06‏/05‏/2014

كلمة العدد 134 - الديمقراطية تصحح نفسها!

رئيس التحرير
ومع ذلك، فإن الديمقراطية في العراق الجديد لا تزال بخير!
نقول ذلك رغم كل الفشل السياسي الذي تعيشه الدولة العراقية منذ الانقلاب الكبير الذي حدث بعد 2003، ورغم كل المحن والأزمات التي تعيشها الشعوب العراقية، ورغم كل التضحيات التي يقدمها أبناء العراق على مذبح المصالح الفئوية والطائفية والإقليمية و...
نعم، لا يزال العراق الجديد بخير، رغم كل ذلك، طالما أن ساسته - بحكم الدستور، وبحكم قواعد اللعبة السياسية - يحتكمون إلى صناديق الاقتراع، وإلى إرادة الشعب العراقي نفسه..
فرغم كل ما يقال عن قادة العراق الجدد، ورغم كل ما يبدو من مظاهر عودة الدكتاتورية، وحكم الفرد، فها هم هؤلاء القادة اليوم، يستجدون عطف وقناعة الناس، لغرض تجديد الولاية لهم: فهم تحت رحمة الإرادة الجمعية للشعب: هو الذي يستطيع أن يطيح بهم بعيداً عن سدة الحكم، ويلقنهم دروساً في فن احترام الشعوب، أو أن يجدد لهم البيعة، ويمنحهم ثقته مرة أخرى.. وهو الأمر المستبعد، على كل حال، نظراً للتركة المرّة والثقيلة التي تركها هؤلاء لمن يأتي بعدهم! 
لا دكتاتورية جديدة إذن، طالما أن الشعب هو الذي يقرر من الذي يحكمه، وطالما أن السلطة بيده يمنحها لمن يشاء، وطالما أنه يستطيع - عبر صناديق الاقتراع - محاسبة المقصرين، والأخذ على أيدي الفاسدين.. 
إن الأفق السياسي، والحضاري - رغم الانسداد القاتل الذي أشرنا إلى بعض مظاهره- مفتوح على مصراعيه، أمام الشعوب العراقية.. ولن يكون ذلك إلا بالالتزام بالدستور، وبالعملية الديمقراطية.. 
لكن ما هي الضمانات؟ وكيف يمكن منع الانقلاب على الديمقراطية، وعودة الدكتاتورية مرة أخرى؟.. وما هي الآليات التي يتم بها، وعبرها، محاسبة المقصرين، والفاسدين، وهم كثر، وكبار؟!..
لا شك أن وعي الشعب هو الضمانة الوحيدة، لمنع الانحراف بالديمقراطية، وعودة الدكتاتورية من جديد!.. 
إن وقوع الأخطاء، وحدوث الفساد، في النظام الديمقراطي، أمر وارد، ولكن وعي الشعب، والآليات الديمقراطية، كفيلة بمعالجة كل ذلك..
نعم، إن الديمقراطية تصحح نفسها.. والشعوب تتعلّم من أخطائها.. وكفى رهانا على القادة الملهمين، والمستبدين العدول، الذين لم تجن منهم أوطاننا، سوى التبعية، والتخلف، وقهر الشعوب! .

هناك تعليق واحد:

  1. معذرة يا سيدي ، هل تعتقد أن إرادة الشعب العراقي هي التي تنتخب حاكماً ظالماً للمرة الثالثة على التوالي ، برغم السوء الذي يشهده العراق منذ توليه الحكم ، أوضاع العراق تتدهور من سيء إلى أسوء ، و محال أن تكون إرادة الشعب العراقي تقبل بهذا الظلم الحاصل و تنتخب من لا يصلح لإدارة البلد ، إنما هذه الانتخابات مجرد مسرحية تقام كل 4 سنوات ، ليتم إيهام الشعب بقدرتهم على التغيير و الانتخاب ، و لكن الحقيقة باتت واضحة و النتائج معدة و مكتوبة مسبقاً دون أدنى شك ، لا تخبرني بأن إرادة الشعب العراقي تختار الفقر الذي تشتهد محافظة البصرة ، و لا تقل أن ارادة الشعب العراقي تختار ما يحصل في بغداد يوميا من تفجيرات و اضطراب الأمن ، أو ما حصل مؤخراً في الفلوجة و الأنبار ، و ما يحصل بشكل عام في كل محافظات العراق ، تدهور التعليم الاقتصاد الزراعة ... لم يبق شيء في هذا البلد سوى الدمار و الخراب
    بات الشعب يترحم على حاكم ظالم ، أدخلهم في دوامة من الحروب و الفقر و الحصار ... ، فأي معاناة يعيشها الشعب العراقي في يومنا هذا تجعله يترحم على ذاك الظلم الذي شهده في زمن صدام !!! إلا أن يكون ظلم أكبر حل بهم
    نعم ، إن إرادة الشعب قادرة على التغيير ، و لكن ليس بطريقة الانتخاب ، فليست إرادة الشعب العراقي هي من انتخبت ظالما على مدى 8 سنوات
    إرادة الشعب العراقي قادرة على التغيير متى ما أرادوا التغيير
    تقبل تحياتي

    ردحذف