متابعة وإعداد: محرر الصفحة
تحتفي الأوساط الصحفية، والنخب الإعلامية الكوردية، في الثاني والعشرين من شهر نيسان من كل عام، بصدور أول صحيفة كوردية في المهجر، حيث أصدرت العائلة البدرخانية العريقة ممثلة في (مقداد مدحت بدرخان)، أول صحيفة سميت (كوردستان)، عام 1898 في العاصمة المصرية (القاهرة)، لتصبح لسان حال الشعب الكوردي في ديار الغربة، ولتؤكد تطلع الكورد للحاق بركب الحضارة، والاستفادة من وسائل العصر.
وقد مثلت صحيفة (كوردستان) منعطفاً ثقافياً هاماً للأمة الكوردية، فمن خلالها استطاع المثقفون الكورد أن يعبّروا عن إرادتهم الحرة، ويبينوا إحساسهم العميق بالصحافة، كمنبر لتوجيه الأفكار السليمة، والتعاطي مع الآخر بروح العصر، وعدوها نافذة حضارية للتعريف بأصالة الشعب الكوردي، وانتمائه الإسلامي الأصيل.
ويستذكر الصحفيون بإكبار الدور الذي اضطلعت به صحيفة (كوردستان) في تلك الحقبة، وجعلوا من ذكرى صدورها، عيداً للصحافة الكوردية الجديدة بكافة توجهاتها وميولها الفكرية والثقافية.
وعلى غير المعتاد، مر يوم الثلاثاء الموافق 22/4/2014، الذكرى الـ(116) ليوم الصحافة الكوردية، بهدوء، في إقليم كوردستان، دون احتفالات تذكر.
وعزت (نقابة صحفيي كوردستان) على لسان نقيبها (آزاد حمد أمين) في تصريح صحفي، السبب، إلى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الإقليم، والمشكلات مع بغداد، وحملات الدعاية الانتخابية للانتخابات البرلمانية العراقية والمحلية الكوردستانية.
وتشهد الساحة الإعلامية اليوم زخماً كبيراً للصحف والمجلات الصادرة في إقليم كوردستان، ولكن هل تجسد جميعها مدلول السلطة الرابعة، أم هي مجرد إضافات عددية غير مؤثرة؟.. هذا ما يختلف حوله المثقفون.
ويتزامن يوم الصحافة الكوردية، مع ذكرى صدور صحيفة (يككرتوو)، لسان حال (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) التي صدر العدد الأول منها في الثاني والعشرين من شهر نيسان عام 1994، والتي كان لها إسهام واضح في بناء صرح الصحافة الكوردية الملتزمة.
والجدير بالذكر إن بعض الصحف أضحت اليوم تتنكب عن النهج الرصين والأخلاق المهنية المتعارفة، وتعمل على ضرب قيم ومبادئ الشعب الكوردي، وتتطاول على مقدساته، وتتجرأ على عقيدته، بدعوى الحداثة وحرية التعبير، وما ذلك إلا تشويه لرسالة الصحافة، وانحراف بها عن مسارها الصحيح.
من جهة ثانية يتعرض الصحفيون والإعلاميون - بشكل متكرر - إلى اعتداءات وانتهاكات، دون أن تحرك السلطة ساكناً للحد من هذه التجاوزات، بل كثيرا ما تكون أجهزة السلطة نفسها هي التي تقوم بالاعتداء على الصحفيين.
وقد رصد مركز (مترو) للدفاع عن حقوق الصحفيين أكثر من سبعين انتهاكاً بحق الصحفيين في إقليم كوردستان خلال الأشهر الأربعة الماضية من هذه السنة. وقال المركز في تقرير أصدره بهذه المناسبة إنه سجل 72 انتهاكاً خلال الأشهر الأربعة الماضية من هذا العام، بينها 22 اعتداءً بالضرب، و12 مصادرة لأجهزة الصحفيين، و12 حالة منع الصحفيون خلالها من التغطيات الإعلامية، مضيفاً أن الانتهاكات تمثلت أيضاً بتسع حالات حجز للصحفيين، وست حالات تهديد للصحفيين، وخمسة حالات كسر أجهزة كاميرات التصوير، وست محاولات للتشويش على القنوات الإعلامية، وقرصنة المواقع الإخبارية الألكترونية، مشدداً على ضرورة أن تعي حكومة إقليم كوردستان أن أوضاع الصحفيين في الإقليم غير جيدة، في ظل تعرضهم إلى العنف، وعرقلة عملهم الصحفي، ومنع حصولهم على المعلومة من مصادرها الأساسية.
من جانبه هنأ مكتب الإعلام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني الصحفيين والمثقفين في كوردستان.
وجاء في بيان لمكتب الإعلام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني: "لقد كانت صحيفة كوردستان التي صدر أول عدد منها في 22 من شهر نيسان عام 1898 في العاصمة المصرية (القاهرة)، على يد المناضل المثقف (مقداد مدحت بدرخان)، أسلوباً مدنياً معاصراً للشعب الكوردي للوصول إلى أهدافه، كباقي شعوب المنطقة".
وأضاف البيان: "إننا في الوقت الذي نقدّر فيه هذه الذكرى، ونثمن الجهد الكبير للعائلة البدرخانية المناضلة، نأمل أن لا تتنكب الصحافة الكوردية عن نهج صحيفة كوردستان، وأن يحول الصحفيون الكورد الصحافة إلى مرآة تعكس الهوية الأصيلة للشعب الكوردي".
وطالب البيان السلطة السياسية في كوردستان بتهيئة مزيد من أجواء الحرية للصحافة، وعدم السماح بوضع العراقيل أمام حرية الصحافة، أومعاملة الصحفيين بصورة غير حضارية.
كما هنأ البيان الذكرى السنوية الـ20 لصدور صحيفة (يككرتوو) لسان حال (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، والتي صدرت في 22 من نيسان عام 1994.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق