صلاح سعيد أمين
أصبح إجراء الانتخابات النيابية، وانتخابات مجالس
المحافظات، بعد سقوط النظام البائد في بغداد عام 2003، سمة بارزة في الخارطة
السياسية الجديدة في العراق. ومن المرتقب أن تحمل هذه الخارطة الجديدة، في طياتها،
تغييراً جذرياً يؤثر تأثيراً كبيراً على حياة العراقيين، بنحو يوفر أرضية ملائمة
لحياة كريمة لائقة بالإنسان العراقي.
أولاً، وقبل كل شيء، لسنا بحاجة لنسأل أنفسنا: هل غيّرت
الانتخابات بالفعل حياتنا نحو الأفضل أم لا؟ إن الانتخابات في العراق لم تحقق
المرجو في حياتنا قيد أنملة، إن لم نقل إنها أصبحت محطة لتفكيك النسيج الاجتماعي،
وتعميق الشـرخ الطائفي والمذهبي والقومي بين أبناء المجتمع العراقي.
والسؤال المطروح هنا هو: لماذا لا تحقق الانتخابات
أمنيات الناخب؟ لماذا أصبحت الانتخابات فرصة لإثراء القليل، وبقاء الكثيرين في
الفقر والعوز؟
القصة لم تنته بعد، ونحن الآن على أعتاب دورة انتخابية
جديدة، وقد جرّبنا ثلاث دورات أخرى في الماضي، وآن الأوان أن نخرج من تحت عباءة
الطائفية والقومية والحزبية، وأن نعاقب من لم يتحمل مسؤولياته في السابق، ولم يكن
في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه. وآن الأوان أن نعي ما حدث في الماضي، وأن
لا تغرّنا الخطابات الرنانة، والحماسة العمياء، التي تهيمن على الحملات
الانتخابية.. آن الأوان أن نسأل أنفسنا: ما الفائدة في الانتخابات، إذا كانت لا
تغيّر شيئاً من أحوالنا؟ وما معنى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، إذا كانت لا تنقلنا
من مرحلة حرجة إلى أخرى واعدة؟
آن الأوان أن نصحو من النوم، وننهض من أجل حياتنا، وحياة
الأجيال القادمة، عبر ارتقاء وعينا الانتخابي، والابتعاد عمّا جرى في السنوات
الماضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق