سولاف محمود
تكلمت في العدد الماضي عن مسألة تربية الاطفال والتي يقسمها علماء الاجتماع الى مرحلتين: الأولى مرحلة الطفولة دون سن التمييز وهي تبدأ من الولادة إلى قبيل سن السابعة تقريباً، أي مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية.
الثانية: مرحلة الطفولة في سن التمييز، وهي تقريبا ً من سن السابعة إلى قريب سن البلوغ، أي من سن السابعة إلى قبيل سن الخامسة عشرة، وهي تشمل مرحلتي الابتدائية والمتوسطة تقريبا، ومنهم من يقول تشمل أطفال المدرسة من (7 -12) وتسمى مرحلة الطفولة المتأخرة أو الهادئة لأن الطفل أقل حركة من الطفِولة المبكرة.
وبدأت بالمرحلة الأولى وتناولت فيها قواعد مهمة في التربية بشكل عام؛ واليوم أكمل في هذه الحلقة ما بدأت به في الحلقة الماضية.
التربية باللعب الهادف
يقول الدكتور زياد العاني: "اللعب له دور كبير في التربية ولا سيما عند الأطفال الذين يتعلمون من تعاطي اللعب أكثر مما يتعلمونه قي غرف الدراسة، فمن خلال اللعب يمكن للطفل أن يقيم دنيا خيالية يقوم فيها بالمناشط التي تناسبه والتي يتخيلها، فقد يمثل دور المهندس أو الطبيب أو المدرس أو يمثل دور الأب، أو يتمثل الطفل الصغير العصا حصاناً كبيراً يمرح به، أو تقوم البنت بتمثيل دور الأم".
ويقول أخصائي علم نفس الأطفال سيبيستيان بينواه (فرنسي): "تعلق الصغير بلعبة بعينها تعمل على توازنه النفسي؛ حيث تلعب اللعبة دور الوسيط بينه وبين العالم الخارجي، مما يجعل الطفل أكثر اطمئناناً، وحينما يفضل إحدى ألعابه، ويصر على اصطحابها أثناء نومه، فهذا يعني أنها تمنحه الكثير من الأمان، وتعيد إليه هدوءه النفسي، وعلى مدى اليوم تصبح صديقه الأقرب".
عن أنس (رضي الله عنه)، قال "بينما كنت ألعب مع الغلمان فجاء رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وأرسلني في حاجة، وكان يحضر العرائس والتماثيل للسيدة عائشة لتلعب بها ". عن عائشة (رضي الله عنها) قالت "كنت العب بالبنات ويجيء صواحبي فيلعبن معي فإذا رأين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعمقن منه وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخلهن علي فيلعبن معي".
يقول الدكتور مأمون مبيّض: "وإذا كان الكبار يتعلمون بعض الأشياء بالقراءة فقط، فالأطفال يتعلمون كل شيء بالعمل والممارسة، لذلك إذا كنا دائماً نعاتبه على أخطائه فكأننا نعاتبه على التعلم، هكذا يجب أن ننظر إلى اللعب على أنه حصة تعليمية كحصص المدرسة، بل أهم فهو في اللعب يعلم نفسه بنفسه ولا ينسى ما تعلمه.
جهد فائض
يقول محمد قطب : " فالجهد الفائض يمكن أن يصرف في اللعب، كله أو بعضه على الأقل؛ واللعب ذاته بالنسبة للصغير مجال واسع للتربية والتوجيه وتنمية المواهب والقدرات والاستعدادات، فليس مجرد إنفاق طاقة فائضة، ولكنه فرصة للتربية والتدريب في ذات الوقت، ومن هنا ينبغي أن يكون اللعب موجها وتحت إشراف مرب ".
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولعبه مع الأطفال :
السيرة النبوية وكتب الأحاديث مليئة بقصص الأطفال، وكان للأطفال نصيب في حياته (صلى الله عليه وسلم) من اهتمام ورعاية، عن أنس(رضي الله عنه) : أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتى على صبيان وهم يلعبون (فسلم عليهم). صحيح مسلم.
وجاء في مسند الإمام احمد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يصفّ عبدالله وعبيدالله وكثير بني العباس (رضي الله عنهم) ثم يقول (من سبق إليّ فله كذا وكذا) ، قال : فيسبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبّلهم ويلتزمهم).
يقول الغزالي: "فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالتعليم دائماً يميت القلب، ويبطل ذكاءه، وينغص العيش عليه".
تنويه : لا تنسى بأن الألعاب صنعت لكي تُكسر.
أهمية اللعب :
• تساعد على الإبداع وتحقيق المتعة بأن يجرب الأفكار التي يحملها ليتعلم من خلالها مهارات جديدة .
• يتعلم من خلال اللعب بدايات مفاهيم الخطأ والصواب.
• يتعلم بشكل مبدئي بعض المعايير الخلقية كالعدل والصدق والأمانة، وهذا مما يساعده على النضج الاجتماعي (تنمية السلوك الاجتماعي).
• يتعرف على قدراته الذاتية ومهاراته، كما أنه يتعلم من مشاكله وكيفية مواجهتها.
• من خلال اللعب يصرف الطفل التوتر والقلق والشحنات السلبية والطاقة الذي يتولد نتيجة القيود المختلفة التي تفرض عليه، وهذا سيساعده على التوازن الانفعالي.
• يتعلم من خلال اللعب فنون القيادة، وإعمال العقل.
• يتخلص الطفل من متاعبه وهمومه.
• يساعده على النمو اللغوي والجسدي والقيّمي.
• ومن العلماء من يرى أن اللعب والإبداع لهما نفس الوظيفة في حياة الإنسان، ويمكن القول إن المبدع يتحول من اللعب إلى الإبداع.
• نستطيع عن طريق اللعب تقوية عمل الذاكرة، ووظائف الدماغ.
• إفراغ طاقته المكبوتة.
• تنمية مهاراته الابتكارية والإبداعية.
شمعة : (دعهم فإن اللعب ربيعهم)
ومن شروط اللعب واللعبة :
ألا ّ يقتصر على الترويح وإدخال السرور فحسب، بناء شخصية الطفل، تنمية التفكير واللغة، التعويد على العمل الجماعي،يمد آفاق التواصل الاجتماعي، التنوع في اللعب أمر مطلوب، اللعب مهم أثناء الدراسة، لا تفرض قيودا عليه ولا تبالغ في حمايته، دعه على تلقائيته، التدريب على تحمل الصعاب، اختيار لعب في مستوى إدراكه، تجنب اللعب المعقدة التركيب، ساعده إن وجدته وصل إلى طريق مسدود، اتركه لخياله ودعه يجرّب بنفسه ما يخطر بباله، شجعه على أن يثق بإمكاناته وقدراته، اتركه يحاول حلّ مشكلاته بنفسه،يتسع دائرة علاقاته مع الغرباء وخاصة في المدرسة، تشخيص وعلاج المشكلات السلوكية كالأنانية والعدوانية والحسد والكراهية والحقد.
اللعب التخيلي
يعتبر اللعب التخيلي من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه، فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق، كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء؛ يقول الدكتور ياسر نصر "الأنشطة التخيلية تساهم في توسيع الخيال عند الأطفال، ويمكن ذلك من خلال العديد من الأنشطة التعليمية والتدريبية".
ملاحظة مهمة: ينقل لنا الشيخ عبد الحميد البلالي في كتابه (فنون في تربية الأبناء) حديثاً عن دكتور أمريكي في علم النفس، يقول: ألعاب التلفزيون تسهم إلى حد كبير في غرس آثار نفسية عميقة سيئة، وتعوق الخبرة الواقعية وتزيد من أوهام الطفل بالإضافة إلى غرس مفاهيم مغلوطة مما ينتج عنها أطفال ذوو شخصيات مهزوزة اتكالية عنيفة، غير مقنعة، غير متذوقة للجمال، غير منسجمة مع الواقع، وكلما كانت اللعبة تحتاج إلى مجهود عضلي وذهني من الطفل كانت مفيدة له في غرس هذه الخبرات الواقعية. انتهى كلامه.
شمعة : من الأنانية أن نلزم أبناءنا بإنجاز ما عجزنا نحن عن إنجازه.
لا تنسيا بأن تلعبا مع أطفالكما
عن جابر (رضي الله عنه) قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يمشي على أربع، وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول "نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما ". الطبراني في المعجم الكبير.
ومن اللعب المداعبة والأنشطة الترفيهية
عن عقبة بن الحارث قال رأيت أبا بكر (رضي الله عنه) يحمل الحسن بن علي ويقول (بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي) وعلي معه يبتسم.
عن أبي إسحاق قال كان العباس يرقص ( قثم ) يقول : يا قثم يا قثم ... يا ذا الأنف الأشم... يا شبه ذي الكرم.
هذه الأنشطة والهوايات تعتبر خير استثمار لوقت الفراغ لدى الطفل، ويعتبر استثمار وقت الفراغ من الأسباب الهامة التي تؤثر على تطورات ونمو الشخصية، ووقت الفراغ في المجتمعات المتقدمة لا يعتبر فقط وقتاً للترويح والاستجمام واستعادة القوى، ولكنه أيضاً، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر فترة من الوقت يمكن في غضونها تطوير وتنمية الشخصية بصورة متزنة وشاملة .ويرى الكثير من رجال التربية، ضرورة الاهتمام بتشكيل أنشطة وقت الفراغ بصورة تسهم في اكتساب الفرد الخبرات السارة الإيجابية، وفي نفس الوقت ، يساعد على نمو شخصيته، وتكسبه العديد من الفوائد الخلقية والصحية والبدنية والفنية.
عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال : كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يدخل علينا، ولي أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نُغَرٌ يلعب به فمات، فدخل عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم فرآه حزيناً فقال : "ما شأنه؟" قالوا : مات نغره فقال : "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟". يقول ابن حجر: "وفيه جواز الممازحة وتكرير المزح وأنها إباحة سنة لا رخصة وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائزة؛ والنغير : طائر صغير ".
وعن عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) أنه قال: "ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي"، أي في الأنس والبشر وسهولة الخلق والمداعبة مع أولاده .
توصية: يقول د. علي الحمادي؛ اجعل من لعب الأطفال منطلقا نحو تخطيط مستقبلهم، وتحقيق أمنياتهم، فقد تحفز الألعاب الأطفال للاستعداد للمستقبل، وتجعلهم يحلمون به ويسعون لتحقيقه.
التربية بالتجربة
يقول محمد سويد: "إن تدريب الطفل يكسبه معرفة وعلماً، فعندما يبدأ بالنمو ويبتدئ بتشغيل يديه في عمل من الأعمال فإن ذلك يثير في عقله اليقظة؛ فيشاهد أمامه كيف يدرب حواسه ويعيد هو بنفسه ذلك العمل، وهكذا يتقن العمل، ويتطلع إلى إجادة العمل خطوة خطوة".
عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مر بغلام يسلخ شاة وما يحسن، فقال له رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : (تنح حتى أريك) فأدخل يده بين الجلد والدم فدحس بها حتى دخلت إلى الإبط، ثم مضى فصلى للناس ولم يتوضأ ". رواه أبو داود.
ومن أساليب التربية بالتجربة
-التدريب على اتخاذ القرار؛ كأن يعمد الأب إلى وضع الابن في مواضع التنفيذ، وفي المواقف المحرجة، التي تحتاج إلى حسم الأمر، والمبادرة في اتخاذ القرار، وتحفل ما يترتب عليه، فإن أصاب شجعه وشد على يده، وإن أخطأ قومه وسدده بلطف؛ فهذا مما يعوده على مواجهة الحياة، والتعامل مع المواقف المحرجة.
-تعويد الولد على القيام ببعض المسئوليات؛ كالإشراف على الأسرة في حالة غياب ولي الأمر، وكتعويده على الصرف، والاستقلالية المالية، وذلك بمنحه مصروفا ماليا كل شهر أو أسبوع؛ ليقوم بالصرف منه على نفسه وبيته.
-تعويدهم على الخشونة والرجولة، والجد والاجتهاد، وتجنيبهم الكسل والبطالة والراحة والدعة.
وفائدته : غرس القيم والمعتقدات، تعليم الاستنباط والاستنتاج مع ترسيخ القيم التربوية، تقليل الوقت والجهد المبذول، تزيد الخبرة والممارسة العملية، تزيد من الفهم والتعلم، تزيد من نسبة الصواب وتقلل من نسبة الخطأ، يرسخ في الذاكرة، ومن الصعب نسيانه، تزيد من مهارات التدريب، التجربة من أحسن وسائل التعليم، حيث التطبيق العملي للأقوال.
عن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار (من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم) قالت فكنا نصومه بعد ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. متفق عليه.
تنويه: اعلم أيها الأب الحبيب : إن من يضع الحواجز بينه وبين أولاده لا ينتظر إلا الجفاء والكراهية عندما يكبرون.. فلا تنتظر أن يصارحوك أو يحادثوك أو يصاحبوك.. فأنت قد وضعت الحواجز منذ زمن.. ولا تنس أن من زرع شيئاً حصده.
شمعة: إتاحة الفرصة للصغار كي يعبروا عن أنفسهم تعد أفضل وسيلة لمساعدتهم على اكتشاف ذواتهم، وكلما اشتد تكتم الطفل وحجبه لأخباره عن أهله كان دليلا على ضعف الثقة بينه وبينهم.
التربية عن طريق التعويد والتلقين
يقول محمد قطب: "والإسلام يستخدم العادة وسيلة من وسائل التربية، فيحول الخير كله إلى عادة، تقوم بها النفس بغير جهد، وبغير كد، وبغير مقاومة" ويضيف "وفي الوقت ذاته يحول دون الآلية الجامدة في الأداء، بالتذكير الدائم بالهدف المقصود من العادة، والربط الحي بين القلب البشري وبين الله، ربطا تسري فيه الإشاعة المنيرة إلى القلب، فلا ترين عليه الظلمات" ويقول أيضا : "والقدوة الصالحة من أعظم المعينات على تكوين العادات الطيبة، حتى إنها لتيسر معظم الجهد في كثير من الحالات، ذلك أن الطفل يحب المحاكاة من تلقاء نفسه".
ويقول الدكتور زياد العاني: "والتربية بالعادة هي توظيف طاقات الإنسان وقدراته وجهده في جوانب الخير، وتحويلها إلى عادة سهلة ميسرة مستمرة؛ لأن في كل نفس استعداداً للتعود على الخير أو الشر".
إن تهيئة الأسباب للطفل حتى يفعل الخير ويطيع أوامر الله تعالى، يساعده على البر والطاعة وينشط للاستجابة والعمل، وهذه الأسباب تستدعي من الطفل أن يسير سيراً محموداً في حياته.
ومعنى هذا؛ أن الآباء والأمهات لا بد أن يحرصوا أن يعودوا أولادهم على الخير بتكرار عمل الخير حتى يألفوا فعله فيكون عادة لهم؛ وهذا التعويد يصلح في الشر كما يصلح في الخير، والأسلوب الأمثل في التعويد ما كان بأداء الفعل لا بتكرار الحديث، أ.محمد حسين في العشرة الطيبة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( رحم الله والداً أعان ولده على بره). الألباني (السلسلة الضعيفة).
وعن أبي هريرة، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : إن فلانا يصلي بالليل، فإذا أصبح سرق قال: ( إنه سينهاه ما تقول ). مسند ابن حنبل.
وفائدتها: تحويل السلوك المرغوب إلى عادة، بيان أهمية التكرار والمتابعة، التأكيد على العمل الصحيح وتجنب العمل السيئ، التحلي بالصفات الجيدة والتخلي عن الصفات الذميمة، ألفة عمل المعروف والخير، ينشط مهارات التدريب على العمل.
عن يونس بن ميسرة قال سمعت معاوية يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (الخير عادة والشر لجاجة من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) ابن حبان.
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال؛ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "أعينوا أولادكم على البر، من شاء استخرج العقوق لولده". رواه الطبراني في المعجم الأوسط. وعن ابن مسعود (رضي الله عنه) : (حافظوا على أولادكم في الصلاة، وعلموهم الخير، فإنما الخير عادة).
ومن أساليب التربية بالعادة :
1-استخدم مبدأ التكرار؛ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين). رواه أبو داود؛ فلا بد من الصبر ولا بد من التكرار، لأن التعويد لا يتم بسهوله ولا يكفي أن نقول مرة أو حتى عدة مرات، بل التكرار مرات عديدة وعديدة.. من غير يأس وقنوط.
2-التوجيه المباشر؛ هو الطلب الصريح من الطفل القيام بعمل مباشرة وجهاً لوجه، كأن يكون الفعل عمل حسن، أو لتعديل سلوك خاطئ، عن عمر بن أبي سلمى (رضي الله عنه)، قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يا غلام سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك" فما زالت تلك طعمتي بعد). رواه البخاري.
3-التوجيه غير المباشر أو التعريض؛ وهو دفع الطفل لعمل ما، أو لتجنبه، دون التصريح به، وحتى نزرع فعل الخير في قلب الطفل، نبدأ بالترغيب أولاً حتى يتعلق بالله تعالى، ولا بأس بالترهيب ولكن من طريق غير مباشر.
4-التعويد على المشاركة؛ من الأساليب المهمة في التربية بالعادة، هو استخدام مبدأ المشاركة، في الطعام والملابس ؛ الأولاد بعضهم مع البعض، أو الوالدين مع أبنائهما؛ يقول الدكتور محمد الثويني، وقد سألني أحدهم قائلا "هل يصح أن يتبادل الأب وابنه الملابس؟" فقلت له : إن هذا الأمر من أجمل ما يصنع لأنه يعبر عن المشاركة بين الأب وابنه، فالتعويد على المشاركة هو الطريق الأمثل لبناء جسور المحبة والمودة بين أفراد الأسرة سواء بين الآباء والأبناء، أو بين الأبناء أنفسهم. (الأسرار التسعة في تربية الأبناء)
شمعة : أنماط التربية تميل للاستمرارية، ولهذا فإن تربية الأبناء هي في الوقت نفسه تربية للأحفاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق