الموصل – سهى عودة
تعد البدانة، التي هي أكثر أشكال زيادة الوزن خطراً وضرراً على الصحة، إحدى آفات العصر ونتائج التحضر السيئة فيه، ورغم أن العامل الوراثي يلعب دوراً مهما في إحداث البدانة، ولكن أغلب حالات البدانة أو زيادة الوزن تنتج من عوامل محيطية يتعلق أغلبها بالممارسات غير السوية،
وخاصة منها المتعلقة بالممارسات الغذائية التي نشأت في معظم دول العالم، ومنها دول منطقتنا التي باتت نسبة البدانة بين سكانها نسبة كبيرة تنذر بالخطر، إذ تشير منظمة الصحة العالمية الى ان منطقتنا هي الاكثر سمنة في العالم، حيث وصلت نسبة السمنة إلى 50% من عدد السكان، وتصل هذه النسبة الى 80% في بعض دول الخليج العربي!! ففي عام 2004م أظهرت دراسة طبية واسعة أجريت على مستوى المملكة العربية السعودية أجريت بمشاركة بين وزارة الصحة ومستشفى الملكــ فيصل التخصصي؛ أظهرت النتائج الأولية أن نسبة البدانة وزيادة الوزن كانت 66% بين النساء و58% بين الرجال!، أما بالنسبة للعراق فحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية لسنة 2010 فقد أشارت إلى ارتفاع نسبة السمنة في العراق للذكور وصل إلى 8.3% مقارنة بـ19.1% للإناث.
وقد لعب تغير نمط الحياة الاستهلاكي وانتشار ظاهرة ما يعرف بمطاعم الوجبات السريعة التي تمتلئ وجباتها بالمواد الدهنية، والمشروبات الغازية المليئة بالسكريات، إضافة للخمول وانعدام الممارسة للأنشطة البدنية المختلفة، وازدياد دور الدعاية والإعلان غير الموجه، والذي يروج لهذه الأنماط السلوكية الغذائية غير السوية، دوراً أساسياً في نشوء هذه الظاهرة التي يمكن الجزم بكل تأكيد أنها خطرة، للمضاعفات العديدة التي يمكن أن تنشأ عنها.
وفي زمن العولمة الثقافية حيث باتت المعلومات متاحة لمعظم الناس ازداد الوعي المجتمعي بمضار السمنة وتأثيرها على الصحة العامة؛ إلى جانب المظهر العام، حيث اصبح الجسد النحيف هو المعيار العالمي للجمال، من أجل ذلك كله لوحظ تزايد الإقبال على استخدام المواد المنحفة والمواد الكيماوية واتّباع مختلف الحميات الغذائية في العراق، ومن تضعف به الارداة وتختل عنده العزيمة يلجأ إلى إجراء العمليات الجراحية وشفط الدهون، في هذا التحقيق أحاول رصد الظاهرة في ثاني أكبر مدن العراق (نينوى)، حيث تشهد مراكز الرشاقة إقبالا شديدا من قبل الرجال والنساء.
مسببات السمنة:
كان لابد لهذا التحقيق أن يقف على الاسباب التي تتسبب في زيادة الوزن والسمنة، وفي مستشفى (البتول) للولادة والأطفال التقيت الدكتورة (لمى) وهي طبيبة مختصة تعمل في طب الأسرة حيث قالت:
"الاحتياج العام للإنسان العادي من السعرات الحرارية يقدر بـ 2500 سعرة حرارية، وللإنسان الذي يبذل جهدا عضليا يكون مابين 2500-3500 سعرة، ومايزيد عن هذا الحد يخزنه الجسم على شكل شحوم، هذه الشحوم تحرر عندما يحتاج الجسم للطاقة وتكون غير متوفرة ليأخذها الجسم ويستخدمها في انشطته الحيوية، وهذه الطريقة هي المثلى للتوازن الغذائي، والحمية الغذائية لاتعني قطع إحدى الوجبات الغذائية أو كما يفعل البعض قطع وجبة العشاء أو عدم تناول وجبة الإفطار؛ فهذا الأمر له سلبياته الكبيرة، فالجسم يحتاج للمعادن والأملاح بشكل يومي فإذا لم يجدها الجسم سوف يحدث خلل داخله، حتى عندما ممارسة الجسم لحمية معينة فأنه سيمتنع عن أخذ غذاء محدد، لذلك يتم التعويض بتناول الـ(multi vitamin) عندها ستكون الحمية متوازنة وصحيحة؛ والطاقة المخزونة تحرر عند ممارسة الجسم للحمية على شكل شحوم، وهذا هو السبب الرئيس والمهم في إنزال الوزن.
وأضافت قائلة: "يمكن منع السمنة او التحكم بها بمزاوجة الحمية بالتمارين الرياضية، وعند النساء الحمية أقسى منها عند الرجال لان الرجل في مجتمعنا يكون دائم الحركة أكثر من المرأة التي تقضي ساعات طويلة في البيت ملتزمة فقط بالعمل المنزلي! والعمل المنزلي لايكفي أبدا لحرق كل السعرات التي تدخل الجسم بحكم قلة النشاط والجلوس الطويل الذي يؤدي إلى اكتنازات تختزن في مناطق رخوة من الجسم مشكلة الترهلات".
وتشير الدكتورة لمى إلى أن "هناك كثيرا من الأدوية التي تسبب السمنة منها؛ الكورتيزون، والأدوية التي توصف لمرضى الحساسية، وأحيانا الخلل بالهورمونات عند الأشخاص أيضا يسبب السمنة خاصة هورمونات (HDR) أو الشحوم الثلاثية، كذلك الخلل بالهورمون الأنثوي عند الرجل هو من مسببات ترهل منطقة الصدر وبروزه وهذا كله بالإمكان حله بعد أن يشخص المريض من قبل الطبيب.
دوافع اللجوء الى قاعات الرشاقة
في ضوء المعطيات التي تتحدث عن ازدياد السمنة في المجتمع؛ وانتشار الوعي بمخاطرها تشهد مراكز الرشاقة إقبالا شديدا، لذلك كانت محطتنا التالية مع صاحب مركز (الأسطورة) للشباب في منطقة المجموعة الثقافية في مدينة الموصل، وهو السيد (جاسم محمد) وهو مدرب رياضي ورئيس اتحاد الكونفو، حيث سألته في البداية عن الفرق بين الرشاقة واللياقة البدنية؛ فقال:
"اللياقة الجسمانية تختلف عن الرشاقة؛ فاللياقة عبارة عن الموازنة بين المطاولة التنفسية والمطاولة الحركية ووزن الجسم، وهذا ما يعمل ويداوم عليه المشاهير والفنانون، أما الرشاقة فهي بناء كتلة عضلية للجسم مع مطاولة تنفسية وحركية، أما بناء الجسم فهو بناء كتلة بدون مطاولة تنفسية وحركية ومرونة" مضيفا "في العراق يوجد قاعات للرشاقة وقاعات لبناء الأجسام وقاعات اللياقة البدنية، والأخيرة لاوجود لها أو يندر وجودها، أما الإقبال العام والأكثر للشباب فهو لقاعات بناء الأجسام".
ويشير السيد جاسم إلى أن "الناس باتت تدرك فائدة تنزيل الوزن خلال السنوات الأخيرة فبدأت تحارب السمنة، والسبب الذي يقف وراء ذلك ربما وسائل الأعلام التي لها دور غير مباشر مثل المسلسلات والأفلام والأغاني التي تبرز أشكال أجسام الفنانين، وربما إعلانات الأجهزة الرياضية تلعب دورا مهما، كذلك الملابس ونوعيتها وأحجامها التي غالبا ما تتراوح بين المتوسط والصغير والتي تحتاج إلى أجسام منحوتة ومرتبة".
رأي الشارع:
لعل أكثر رأي اجمع عليه من التقيتهم من الاشخاص الذين يرتاد بعضهم الصالات ويعمل البعض الاخر فيها لمعرفة رأيهم بالموضع هو أن ما يدفع المرأة للمشاركة في مراكز الرشاقة والتنحيف اهتمامها بالمظهر والجمال؛ علما أن عدد المراكز الخاصة بالنساء لا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة فقط والقائمين عليها لا يتمتعون بالكفاءة والخبرة الكافية.
-السيدة شذى تجاوزت الأربعين وهي معلمة وأم لثلاث أطفال ترتاد أحد مراكز الرشاقة النسائية تقول:
لطالما أحببت الاهتمام بشكلي وصحتي لذلك لجأت لمثل هذا المكان وقد وجدت فيه مكانا جيدا إلا انه يحتاج إلى موقع اكبر مساحة لاستيعاب العدد المتزايد من النسوة المشتركات.
-منى (مدربة) تعمل في المركز قالت:
المركز فيه العديد من المشتركات مابين ربات البيوت والمثقفات والخريجات والموظفات؛ وأغلبهن يرغبن بإنزال الوزن والترشيق والصحة، إلا أن هذا لايعني وجود بعض النسوة ممن يجئن إلى هنا بدافع الخروج من المنزل فقط أو المباهاة أمام الجيران والأقارب والصديقات، لكن ولله الحمد نسبتهن قليلة جدا والأغلب هنا حصلن على نتائج مرضية بعد التزامهن بالريجيم والرياضة.
-حدثني الشاب عمر وهو في منتصف الثلاثينيات عن تجربته الشخصية في مركز الرشاقة قائلا:
فكرت أن أقلل من وزني خاصة بعد الزيادة المطردة فيه ما أدى إلى بروز منطقة البطن (الكرش) لدي وهذا ما أزعجني ودفعني للذهاب إلى صالة الرياضة وقد أحسست بالتعب في بداية الأمر لكني وبمساعدة المدرب وباتباعي لحمية معينة حصلت على النتيجة التي أريد وأنا الآن مقبل على مرحلة بناء الجسم بعيدا عن أي أدوية أو مواد غير طبيعية.
-محمود أيضا شاب بعمر الخامسة والعشرين صادفته في إحدى المحلات المتخصصة بالملابس الرجالية تكلم عن تجربته في انقاص الوزن بالاعتماد على الرجيم فقط قائلا:
وصل وزني إلى مئة وعشرين كيلو غراما! لكن مادفعني وحفزني للتقليل من وزني كان الملابس الموجودة في الأسواق والمحلات التجارية التي تحولت كلها فجأة إلى المقاييس الصغيرة، فبت ممنوعا من لبس الموديلات التي أرغب بها فهي غالبا ماتكون أحجامها صغيرة جدا ولاتناسب حجمي الذي بات يشبه حجم الفيل، خاصة أنني طويل القامة فبت مصدرا للضحك أمام أصدقائي لذلك قررت أن أنقص من وزني فقمت بتقليل وجبات الطعام وأنواعها وهاأنا خلال شهرين خسرت مايقارب 25 كيلوغراما؛ لكني لم أفكر بزيارة مراكز الرشاقة واللياقة البدنية بصراحة لأني أعتقد أن أنزال الوزن والمحافظة على القوام يعتمد أولا وآخرا على ماذا يتناول الإنسان وكم يتناول ومتى.
عوائق تمنع النساء من قاعات الرشاقة
ماتزال نظرة الرجل الضيقة للمرأة أو نظرتها لنفسها في مجتمع مليء بالعادات والتقاليد والأعراف التي تشكل القانون الأساسي الناظم لحياة الناس، وقد تكون السبب الذي يمنع المرأة من الوصول لمثل هذه المراكز، وهذا ماحدث مع (معزز) وهي سيدة في الأربعين من عمرها متزوجة وأم لسبعة أولاد؛ إذ تقول:
ما استفزني لإنزال وزني بعد أن وصل إلى 140كغم! هو الشرطي الذي كان يقف في سيطرة عند مدخل المنطقة التي أقطنها بعد أن قال بحقي كلاما بذيئا منتقدا وبشدة شكل جسمي الممتلئ بالشحوم، فقمت بعدها باتباع حمية غذائية خلال سنة بحيث وصل وزني إلى 75 كغم وأنا الآن مستمرة بالرياضة والريجيم بعد أن عاد وزني للارتفاع ليصل 83كغم لكني بعد أيام سأغادر هذا المركز وبلا عودة لأن أولادي الشباب منعوني من تجديد الاشتراك على اعتبار أن شهرا واحدا كافٍ جدا للخروج من البيت!.
على العكس من معزز قصة أم عبد الرحمن وهي شابة متزوجة وأم لطفلين حيث تقول:
معرفتي بهذا المكان جاء عن طريق (سلفتي) حيث كانت تفكر باللجوء اليه وإنزال وزنها وأنا أتيت قبلها خاصة بعد أن وجدت أن شكلي غير متناسق مع شكل زوجي الرشيق القوام؛ وزوجي لم يمانع قدومي لهذا المركز لذلك أتيت وها أنا احصد ثمار الرياضة حيث وجدت أن مقاييسي تغيرت وكذلك وزني .
أم مريم شابة وأم في الثامنة والعشرين من عمرها تقول إنها كانت متخوفة من اللجوء لمثل هذه المراكز بالرغم من أن زوجها طلب منها ذلك عدة مرات إذ قالت لي:
تخوفت من أن تكون هذه المراكز هي أماكن لجذب النساء ثم قتلهن! وتخوفت أيضا من انه قد يكون هناك كاميرات أو تصوير! وزوجي هو من طلب مني الاشتراك في هذا المركز والمداومة عليه بشرط أن يقوم بإيصالي هو إلى المكان.
ارتفاع الأسعار في المراكز النسائية
وبالعودة إلى الرياضي الموصلي السيد (جاسم) سألته عن اسعار الاشتراك في مراكز الرشاقة وهل هي مناسبة للوضع الاقتصادي لمدينة الموصل؟.
فاجاب: يصل أعداد الشباب المشتركين في المركز خلال الشهر الواحد إلى (100) مشترك وتتراوح أسعار الاشتراك للفرد 25000 دينار، وبالإمكان تخفيض هذا السعر عند تجديد الاشتراك، أما بالنسبة للمراكز النسائية فالأسعار تكون خمسة أو أربعة أضعاف هذا السعر بسبب قلة القاعات النسائية، أو ربما إيمانا بالفلسفة الشعبية التي تقول (كل شيء غالي فهو جيد).
وتتفق بذلك معه الست ابتسام وهي صاحبة مركز عشتار للرشاقة النسائية في الحي الزراعي إذ تقول:
الأسعار وبرغم اعتبارها مرتفعة مقارنة مع أسعار الاشتراك في القاعات الشبابية لان عدد المشتركات قليل لايصل لنصف ماتجذبه قاعات الرشاقة الرجالية، ومركزنا بحاجة لدفع الفواتير من إيجار إلكهرباء وخدمات كما نتماشى مع المقولة التي تقول (كل غالي رخيص) لأن النساء عندما يعرفن أن مبلغ الاشتراك هو شيء رمزي فأن الصورة التي ستؤخذ عن المركز أنه لربما لايلبي الطموح.
ومبلغ المئة دولار لاأراه مبلغا كبيرا للمشتركة فهو يوازي الأسعار الموجودة والمعمول بها في مراكز منطقة إقليم كردستان والعاصمة بغداد، خاصة أننا قمنا باختيار موقع في أكثر مناطق المدينة، وسبب اختيارنا للموقع جاء على اعتبار أنه مشروع جديد من نوعه في المدينة وهناك محاذير كثيرة، لذلك كان لابد أن يكون الموقع في مثل هكذا منطقة وعلى شارع رئيسي، ومع ذلك فالجذب لم يكن لنساء الطبقات الغنية فقط، فمشتركات المركز هم من جميع المناطق في المدينة حتى الشعبية منها وهذا مايفرحني.
القاعات الموجودة ليست تخصصية
يشير المدرب الرياضي (جاسم) إلى مسألة مهمة تتعلق بالمراكز النسائية المتوفرة في المدينة فهي من وجهة نظره "ليست تخصصية وتعتمد على الطابع التجاري مع أن الربح ليس ممنوعا وهو أمر مشروع، لكن المفروض ان يكون الهدف الوصول للربح مع الخدمة العامة، وأنا برأيي أن العنصر الأهم هو الرقابة، ونحن بدورنا قمنا بتقديم مشروع للصحة وللأولمبية وحتى للداخلية لمراقبة هذه المراكز، فأنا كنت صاحب مركز رياضي للرشاقة النسائية مابين عامي 2007 و2008 أي مع تأزم الظروف في تلك الفترة بمدينة الموصل، وخاصة أن هذا المركز كان يعتبر فريدا من نوعه في المدينة، فقد شهد إقبالا يعتبر لابأس به وجيدا حيث وصل عدد المشتركات إلى ثلاثة وأربعون مشتركة سبع حالات منها كانت تعتبر بدينة جدا وقد تمكن من انزال اوزانهن الى الوزن المثالي؛ بالإضافة إلى أننا كنا نمارس التأهيل والعلاج الطبيعي الفيزيائي للمرضى وخاصة مرضى الجلطة وهذا كان السبب الأكبر المشجع لفتح هذا المركز .
السيدة ابتسام تشير إلى أنه؛ فتح مثل هذه المراكز النسائية ضروري عكس ما يراه بعض الناس فهم يرون أن الرياضة أو الرشاقة هي أمور كمالية، وهذا غير صحيح، فالرياضة مهمة جدا لكل شخص رجلا او انثى؛ على الأقل هي تحسن من نفسية المرأة وتخفف عنها أعباء الحياة اليومية والمشاكل، وهذا ماحدث، فمركزنا جذب النساء من مختلف المناطق في المدينة.
وبدوري أنا قمت بالإطلاع على المراكز النسائية في إقليم كردستان فوجدتها ليست أفضل من مركزنا سوى أنهم يملكون مواقع أفضل، أما على مستوى الخدمة للمشتركات فهي بمستوى ما يقدمه مركزنا من خدمات، كما أننا يجب أن لاننسى الجهد الذي تبذله المدربات مع المشتركات فنحن نعوضهن أيام الغياب والعطل حتى تكمل المشتركة ثلاثين يوما وتتضمن هذه الأيام متابعة الريجيم ومتابعة الأوزان والقياسات للمشتركات.
مشاكل ومعوقات :
وفي الحديث عن المعوقات التي تواجه مراكز الرشاقة ومرتاديها قال ضيفي السيد (جاسم محمد) رئيس اتحاد الكونفو:
"أنا أتحدث كرياضي وليس فقط كصاحب مركز للرشاقة وبناء الأجسام؛ نحن الرياضيين في مدينة الموصل بحاجة لمواقع ومنشآت رياضية وهي مسؤولية مديرية الشباب والرياضة، ثم تأهيل كوادر من قبل اللجنة الاولمبية تشرف عليه وزارة الشباب مع اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية".
ويضيف "انا أحلم بجيل رياضي من الشباب والشابات ولطالما عملت على هذا الجانب ولكن في كل مرة أعود أجر أذيال الخيبة بسبب الرفض من قبل المسؤولين! فقد قدمت اقتراحا لوزارة التربية لاستغلال المدارس خلال العطلة الصيفية بعد أن حاولت التنسيق مع مديرية النشاط الرياضي في المدارس واللجنة الاولمبية لفتح دورات رياضية في العطلة الصيفية لنفس طلاب المدرسة في مدارسهم لغرض الحصول على قاعدة شبابية، فكان جواب التربية الرفض طبعا، إذ لايوجد أي تعاون بين مديرية الشباب أو الاولمبية مع مديرية التربية لأنه وببساطة لايوجد في الموصل مايسمى تعاون لأن الفقرة القانونية تعمل كحد السيف على رقاب موظفي الدوائر الحكومية في الموصل، أما بالنسبة للمركز الرياضي الذي أملكه فأنا لم أتلق أي دعم أو دعوة صادقة من قبل مديرية الشباب أو الاولمبية، كل ما هنالك أحيانا تأتي دائرة الصحة وتقوم بعمل كشف على المركز، وقد ذكرت لموظفي الصحة أكثر من مرة أنهم لادخل لهم بمثل هذه المراكز لأن هذه مسؤولية جهات أخرى".
هكذا أشفى غليله مدير مركز الاسطورة للرشاقة وبناء الاجسام؛ أما الست ابتسام فتحدثت عن صعوبات واجهتها من مرحلة تأسيس الصالة الرياضية ومركز الرشاقة حيث قالت:
"أول صعوبة واجهتها كانت على الصعيد الشخصي قبل فتح المركز؛ بدأت من البيت من أسرتي أنفسهم حيث ترددوا في بداية الأمر بسبب تخوفهم من فتح مثل هكذا مراكز، فالعادات والتقاليد تنظر بريبة لهذا الامر!!! لأنه وبصراحة هناك علامة استفهام موجودة دائما على صالونات الحلاقة النسائية، لذلك كانوا متخوفين من أن يكون هذا المركز شبيها للصالونات النسائية، فاعتمدت على نفسي في اختيار الموقع وتهيئة المكان والمعدات، والمشروع نجح والحمد لله وجذب الكثير من النساء وحقق هدفهن وهدفي، وهو الفائدة الصحية بالإضافة إلى التجارية".
وتضيف "أما على الصعيد العملي والفني فالصعوبات تمثلت بعدم وجود رياضيات حقيقيات يعملن كمدربات في المدينة فنحن لانعتبر أنفسنا نمتلك رياضة نسوية، فالمرأة الرياضية هي مبدعة ومهما كانت موهوبة فإنها بعد زواجها تتحجم قدراتها وتكتفي بالجلوس في منزلها وينصب كل اهتمامها على البيت والأطفال، ناهيك عن مشكلة عدم وجود طبيب أخصائي بالتغذية أو مايسمى بالطب الغذائي لذلك اضطررت إلى اللجوء إلى طبيب عام وذلك لوضع نظام غذائي ومتابعته باستمرار مع المشتركات، أضف لذلك أنني عندما بدأت المشروع قمت بمراجعة اللجنة الاولمبية ومديرية الشباب والرياضة إلا أنهم لم يقدموا لي أي مساعدة أو اهتمام وقالوا لي أن لا علاقة لهم بالأمر، ومازالت مشكلة الموقع والمنشآت الرياضية هي الأكبر بالنسبة لنا خاصة أن أعداد المشتركات في تزايد مستمر".
ختاما
لاشك ان اقبال الجمهور على مراكز الرشاقة مؤشر وعي مهم للغاية، لكنه يبقى دون مستوى وحجم المشكلة التي تشير الاحصاءات إلى أن نسبة السمنة في مجمعاتنا بلغت 50% من عدد السكان حسب احصاءات منظمة الصحة العالمية، وهذا يتطلب جهدا ضخما تشارك فيه الحكومة، ومنظمات المجتمع المدني ولا يقتصر على الجهود الفردية التي يقوم بها افراد لأهداف تجارية، لان هذه المشكلة تكلف ميزانية الدولة المليارات سنويا بسبب تفاقم المشاكل التي تتعلق بالرعاية الصحية وتراجع الانتاجية وتأثيرات ذلك على الاقتصاد.
بقيت مشكلة ملحقة بمشكلة السمنة وهي من افرازات هذه الظاهرة، الا وهي مشكلة لجوء المصابين بمرض السمنة الى الادوية المنحفة ومعظم مناشئها من الصين! وهذه الادوية لها وعليها ملاحظات، الى جانب العمليات الجراحية التي يتم خلالها شفط الدهون من الجسم عن طريق التدخل الجراحي، وهذا الموضوع سأحاول ان اتناوله كتحقيق مستقل في العدد القادم ان شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق