إسماعيل رفندي
أكثر الدراسات والتحليلات متفقة أنه اذا زادت نسبة التوتر والقلق والخوف أصبحت مرضا نفسيا، ولابد من المتابعة والمعالجة، وإلا أصبحت عائقا في طريق الشخص نحو الاطمئنان والسعادة.
اذا هناك نسبة لدى كل إنسان من الخوف والقلق، ومن الممكن ان نستفيد منها بصورة ايجابية مثل الحذر واليقظة والمتابعة وتحمل الانتظار... الخ
ولكن ما أصبح ظاهرة سلبية وحالة مرضية هي، زيادة نسبة الخوف والاستسلام لهواجس القلق بصورة مخيفة وملفتة للملاحظة.
ومن المهم لنا في هذا المقال ان نؤكد على أسباب انتشار الحالة ، أو لماذا أصبح القلق في المرتبة الأولى على مستوى العالم من مجموعة الحالات والأمراض النفسية؟.
نستطيع القول إن أكثر مجالات الحياة مؤثرة في حالة القلق أو مصدر من مصادرها، وهذا هو السبب الرئيسي لكثرة انتشار القلق، ولنأخذ المسألة بشكل مفصل ونطَّلع على البنية الأساسية لمرض القلق:
1- القلق بالمفهوم العلمي :
كما أكد عليه الدكتور حسان مالح :( وتتفاوت الفرضيات العضوية في تأكيدها على منطقة معينة في الدماغ من حيث زيادة نشاطها او وجود في احدى الخمائر المسؤولة عن النواقل الدماغية العصبية وعلاقة ذلك بنشوء القلق)، ويقول:( وتلعب العوامل الاجتماعية العامة والتربوية دورها في ازدياد الشعور بالمخاطر وعدم الأمان .. إضافة الى قيم التنافس الشديد والتربية القاسية الشديدة والحرمان في المرحلة الطفولية، وكل ذلك يمكن ان يزيد في حساسية الجهاز العصبي والنفسي بشكل عام).
ونقول: ان نسبة التأثير الدماغي او الجملة العصبية متفاوتة من حالة إلى أخرى، ويبقى القياس مرهونا بشدة المرض.
2- أرضية القلق عند الشخصية
هناك أشخاص عندهم الأرضية الصالحة لنمو بذور القلق، لذا اذا أصاب الشخص نوعا من المخاوف بنسبة عالية اصيب بحالة القلق، واسباب ذلك تأتي في العملية الوراثية او التربية المشوهة او الدلال الزائد او ضعف كامن في الشخصية.
3- القلق والحياة الاجتماعية:
وهو الخوف الحاد الذي يصاحب المريض عندما يقع لموقف اجتماعي معين مثل إلقاء كلمة، او التحدث امام مجموعة، او التعارف مع الخباء ، او متابعة أعماله الخاصة في دوائر الحكومة او التعامل مع الجنس الآخر، حيث يشعر بالقلق الشديد مع سرعة ضربات القلب ومع التعرق والرهبة ورعشة في الايدي ...
4- القلق والحالة المادية والاقتصادية :
تأثير الحالة المادية يأتي ضمن مواقف متعددة مثل أرضية القلق كما اشرنا اليه، وضعف الحالة المادية باستمرار، مع فقدان القناعة او التصرف السلبي مع المال وضمن الازمات والخسائر المالية والتجارية.
5- القلق والذاتية السلبية :
أكد أكثر علماء النفس وخبراء التنمية على ان الحالات النفسية تبدأ بالذاتية السلبية، وخصوصا الحوار الذاتي السلبي او المحادثة الذاتية السلبية، اى فقدان التحفيز الذاتي والشعور بالأحاسيس المضرة في مجالات العمل والتعامل والتعايش وأداء ادوار الحياة.
6- القلق المصاحب للأمراض النفسية والجسدية :
أكثر الأمراض النفسية المستعصية او المزمنة تسبب القلق، خاصة لمن ليس عنده مقاومة ذاتية او ايمان قوي او تربية كافية، أيضا هناك أنواع من القلق تصاحب الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري والاكتئاب.
* اذا كما قلنا ان لحالات القلق ارتباطا وعلاقة مع جميع مجالات الحياة مع اختلاف الدرجة ونسبة التأثير السلبي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق