03‏/07‏/2015

مرافئ// كلمات مخلصة من متشائم!

د. يحيى عمر ريشاوي
أصعب شيء في اختيار أسلوب تربيتك لأولادك ومراقبتهم لما يقرأون ويسمعون ويشاهدون، حين تحاول أن توجههم في تحاشي متابعة مسلسل أجنبـي بعيد كل البعد عن قيمنا وتقاليدنا، أو حين تحاول أن تنصحهم بعدم الاستماع الى أغنية، أو مشاهدة فيلم سينمائي، يحوي مشاهد غير محتشمة، أو مخلة بالآداب العامة، والتعاليم الدينية والإسلامية.
الصعوبة تأتي في قلة البدائل الموجودة لديك، كي تقول لابنك، أو ابنتك: تابع المسلسل أو الفيلم السينمائي الفلاني. والقليل الموجود في حقيبة السينما والفن الإسلامي لا يسمن ولا يغني من جوع، غريزي
وسايكولوجي، لدى مخيلة شاب أو شابة يعيشان في القرن الواحد والعشرين.
معظم القنوات الإعلامية الإسلامية صار حالها كحال (ولكنكم غثاء كغثاء السيل)! المحطات الفضائية بالمئات، ومواقع الانترنت بالآلاف، ولكن التأثير محدود، ونوعية المضامين الموجهة لا تلبـي متطلبات هذا العصر، والتغيرات الحاصلة في مضامين وقوالب الخطاب الإعلامي العالمي المعاصر.
حين تحاول أن تتجول بين هذه القنوات الفضائية، أو حين تمعن النظر في مضامين الطرح لدى الصحف والمجلات الإسلامية، ومواقع الانترنت، وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الطابع الوعظي هو الغالب، ومعظم تلكم المنابر الإعلامية تكرر نفسها، ولا جديد! (لقاء مع داعية، برنامج حول التربية، مقابلة مع شيخ، أدعية وأذكار، نقل لخطب الجمعة)، وهكذا دواليك.
لا أحد ينكر ضرورة تلكم المضامين (الإعلامية– الإسلامية)، وحاجة المسلمين إلى تعريفهم بدينهم، ولكن حين تطغى نسبة (95%) من هذه المواضيع، وأنماط هذه البرامج، على فضائية، أو موقع انترنت، أو مجلة معينة، ولا تجد مساحة للفن بلغة العصر، وللترفيه والتنوع بلغة الشباب، فإن ابنك البالغ (16) عاماً لا يجد بديلاً غير اللجوء إلى ما لا يسر من قنوات إعلامية، ومسلسلات أجنبية، المضمون الهادف فيها لا يتجاوز (5%)!

مطلوب انقلاب فني ودعوي على مضامين الإعلام الإسلامي، والقوالب المقدمة فيه. مطلوب اقتناع أكبر لدى أصحاب المال، بصرف إمكانياتهم المالية على فيلم سينمائي، بدل بناء مسجد، أو دار للأيتام! مطلوب توعية شاملة بحاجتنا إلى فن وإعلام يجذب ولا ينفر، يضحك ولا يبكي. أم أنني أبالغ،  والمشهد ليس قاتماً إلى هذا الحد ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق