05‏/05‏/2014

لماذا سمي يوم (9/4) يوم سقوط بغداد .. ولم يسم بسقوط نظام حكم صدام البعثي..؟

هفال برواري 
عندما اجتاحت دول التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية العراق، كان الهدف الرئيسي تغيير نظام الحكم، لذلك لا يمكن أن يسمى ذلك: سقوط بغداد!.. ومن الغرابة أن يمرر هذا المصطلح، ويعمل به، دون معرفة تفسيره الحقيقي، وأبعاده الفكرية الخطيرة على مستقبل المنطقة، وعلى ذهنية الأجيال القادمة ونفسياتهم. ونحن لا ندرك المعركة الدائرة على ترسيخ المصطلحات، لكي يتم ترسيخها في ذهنية وعقل المتلقي، فالذي أطلق هذه الكلمة يعي ما يقول، لأنها تعيد إلى أذهان هذا الشعب الانهيار التام لكل مفاصل الدولة على يد (المغول)، ويعيده إلى المآسي التاريخية، وما ترتب عليها من تدمير البنية التحتية لعاصمة دولة الخلافة، والتي كانت تسمى حينها ببيت الحكمة، ومنارة العلم والثقافة. ولا أريد الدخول إلى تفاصيل هذا الحدث التاريخي المؤسف، وأسباب سقوط عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، ولكن يهمني هذا المصطلح، الذي تم طبخه من قبل صانعي القرار لمستقبل هذه المنطقة، وكان من الأجدر تسمية ذلك اليوم تسمية أخرى، كسقوط النظام البعثي، أو سقوط النظام الدكتاتوري الشوفيني، فهذا ملائم، وهو موجود في كل القواميس والمصطلحات السياسية، فبالإمكان إسقاط أي نظام يحكم شعبه بالقوة والقهر، عندما يكون قد ارتكب جرائم حرب، عن طريق مجلس الأمن الدولي. أما تسمية وتفسير الحدث بأنه إسقاط مدينة، أو دولة، فهو مصطلح مجحف حقيقة، لأن الدول أو المدن ليست ملكاً لفئة، أو حزب، أو جماعة معينة، بل هي ملك لشعب كامل، بكل مؤسساته وممتلكاته وثرواته، ولكن يراد من هذا المصطلح إعادة ترسيخه في ذهنية وعقلية هذا الشعب، والأمة قاطبة، وإدخاله إلى مربع البؤس والشؤم واليأس التاريخي، وإعادته إلى الوراء ثمانية قرون (زمن الآثار النفسية التي تركها سقوط بغداد على يد المغول) جراء ما حدث له بعد الهجمة التترية الشرسة ..
ويمكننا ملامسة الوضع وآثار هذا المصطلح على واقعنا، فبعد مرور 11 سنة من هذا السقوط نرى بصمات مخططي وواضعي هذا المصطلح، وكيف تم تفتيت البنية التحتية لدولة العراق، وتفتيت أواصر الارتباط بين مكونات هذا الشعب، وتحويله إلى أقاليم مافيوية، لا تسمن ولا تغني من جوع، بل كل منها يقوم بنهب ما تحويه المنطقة من ثروات لأجندتها الفئوية، وكل هذه المسروقات من حصة أمنها القومي والمذهبي، ويتم ذلك بالتنسيق مع شركات النفط بحصص لا يعلمها إلا الله، أو تهريبها بطرق شتى، وبيعها بأبخس الأموال لأهل الجيرة !(طبعا هذا البخس من الأموال يكفيهم إلى أبد الآبدين!!) والكعكة الكبيرة تعطيها هدية مجانية للعم سام، مقابل خدماتها المشكورة في استتباب الاستقرار والأمن الفئوي !! وإلا ....؟؟ . لذلك يقول العم سام مشكورا" ومهنئاً" بمناسبة هذه الذكرى...): وأقوم بتذكيركم بهذا المصطلح المتكرر كل عام، وأُهنيء الشعب العراقي بمزيد من السقوط إلى مستنقع العُقد التاريخية، أما (صدام) فقد كان بيدقا" على رقعة الشطرنج، فلا داعي لذكره ! وكلما كثر عندكم أمثال الخليفة المستعصم، وابن العلقمي - وزيرالمسعتصم في عهده، ووزير هولاكو عند سيطرته على بغداد أيضا"-!!!!!!...فلن تَتِيهوا الطريق إلينا راكعين أبد الدهر(تحيات العم سام).

ملاحظة/ مرت مدينة (بغداد) عبر التاريخ بهزائم عدة، وسميت حينها بهذه التسمية، كون سقوطها كان مؤشرا لسقوط دول كثيرة أخرى؛ كانت هي رمز القوة عندها :
1 - سقوط بغداد (1258): سقطت (بغداد) عاصمة العباسيين في يوم الأحد 4 صفر 656 هجرية الموافق 10 فبراير 1258 ميلادية على يد (هولاكو بن تولوي بن جنكيز خان).
2 - سقوط بغداد (1831): سقطت (بغداد) بأيدي الجيش العثماني، بعد ما يقارب 82 عاما من سيطرة المماليك عليها.
3 - سقوط بغداد 1917: في يوم الأحد 11 مارس 1917، سقطت (بغداد) عاصمة (ولاية بغداد) العثمانية، بعد سلسلة من الانتصارات، في يد الجيش البريطاني، خلال القتال مع الأتراك العثمانيين في الحرب العالمية الأولى.
4 - سقوط بغداد (2003):في الأربعاء 9 أبريل 2003 سقطت عاصمة جمهورية العراق، بعد أن تمكنت القوات الأمريكية من التقدم لوسط بغداد

هناك تعليقان (2):

  1. عام ٣٠٠٣ لم يكن سقوطا لبغداد ولا العراق بل سقوط الانظمة الخائنة التي اعتقدت انها اسقطت نظام صدام حسين ولكن صدام ذهب بما له وما عليه وبقي العراق يعاني ما يعاني وظن اولئك الخائنون

    ردحذف
  2. لم تسقط بغداد فحسب بل سقطت كل الأنظمة العربية بعد ذلك والواقع خير شاهد على ذلك

    ردحذف