتشافات! الأخبار المصورة تأتيك طازجة، وحية، من موقع الحدث مباشرة، وعبر الأثير، كما هي وبدون تعليق، أو رتوش، لأن الصورة واضحة، ولا تحتاج إلى تفسير.. فما كنت تقرأه بالأمس في الصحف والجرائد، وتنتظر لحين طبعها، لتستشف منه العلوم والمعارف والمعلومات اليومية، تحصل عليه اليوم في المواقع الألكترونية، أو الشبكات الإعلامية، أو قنوات التواصل الاجتماعي: (الفيسبوك)، و(التويتر)، أو شبكات (آرابز)، و(ماي سبايس)، وأنت جالس في بيتك.. فإذا كان الزعيم المفدى، والقائد الضرورة، أو المسؤول اللص، يستغفل شعبه، ويسرقه، ويخدعه بشعارات إسلامية، وعروبية، و(كوردية)، وعبر اتفاقات وتحالفات خارجية مشبوهة، أو انقلابات دموية، ليحقق مآربه الخاصة، ومصالحه الحزبية، والشخصية، المريضة، ويمارس التضليل الإعلامي. فإن عليه، منذ الآن، أن يحسب حساباً دقيقاً لكل خطوة يخطوها، ويراقب كل حركة، أو كلمة، أو تصريح يدلي به، لأنه مرصود ومراقب بالصوت والصورة، من قبل ملايين الملايين من الناس في العالم، بفضل تقنيات الإعلام المعاصر.. عليه أن يتحرى الصدق والأمانة مع شعبه، قبل أن ينشر غسيله القذر على الأثير، وتكون فضيحته بـ(جلاجل)!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق