إعداد: الشيخ فائق نامق
تعرفت على احد المصريين الذي كان يسكن في مصيف صلاح الدين التابع لمدينة اربيل حيث كنت اعمل حين كنت في السلك الوظيفي؛ يدعى الحاج أحمد، كان يعمل في اللمؤسسات الحكومية التابعة للمصايف والسياحة، حصل التعارف في جامع الحاج (ابراهيم عطار باشي) وكان لي مع الرجل ذكريات جميلة....
فعندما كان يحضر لصلاة الجمعة ايام الشتاء كان يضع البخور ذو الرائحة الزكية على النار حتى يجعل الحرم طيب الرائحة، كان لهذا الاخ المصري سمت الصالحين؛ فمن يراه من الناس يعرف فيه علامات الايمان والتقوى، فهو صاحب وجه نوراني، وله بهاء في طلعته.
علاقتي به ازدادت قوة وأصبحنا نتزاور عائليا لأنها مبنية على الاخوة الإيمانية كان الاخ الحاج احمد يذهب في زيارات دورية الى مصر صحبة عائلته بين فترة وأخرى لزيارة اهله وأقرباءه، وفي احدى سفراته اتصل بي من ليودعني وقال انه سيسافر الى القاهرة ومن هناك سيتوجه هو وعائلته الى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وكنت قد علمت في تلك الفترة ان مجلة الدعوة صدرت في مصر وهي المجلة الناطقة باسم جماعة الاخوان المسلمين في السبعينات من القرن الماضي والتي كان يديرها ويشرف عليها الاستاذ عمر التلمساني ورئيس تحريرها الاستاذ صالح عشماوي يرحمهما الله تعالى؛ فتمنيت ان احصل على نسخة من هذه المجلة التي لاتصل للعراق آنذاك.
وبعد أدائه فريضة الحج عاد الى مصيف صلاح الدين جالبا معه نسخة من مجلة الدعوة؛ وحدثني عن ما عاناه في مطار بغداد بسبب المجلة التي كانت معه حيث حجز الامن قسما منها.
وبعد قراءتي للعدد الذي يحمل الرقم (398) غره جمادي الثانية 1398-مايو 1978 لازلت احتفظ به الى اليوم حيث مضى عليه 34 سنة؛ المجلة رائعة حقا اسم على مسمى، الدعوة ففيها روح الدعوة الوسطية، وهذا هو سبيل وطريق كل انسان يريد ان يدعو الى الله بالأسلوب والطريق الذي امرنا الله به، الوسطية والاعتدال، اتذكر أن الكثير من الاخوة استعاروها وقرؤوها في الموصل وكركوك واربيل لأنها تمثل حقيقة الدعوة الاخوانية.
تأتي هذه الخاطرة في إطار ذكريات الدعوة التي لا تنسى، ويتوارد الى ذهني الآن عندما صدر قانون الاحزاب في العراق ايام حكومة عبد الكريم قاسم عام 1960 حيث حصل الاخوان المسلمون على الاجازة باسم (الحزب الاسلامي العراقي) فذهبت اسأل اساتذتنا في بغداد لماذا لم يتم تسمية الحزب باسم الاخوان المسلمين؟! فأجابوني لأن قانون لاجازه الاحزاب وليس الجمعيات ولو كانت باسم الجمعيات لقدمنا الطلب باسم (جماعة الاخوان المسلمون).
فكلفت بتوزيع منهاج الحزب الاسلامي والنشرات الخاصة به وكان عمري آنذاك 17 سنة فكنت سعيدا جدا بهذا الحدث المبارك وهذه الخطوة المباركة التي اقدم عليها اخوان العراق، وتم فتح مقرات للحزب في مدن كثيرة من العراق وانتمى اليها جموع كبيرة من ذوي النفوس الطيبة.
مجلة الدعوة تحمل في صفحاتها اخبار ومعلومات كثيرة والاقلام التي كتبت فيها كثيرة، وهذه صدقة جارية لهم عبر الايام والسنين، ووثائق رسمية، ومعلومات قيمة، وأخبار ضرورية يجب ان يعرف عنها دعاة الاسلام لأنها امور تهمهم في ميدان السياسة والعمل الدعوي.
الاساتذة الذين كتبوا في المجلة ولهم فيها مواضيع:
1-مصطفى مشهور
2-عمر التلمساني
3-صلاح شادي
4-سيد قطب
5-يوسف القرضاوي
6-حسين طنطاوي
7-يوسف كمال
8-فتحي يكن
9-صالح عشماوي
10-الشاعر محمد غنيم
11-محمد متولي الشعراوي
12-عاطف احمد امان
13-حسنين مخلوف
14-عبد الحليم محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق