بقلم: محمد واني
لكي نرى هدفنا بوضوح، ونعمل من أجل الوصول إليه، ثمة حقيقة لا بد أن نعترف بها، ونحن نتكلم عن مفاهيم الحرية والاستقلال والديمقراطية، وهي أننا محكومون بحدود مصطنعة، فرضها علينا المجتمع الدولي، لصالح أنظمة قمعية، تابعة لأعداء تاريخيين، لا يعرفون الرحمة، قساة، لم يتورعوا عن القيام بأي شيء من أجل إخضاعنا لعبوديتهم، هكذا كانوا، وسيظلون هكذا إلى أن نمتلك إرادة حقيقية في التغيير، والخروج من الشرنقة التي وضعونا فيها. وقد حاولنا كثيرا، عن طريق المقاومة المسلحة، أن نكسر هذا القيد الجغرافي الشديد الإحكام، ولكن فشلنا، ولم نجن غير الخسارة في الأرواح والممتلكات. وكنا دائما الطرف الأكثر خسارة، والأكثر تضررا، مهما حاولنا أن نكون أكثر من مجرد أوراق سياسية تستعمل عند الحاجة، فلم ولن نفلح، لأن طبيعة وضعنا الجيوسياسي تهيؤنا لهذه المهمة!.. وإذا كنا نظن اليوم أن الصراع العثماني -الصفوي قد انتهى، ولم يعد له وجود في أراضينا، نكون واهمين. فما زال (السلطان) يعد صفوف قواته لمواجهة قوات (الشاه)، على تخوم أراضينا، في موقعة "جالديران"، وبمساعدة مباشرة من عندنا، مع أننا لا ناقة لنا بصراعاتهما الأزلية ولا جمل..
كما قلت إننا قد جربنا كل السبل العسكرية للخلاص من هذا الطوق الاستعماري، ولم ننجح، لأن أعداءنا التقليديين هم أكثر قوة منا، ولا نستطيع مجاراتهم عسكريا. والطريق الوحيد لخلاصنا، أن نغير مفهومنا للآلية التي تتحقق بها الحرية والاستقلال.. لنجرب أن نتفوق عليهم حضاريا وديمقراطيا، وقد سنحت لنا فرصة كبيرة لنقوم بذلك، عندما انسحبت الحكومة المركزية في (بغداد) عن كوردستان عام 1991، وكان بإمكاننا أن نجعل من إقليمنا أنموذجا للتطورالحضاري، والتفوق العلمي، والديمقراطية الحقيقية، ولكننا لم نقم بذلك.. وأخفقنا أيضا في تطوير قنواتنا الخارجية، ولم نولها أي أهمية، مع إن قضيتنا كلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. وخلال فترة حكمنا، التي تربو على العشرين عاما، لم نستطع أن نشكل من الكورد الموجودين في الدول الغربية، جماعات أو منظمات ضغط "لوبي"، للتأثير على قرارات حكومات تلك الدول.. كل ما فعلنا أننا ظللنا نستعطفهم، ونستجدي منهم نظرة رحمة وشفقة لحالنا، وتركنا ما كان يجب أن نقوم به، ولم نقم به...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق