06‏/05‏/2014

الإعلام الحُرّ ضغط وتأثير

محمد رؤوف محمد
رئيس المجلس القيادي للاتحاد الإسلامي الكوردستاني
الإعلام الحُرّ يعتبر سمة من سمات العصر الراهن، وهو من إفرازات العولمة والتطور التكنولوجي في مجال الاتصالات والتعامل مع الهواء مباشرة، هذا الإعلام الحُرّ يتكون منه الصوت الحُرّ، والصوت الحُرّ يبني جسوراً بارزة ومباشرة وقوية بين الشعوب والقضايا المختلفة في العالم، فالصوت الحُرّ يعلي من نداء الحرية، ونداء الحرية يحمل شعارات مبادئ الكرامة، والكرامة جوهر الحقيقة في الوجود الإنساني، فطرةً وشرعاً وقانوناً.
قبل ثورة الإعلام الحُرّ كانت هناك قضايا وأحداث وكوارث بشرية كبيرة وخطيرة جداً، يندى لها جبين وتاريخ البشرية، ولكن بسبب عدم وجود هذا الصوت من خلال الإعلام الحُرّ، وبسبب عدم وجود جسور مباشرة لبناء التفاهمات بين الشعوب والأمم ومراكز الأبحاث، وبين الأحداث ومراكز القرار الداخلية والإقليمية والدولية، بسبب كل ذلك، جرى التعتيم على كثير من الكوارث البشرية والجرائم الإنسانية، وأصبح الظّالمون أبطالاً، والمظلومون والضّحايا صاروا مجرمين.. وكان ذلك يجري تحت ذريعة القضايا الداخلية للدول، أو للشعوب، أو للأمة العربية، أو للشرق الأوسط، أو صراع الأقطاب، أو صراع القطبين، أو ما إلى ذلك من عناوين، وكلها تعابير لتجاوز الجرائم والمجازر، وتلافيها، دون الالتفات إلى تلك الجرائم الكارثية، التي قد تعصف بأمة، أو بشعب، أو بجماعات بأكملها.
ولكن بعد الإنجاز البشري الرائع والهائل في مجال الإعلام والصوت الحُرّ، ومد جسور التواصل بين الشعوب في كافة أجزاء المعمورة، وانفتاح العالم على بعضه البعض، على كافة المستويات، أصبح كلّ حدث، وكل قضية - حسب أهميتها وأولويتها - أصبح لها استحقاق من الاهتمام والتواصل، وفرص أكثر لإبرازها وإلقاء الضوء عليها، وخلق رأي عام حولها، داخلياً وإقليمياً ودوليّاً، فالكل يتعامل معها، ويتناولها حسبَ إمكانيته، تحت ضغط الرأي العام.
فعلى سبيل المثال، هناك شعوب في العالم لها قضايا مصيرية منذ حين من الدَّهر، ولكنها لم تكن شيئاً مذكورا، إلاَّ نادراً، والأنكى من ذلك، لقد تعاملت الحكومات والسلطات مع تلك القضايا بِموازين المقايضات السياسية فيما بينها، كقضية الشعب الفلسطيني بين العرب أنفسهم، وفيما بينهم وبين دول العالم.. ومثل قضايا شعوب (الاتحاد السوفيتي) خلال القرن الماضي، والشعوب الأفريقية، وأمريكا اللاتينية، وغيرها من القضايا المصيرية لشعوب وأمم بأكملها.. لقد كانت الكثير من مثل هذه القضايا والملفات في طور النسيان قبل ثورة الاتصالات، والإعلام الحُرّ، والصوت الحُرّ..
إذن فالصوت الحُرّ، عبر الاعلام الحُرّ، يكون في مجمله في خدمة الإنسان والكرامة الإنسانية، فلندعم هذا النمط من الإعلام بقوة، ولنتعاط معه بإيجابية، من أجل مزيد من الشفافية، ولإعادة الحقوق إلى أصحابها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق