06‏/05‏/2014

القضية الكوردية في فكر الإخوان المسلمين وبعض المفكرين الإسلاميين (تعقيب)

حسن سعيد بيريادي
نشرت مجلتكم الغراء في العدد (131) بتاريخ شباط 2014 مقالا للأستاذ الفاضل (عبداللطيف ياسين) تحت عنوان (الكورد في خطاب الإسلاميين العرب )، وبما أنه لم يذكر ولا موقفا واحدا للإسلاميين (مع تحفظي من هذا الاصطلاح)، وخاصة حركة الإخوان المسلمين، ولم يشر إلى أن لمقالته تكملة، فأردت أن أستدرك الأمر فأذكر شيئا عن بعض ما نشر عن مواقف الإخوان، وقسما من مواقف بعض الإسلاميين العرب، تجاه القضية الكوردية، وأنوه أن هؤلاء طيلة فترة حكم القوميين العرب كانوا في السجون والمعتقلات، وهذا معلوم للجميع. وأما حكام الخليج، وغيرهم، فقد كانوا على علم، وباركوا مع أسيادهم ما جرى للكورد من مآس، ولم ولن ننس موقفهم من
إدخال الطاغية إلى داخل الكعبة، بعد كل جرائمه ضد الشعب الكوردي ، والآن أمام أعين الجميع يدعمون الانقلاب العسكري في (مصر)، وما يقوم به هذا الانقلاب من جرائم، ليس فقط ضد الإخوان، بل ضد الشعب المصري، تدعمه الأنظمة العفنة الرجعية العميلة الظالمة بالمال والدعم المعنوي، هذا موقف القوميين الشوفينيين، سواء كانوا عربا، أو تركا، أو غيرهم. ألا ترون فضائيات معينة تردد كالببغاء ما ينشره الإعلام المضلل المصري، وحكومة العجائز في مصر، وللإعلام المضلل - والمسيطر عليه عالميا - دور كبير وضخم في تشويه وطمس الحقائق، وعكسه تجميل الباطل، وعرضه في ثوب براق. أين أخبار ثوار البوليساريو ؟ أو ثوار التاميل؟ أو ثوار كشمير، ومئات آخرين من الشعوب المضطهدة، التي تطلب حقها في العيش الكريم؟ وأين كانوا عندما كان يذُبح الشعب الكوردي في كوردستان (العراق)؟ ثم من يجهز هؤلاء القادة الأقزام بالأسلحة الفتاكة، في هذه المناطق المنكوبة بحكامها وجيشها، المتخصص فقط في قتل شعوبها؟ ألم يضحي الإنكليز بالشعب الكوردي عند انتهاء الحرب الأولى ؟ ألم يكن وزير خارجية أمريكا (هنري كيسنجر)، هو مهندس تحطيم ثورة الشعب الكوردي في (اتفاقية الجزائر) المشؤومة؟ قل ما تشاء، واكتب ما تشاء، فهذه القائمة من المظالم لا تنتهي.
وتكملة للمقال، وإحقاقا للحق، نقلت هذه السطور من كتابي المعنون: (قراءة في فكر وتاريخ الإخوان المسلمين)، تحت الطبع، مع تحياتي للأستاذ الفاضل:
القضية الكوردية عند الإخوان المسلمين: كثيرة جدا هي الأقوال والمقالات والمقابلات التي قال فيها قيادييون في الإخوان المسلمين تأييدهم وتضامنهم مع القضية الكوردية، ولكن المعلوم للجميع أن هذه الحركة كانت ولا زالت محاربة من الدوائر الاستعمارية والرجعية، ومن جانب الصحافة العلمانية، التي تزيف الحقائق وتعمل بكل أسلوب وشتى الطرق لتشويه الحقائق، وطمس كل ما يقوله قيادات وأعضاء هذه الحركة، ليس هذا فقط، بل قلب كل الحقائق، حتى لا تقوم لهذه الحركة قائمة، ولا يكون في قلب الجماهير حب وتعاطف معها.
وسنورد هنا بعض هذه الأقوال، منها:(1)

1- (مصطفى مشهور) المرشد العام الأسبق للإخوان المسلمين:
قال السيد المستشار (مصطفى مشهور) المرشد العام - في حينها - للإخوان المسلمين، في مقابلة خاصة:
(في الحقيقة إن القضية الكوردية في التاريخ الإسلامي لها اهتمام خاص، ومن الممكن أن تحرير القدس من احتلال الصليبيين، على يد (صلاح الدين الأيوبي)، له تأثير كبير من قبل أعداء الإسلام، حتى يقفوا بهذه العدائية ضد الشعب الكوردي، وكانت النتيجة أن قسموا كوردستان إلى أجزاء متفرقة بين الدول التي تحيط بها من جميع الجوانب، وفي النتيجة تعرض الشعب الكوردي إلى الكثير من الظلم والقهر، في (تركيا) منعوا من التكلم والتعلم بلغتهم الأم، أما في (العراق)، وغيرها، فقد تعرضوا لإبادة جماعية، ولا زالت مستمرة لحد الآن، في ظل حكم البعث).
وفي قسم آخر من قوله، يؤكد الأستاذ مصطفى مشهور :(إن الكورد مهما ظلموا وجرى تهميشهم، لكنهم في النهاية سينتصرون ويحققون حريتهم).

2-الدكتور (يوسف القرضاوي) الداعية الإسلامي الكبير:
(..إن الظلم والقهر الذي تعرض ويتعرض له الشعب الكوردي في العراق غير خاف على أحد، إنهم يتعرضون للتشريد والتجويع وهدم قراهم ومساجدهم، وفي نفس الوقت يحاصرون اقتصاديا هذا الحصار الشديد، ووضعهم سيء جدا، لذا يستحقون كل تأييد ومساعدة (هذا كان في تسعينات القرن الماضي حينما كان العراق محاصرا، أما كوردستان فكانت محاصرة داخليا من العراق، وخارجيا ضمن العراق، وكانت (الرابطة الإسلامية الكوردية) إحدى نتائج جهود الدكتور البروفيسور (علي القرداغي) والدكتور (القرضاوي)، وتدل على جهدهم هذا مشاهد كثيرة جدا في كوردستان، من كليات ومداس ومستشفيات ورعاية أيتام وأرامل وبناء مساجد وأعمال اخرى لا تحصى لهذه الرابطة، بارك الله في القائمين عليها، والمنفقين فيها ).

3-الأخت المجاهدة الحاجة (زينب الغزالي):
الحاجة (زينب) رحمها الله معروفة في الأوساط الإسلامية بجهادها أمام السلطان الظالم، وما لاقته من عذاب في سجون (عبد الناصر)، ومع كل معاناتها في السجون والمضايقات، لم تنس بقية الشعوب الإسلامية، وبالذات مأساة الشعب الكوردي، ولكن كيف تنتشر هذه الحقائق الناصعة في وقتها، وصاحبتها أرادوا أن يطمسوا فكرها وحياتها. تقول السيدة الحاجة المجاهدة ما يلي: (لست أدري هؤلاء الظالمون للشعب الكوردي كيف يعيشون؟ وكيف يأكلون ويشربون؟ كيف ينظرون إلى أبنائهم، في الوقت الذي هناك من يئن من ظلمهم وجورهم، في الحقيقة يجب إسناد ومساعدة الشعب الكوردي، كي يظهر من بينهم صلاح الدين آخر.آه كم عُذِّبوا ؟ وكم ظلِموا).
هذه العاطفة الجياشة من الأخت (زينب) تخرج من أعماقها، لأنها هي وجماعتها (الإخوان المسلمون) قد لاقوا من ظلم وجور الظالمين ما ربما القلم والكلمات تعجز عن التعبير عنه، لذا فقد نادت منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بكلمات تحرك الوجدان الحي، تدعوهم أن لا ينسوا جرائم البعث العفلقي في (حلبجة)، وطلبت من مسلمي العالم أن يمدوا الشعب الكوردي المنكوب بالمساعدات).
ربما الذين لم يعيشوا أو لم يروا أو يقرؤوا عن مآسي الشعب الكوردي، لا يبالون بهذه الكلمات التي قيلت في وقت تلك المآسي، ولكننا نحن نعرف أن كلمة واحدة في تلك الأيام كانت تعطي أملا لهذا الشعب).

4-الأستاذ (كمال الهلباوي) عضو مكتب الإرشاد-في جماعة الإخوان المسلمين:
(رؤية وتقييم الإخوان المسلمين للقضية الكوردية أنها مثل بقية القضايا الإسلامية، وهي قضية شعب مقهور مظلوم، يجب أن تكون لهم حقوقهم القومية في التمتع بلغتهم وتراثهم، حتى يشاركوا في تطور الأمة الإسلامية والعالم.
والإخوان يعرفون أن للشعب الكوردي تاريخ ناصع ومشرف، والمصريون يعرفون التاريخ هذا أكثر من غيرهم، وأمير الشعراء (أحمد شوقي) أحد هؤلاء الكورد الذين أمدوا الشعر العربي بهذا الإبداع، إضافة إلى هذا فالإخوان في (مصر) يقدرون دور (صلاح الدين الأيوبي) - رحمه الله - في تاريخ (مصر)، وهذه رؤية الإخوان إلى الشعب الكوردي).
وفي الأخير تمنى الأستاذ (الهلباوي) كل الاستقرار والتقدم للشعب الكوردي.

5-الدكتور (فهمي الشناوي) الكاتب الإسلامي الكبير:
ألف كتابا تحت عنوان (الأكراد يتامى المسلمين)، وهو أحد أبرز الذين تبنوا القضية الكوردية. ويقول في بداية كتابه: (لقد جعلوا القضية الكوردية قضية معقدة شائكة، بحيث إذا أراد أحد أن يدافع عنها، فإنه يجعل العراق وإيران وتركيا وسورية وآذربيجان عدوا له، وإذا سكتّ فقد سكتّ عن حق شعب مظلوم).
لقد تكلم الأستاذ (الشناوي) في كتابه بعاطفة جياشة عن حقوق الشعب الكوردي، بحيث يحرك وحرك عاطفة كثير من العرب تجاه القضية الكوردية.
ويقول :أنا لست كورديا، ولا الكورد اختاروني عنهم محاميا، وإني على يقين أنهم يستحقون أن تدافع عنهم آلاف المرات، فالكورد منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يدافعون عن الحق، خلافا لكل الأقوام، ليس بالكلام بل بالمال والدم، وليس (صلاح الدين) عنا ببعيد.
ويقول: (إن كل الفضل للدول التي تحتل كوردستان هو الحكم الذاتي، وأنا أفهم الحكم الذاتي، إنه سجن، لأن الكورد مع محتلي بلدهم، أراه كالسجين والسجان، صحيح أن السجان يعطي الأكل والشرب للسجين، لكنه سجين والسجان يستطيع أن يفعل به ما يشاء.
وحسب رؤياه عن دور الكورد في النهضة والصحوة الإسلامية، يقول:(إن دور الكورد فيها دور رئيس، لذلك قامت القوى الكبرى بتوزيعهم هكذا توزيع).
وفي مكان آخر يقول: (قلت قبلا إن الأكراد حاليا هم أيتام الأمة الإسلامية...وإن لهم حقوقا يجب أن ترد إليهم، وأما اليتيم فلا تقهر. وما قُهر أحد كما يقهر الأكراد حاليا في كل مكان، فهم يُسلَبون حقوق المواطنة في كل مكان. لا تعليم ولا توظيف ولا خدمات إلا من الدرجة الثانية، وحتى لو تمتعوا بهذه الخدمات على قدم المساواة مع بقية مواطنيهم، فكيف تقرون لأنفسكم التشدق بقومية عربية، في الوقت الذي تحرمون عليهم مجرد الحلم بقومية كوردية، وتعتبرون هذه القومية الكردية لو قامت مؤامرة على أوطان ثلاثة ؟ وكيف تقرون أن يكون لكل قوم وطن، وتسبحون للوطنية، وتقولون: الوطنية من الإيمان، ثم تحرمون عليهم أن يكون لهم وطن، أي لا يكون لهم إيمان هم أيضا...كيف تكيلون لأنفسكم كيلا يقدس وطن كل منكم، وكيلا يمجد القومية ويتغنى بها وينشد أناشيدها ويهزج أهازيجها ويحيي تراثها وفنونها والفولكلور الخاص بها، حتى إذا جاء الأكراد يتطلعون إلى شيء من هذا اعتبرتموها خيانة وتآمرا عليكم؟
ومتى استعبدتم الأكراد، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟؟؟ هل استعبدتم الأكراد يوم كان (صلاح الدين) هو الغالب؟
وكتاب الأستاذ (فهمي الشناوي) لا يمكن اختصاره في هذه العجالة، بل أحيل القارئ إلى قراءته، لينظر كيف يدافع الإخوان والإسلاميون عن الكورد، أقول هذا إحقاقا للحق، والله من وراء القصد.

6- الأستاذ (فهمي هويدي):
الأكراد شعب الله المحتار!
الأستاذ (فهمي هويدي) كاتب قدير، أقرأ كتاباته منذ ستينات القرن الماضي، حين كان يكتب في مجلة (العربي) الكويتية، يوم كان يرأسها الدكتور المرحوم (أحمد زكي)، وهي مجلة راقية كانت فيها مواضيع علمية واستطلاعات جميلة جدا.
وقد تبنى الأستاذ (فهمي هويدي) القضية الكوردية منذ حوالي نصف قرن، ولكن هذه الحقائق تطمس عن الشعب الكوردي، حتى لا يعلم أن هناك لهم أخوة عرب إسلاميون يدافعون عنهم بكل ما أوتوا من القوة ويتعاطفون مع قضيتهم. والأستاذ (هويدي) لا زال يكتب ويخرج هذه الأيام في قناة (الجزيرة مباشر مصر) مؤيدا للشرعية.
تحت العنوان أعلاه يقول السيد (هويدي):
لئن اختلف الناس حول أحقية اليهود في حمل لقب: شعب الله المختار، فإن الذي لا يختلف عليه أحد هو أن الأكراد هم أجدر الناس في زماننا بلقب: شعب الله المحتار !
بعد الغزو العراقي للكويت، الذي استصحب مجموعة من الكوارث والمآسي، كان بينها نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين... ووصفتهم آنذاك بذات الوصف: (شعب الله المحتار).
ويضيف: رغم ذلك، فإنه أصبح للفلسطينيين موطئ قدم في بلادهم، وهذا الموطئ يرشح لأن يكون قاعدة للدولة الفلسطينية في المستقبل... بكلام آخر: فالأمل عند الفلسطينيين موجود، وإن طال أجل تحقيقه ... ومن هذه الزاوية فهم أفضل من الأكراد، الذين أحسبهم أسوأ حالا بكثير، الأمر الذي دعاني إلى إعادة التفكير مرة ثانية في من هو أجدر بلقب (شعب الله المحتار)، واهتديت في النهاية إلى أن الشعوب المعذبة والمضطهدة في عالمنا تتفاوت في درجة ما تعانيه، فـ(البوسنيون) لديهم مشكلة، لكن لهم وطن ودولة اعترفت بها (الأمم المتحدة)، و(الكشميريون) لهم معاناتهم، لكنهم يعيشون على أرضهم.
ويعدد عدة شعوب، وأنها هموم ثقيلة ومآس تؤرق الضمير الإنساني، ويستمر:
إلا أن اعترافنا بواقع الحال يدعونا، عند المقارنة، للإقرار بأن الشعب الكوردي يستحق لقب (شعب الله المحتار) بامتياز، وإذا كانوا يقرنون هذا اللقب أحيانا في منح الدرجات العلمية بعبارة: (مرتبة الشرف الأولى)، فإني لا أتردد في القول بأن الامتياز الذي هو من نصيب الأكراد بدوره مع (مرتبة العذاب الأولى).. لماذا؟
لقد كانوا شعبا واحدا، له شخصيته السياسية والمعنوية الموحدة، حتى القرن السابع عشر الميلادي، ولكن قدرهم الذي حشرهم بين الإمبراطوريتين الفارسية والتركية، جعلهم ضحية اتفاق بين الدولتين قسمت بمقتضاه بلاد كوردستان بين تركيا وفارس، وعاشوا في ظل ذلك التمزق حتى بعد الحرب العالمية الأولى، التي أفرزت نتائجها موازين قوى جديدة، الأمر الذي فرض خرائط جديدة، كان من نتيجتها أن الأكراد الذين توزعوا من قبل على دولتين، أصبحوا حصصا على أربع دول، هي : إيران، وتركيا، والعراق، وسورية، وأُلحِقَ بعضُهم ضمن الاتحاد السوفيتي فيما بعد ..
ويضيف:
كانت عملية التمزيق هذه هي القاصمة، إذ حولت الأكراد، الذين كانوا قبل القرن السابع عشر جزءأ كريما وعزيزا من أمة الإسلام، إلى أقليات عرقية مشتتة بين أربع دول، اختلفت هوياتهم القومية، ولغاتهم، وسياساتهم، وآراؤهم، ليس هذا فحسب، وإنما نشأت بمضي الوقت أجيال درست لغات الأقطار التي عاشت في ظلها، واختلفت لهجاتهم الكوردية، وكانت النتيجة أن عناصر هذه الأجيال أصبحت عاجزة عن التواصل فيما بينها.
وبكيت، وترددت جدا قبل أن أكتب عبارات السيد (فهمي هويدي، التي يقول فيها: وقد شهدت في (ألمانيا) مؤتمرا قبل عدة سنوات، كان الأكراد فيه يتكلمون التركية والفارسية والعربية، ولم تكن لهجاتهم المحلية تسعفهم التواصل.
ويعطي مثالا : ففي (تركيا) حوالي 20 مليون يمثلون ثلثي الشعب الكوردي كله تقريبا، لكنهم يعيشون في جحيم، منذ قامت الدولة القومية التركية في العشرينات.
نشر الأستاذ (هويدي) هذا المقال كما يقول هو في 27/3/1995، وعقب النشر نقلت إليه رسالة على لسان دبلوماسي في القاهرة، وآخر في السعودية، يعتبرون المقال تأييدا للانفصال .
ثم نشر الأستاذ (هويدي) مقالا آخر تحت عنوان: (الأكراد يريدون حلا):
عندما سألت الحاج (إبراهيم حقي) كيف أنه أمضى 24 عاما متصلة في (برلين)، ولم يكتسب الجنسية الألمانية؟ كان رده: إنه غادر (تركيا) كي يمارس حياته كإنسان كوردي موفور الكرامة، وهو يريد أن يموت كورديا وليس ألمانيا.
حين جاء ذكر الوطن تهدج صوت الرجل، وتطلع بعينين يملؤها حنين جارف إلى خريطة معلقة على الجدار، ثم أشار بيده المعرقة، وقال: هذه هي (كوردستان).
هذا، والأستاذ (هويدي) له عدة مقالات عن حقوق الشعب الكوردي. والذي أتمناه أن يُدعى أمثال هؤلاء إلى الإقليم، ويحتفل بهم.

7- الأستاذ (كمال الهلباوي) - باحث وكاتب مصري، وهو من قادة الفكر الإسلامي:
في بداية كلامه يذكر بمقال للأستاذ (صلاح شادي) -رحمه الله- في مجلة (لواء الإسلام)، يندد بالجريمة، ويشرح للأمة جريمة (صدام) في (حلبجة)، وذلك لأن (الإخوان المسلمون) لا يفرقون بين مسلم كوردي، ومسلم عربي، ومسلم فارسي.
ويضيف:
أما موقف الحركة الإسلامية (الإخوان) من القضية الكوردية، فهو موقف واضح متميز منذ نشأت هذه القضية .فالإخوان المسلمون يعتبرون القضية الكوردية مثل بقية القضايا الإسلامية، وبقية قضايا الشعوب الإسلامية المضطهدة التي لها الحق في تراثها، ولها الحق في الاستمتاع بثقافتها، ولها الحق بإثراء ما لدى بقية الشعوب، والتفاعل مع الأمة الإسلامية، والأمة العربية بوجه خاص.
وأخيرا يسأل الله سبحانه تعالى أن يهنأ الشعب الكوردي بحياة طيبة في إطار الأمة الإسلامية.

8-الأستاذ محمد مجذوب –كاتب ومفكر إسلامي من سوريا:
والحديث عن الأكراد يقتضي البدء بتعريف مواطنهم الأصلية، لأن تمثل البيئة جزء لا ينفصل عن طبيعة أهلها. وأول ما يواجهنا من مميزات البيئة هنا، اقتران نسبة الأكراد باسم (كوردستان)، ومعناها ديار الأكراد، فهي موطنهم العريق، ومسرح تاريخهم، الذي لا تحديد لمبدئه، وموقعه في البقاع الممتدة حول (جبل الجودي) الداخل في الحدود التركية، وهو الجبل الذي استقرت عليه سفينة أبي البشر الثاني نبي الله (نوح) عليه السلام..ينبئنا بأنهم بقية أحد الأعراق المتخلفة من ذرية ذلك النبي الكريم، قدر لها أن تلازم المنطقة التي ولدت فيها أصولها الأولى.
وهناك الكثير من الكتاب والمفكرين الإسلاميين، وعلماء كبار في العالم الإسلامي، وقفوا مواقف مشهورة وجريئة تأييدا للقضية الكوردية، ومن هؤلاء البروفيسور المرحوم (برهان الدين رباني) من (أفغانستان)، والأستاذ الشيخ (عصام العطار) كاتب ومفكر سوري، وكذلك الأستاذ (متولي موسى) من (مصر)،و(أحمد العويمر)، والشيخ (محفوظ النحناح) رئيس (حركة مجتمع السلم) الجزائرية، والعلامة الدكتور المرحوم (محمد سعيد رمضان البوطي)، والشيخ المرحوم العلامة (عبدالله بن باز)، والسيد (نجم الدين أربكان) رئيس حزب (الرفاه) التركي، رئيس وزراء تركيا الأسبق -رحمه الله-، والأستاذ (قاضي حسين) رئيس الجماعة الإسلامية في (باكستان)، والأستاذ الشيخ (راشد الغنوشي) رئيس حركة النهضة الإسلامية، والأستاذ الشيخ (متعب الطيار)، وغيرهم كثيرون.

ومن الجرائد: جريدة (لواء الإسلام)، الناطقة باسم الإخوان المسلمين في مصر، وكذلك جريدة (الاعتصام).
ومن المنظمات (منظمة العالم الإسلامي للدعوة والإغاثة)، و(لجنة قطر الإغاثية).
ونستطيع أن نؤكد أن الأسماء التي ذكرناها تنتمي بنسبة أكبر إلى (الإخوان المسلمين)، باستثناء (أربكان) وهو من جماعة (النورسي)، و(قاضي حسين) من (الجماعة الإسلامية)، وهذه الجماعات الثلاث تحمل فكرة الوسطية الإسلامية الشمولية لجميع جوانب الحياة.
ونحن لا ننكر أن هناك كثيرون هم أصدقاء للشعب الكوردي لم نذكر أسماءهم، لأن المجال هنا ليس مجال ذكر كل أصدقاء الشعب الكوردي، إنما كان غرضنا هنا أن نبين مواقف مشرفة للإخوان المسلمين خاصة، وبقية الشخصيات الإسلامية، لأن هذه الحقائق كانت مطموسة، وتحت تعتيم مركز، وذلك ليقال إن الإخوان المسلمين والحركات والشخصيات الإسلامية لم يكن لهم موقف واضح مشرف، يدافع عن مآسي ومعاناة الشعب الكوردي المسلم، وذلك لضرب عصفورين بحجر:
أولا: إيهام الشعب الكوردي المسلم أن الجماعات والجمعيات والعلماء والهيئات الإسلامية لا تهتم بقضية ومآسي هذا الشعب المسلم. وبالنتيجة أن يتخذ هذا الشعب موقفا سلبيا من هذه الحركات والهيئات، والحاصل النهائي التشكيك بالتعاطف الإسلامي بين المسلمين، وذلك لبناء حاجز نفسي بين الشعوب الإسلامية، وبالتالي الانسلاخ عن الدين الإسلامي .
أقول هذا في الوقت الحاضر الذي جرى فيه الانقلاب العسكري على الديمقراطية في (مصر)، وخطف الرئيس المنتخب، الذي هو من (الإخوان المسلمين)، وهذه المظاهرات الحاشدة ضد الانقلاب من جميع فئات الشعب، أي أن القضية أصبحت قضية شعب، وليست قضية إخوان مسلمين ،ولكن المؤسف على بعض قنواتنا الكوردية، وموقفها من هذه المظاهرات الشعبية، عندما تسمع هذه القنوات كأنك تسمع قنوات مصر الانقلابية، وهذا غير معقول، ونحن شعب عانينا ما عانينا من الظلم، والواجب أن نكون من أنصار المظلومين أينما كانوا.

هناك 3 تعليقات:

  1. تعقيب ناقص وتوضيح عقيم لان الاخ الكاتب حاول ان يتستر على بعض الاخطاءالتي لاتجبر مهما حاول البعض اخفائها لان الجماهير الكردية المسلمة كانت تنظر الى اخوانهم المسلمون موقفا رسميا من هذه الجمعية العالمية لكنها بسبب تقارير بعض الاخوة في كردستان ماكانوا موفقين في ذالك
    وهناك مسئلة اخري مهمة وهي ان الجهود التي قام بها فضييلة الشيخ عثمان بن عبدالعزيز والحركة الاسلامية في كردستان بانطلاقتها الجهادية ضدالبعثيين ومناشدتها للحركات الاسلامية العالمية واعلام المسلمين واللمؤسسات الاسلامية هي التي شجعت هؤلاء الكرام بان يدلو بتكل التصريحات وليس احدا غيرهم لكن الكاتب قد اخفي تلك الحقائق

    ردحذف
  2. دەست خۆش بۆ كۆكردنەوەی ئەم نوسینانە.

    ردحذف
  3. لماذا لا يوجد كتاب د. فهمي الشناوي "الأكراد يتامى المسلمين" إطلاقا، لا مطبوعا و لا على الإنترنت؟ أرى كل من لا يفرغ عن ذكر الإسلام لا و لا دقيقة (بإستثناء أشخاص قليلين جدا جدا) يعاملوا الأكراد كأنهم عملاء و خونة, و حرام على الكردي القيام بأدنى حقوق شرعي. العرب و الترك و الفرس لهم حقوق بلا نهاية و هم "بنوا بيوتهم على أراضينا" يظلموننا بإسم الإسلام و هم أبعد الناس عن الإسلام، و هم الذين خانوا دين الله... نطالب حقوقنا الشرعية من رب العالمين و لا من المتسلمين من القوميات الثلاث.

    ردحذف